الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذب الحُكومة مُستَمِر

سيومي خليل

2015 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



حِين َتفشل أي حُكومة كانت في إقناع المُؤيدين لها بما قَامت به من أجلهم ، و طمأنة من عَملوا على إيعطاء ثِقتهم لَها ، تَشرع في القِيام بِبدائل ، وحيل،كَي تُزين كل التَّشوهات التي أَصابت وَجهها المِسخ ،تُقوم بِعملية مَكياج دقيقة واستِطيقية ،كَي لا يبدو قبح التَّسيير في أبهى تَجلياته وتشكلاته كَصورة من صور البَشاعة ،كَل *سيكتريسات ديال الفساد الذي أسهمت فيها حكومة الكراطة * تَضع عليها مَرهما من أجل إخفائها ، الأَمر يشبه طلب ود فَتاة استدعى تَجميل الولد لِوجهه كَي يكون مناسبا في نَظرها ؛ الفتاة هي جُموع الشعب *اللي طايح على قرنو *، والولد القبيح هو الحكومة .

أخبار متضاربة ، سارة ، وفيها الكَثير من التَّفاؤل ؛ هَذه هي الحيل الجديدة التي بدأَت الحكومة في مطلع السنة الخامسة عَشر بعد الألفية الثالثة، بالإلتجاء إليها .

كل المواقع الإلكترونية تَتحدث عن تَخفيض في ثمن البنزين بأَكثر من ثَلاث دراهم - رغم أني لم أَر تخفيضا مثل هذا يوما ما -، وتُضيف أن *الحكومة الزوينة ديالنا * سَتمنح منحة للعاطلين عن العمل ، ألف درهم سَُتجود بها الحكومة حلالا مطيبا للعاطلين عن العَمل ؛ هكذا ودن سابق إنذار، وبِدون إجراءات لطريقة صَرف هذه المنح ، نزل عَلينا الخبر كالمَلاك من السَّماء ...

سيل الأَخبار السارة يُشبه شلالاَت أوزود الشهيرَة،و التي لم يرها ،ولم يلمس مَاءها الكثير من المَغاربة ، وهذا بالضبط ما سَيقع مع هذه الأخبار ، فإنَّ المغاربة جميعا سيسمعون بها ، لكنهم لن يروا طلتاها البَهية إطلاقا .

الحكومة محرجة ، فمع تزايد الكوارث التي يَرتكبها وزراؤها ،ومع فُقدان شعبيتها ، -وللأسف الشديد نحن بلد لا يؤمن بعلم الإحصاء ، ولو كان مُمارسة وسلوكا معرفيا عندنا ، لأثبتنا بالأرقام ،كيف أن الحكومة تُشبه البضاعة التي لا يَرغب فيها أحد- ومع إحساسها هي نَفسها بأَنها خادمة *مشرطة لحناك* لحكومة أعمق منها ، ولمسؤُولين يعيشون في الظِّل ، فإنها تُحاول، ومع قرب موعد الإستحقاقات الانتخابية ،أن تُقدم، ولو زيفا وكذبا وبُهتانا ، وعُودا تعرف أَنها لن تُحققها ، وتعرف جيدا أن أصحاب الحل والعقد لن يَسمحُونَ لأي إنجاز ،كيفما كان بَسيطا، أن يكون في فَترة تسييرها، ومع ذلك تدخل في لعبة إستغباء، واستحمار الشعب .

رغم وُضوح كذب مَا يتم التَّصريح به إعلاميا ، ورَغم تكذيبه احيانا من طَرف أعضاء الحكومة نفسها ، وأَحيانا من طرف مُختصين ، فإن اللعبة تَستمر دائما ، كأنَّ الحكومة تمتثل قَيمة الوهم ، ونحن نَعرف أَن الكثير من الناس يودُون العيش في الوهم أكثر من العيش في حقيقة الواقع .

إذن هَذه هي أولى بوادر سنة جَديدة ، والتي كان من المَفروض أَن يُؤخر المغاربة الاحتفال بها إلى أن تَزول حكومة *باناشي هذه *.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية