الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بائعة الجزر

أحمد سعده
(أيمï آïم)

2015 / 1 / 2
حقوق الانسان


إمرأة ريفية على مشارف الستين، أهانها الزمن بعد أن مارس معها كل ألاعيبه الغادرة، ثم تركها في الشارع تحت الشمس وبين السيارات تبيع الجزر الأحمر..


في طريقي للبلد النهاردة الصبح شوفتها على مدخل مدينة ميت غمر، الطريق شبه متوقف، وراكب يسألها من شباك داخل عربية ميكروباص عن سعر لفة الجزر.. لكن السائق ينطلق ليلحق بالسيارة الواقفة على بعد أمتار أمامه، ويستمتع بجري البائعة خلف العربية للحاق بالزبون..
لم يشتري منها الزبون وخاب أملها.. ظللت أراقب ملامحها وأراقب السيارات التي تمر بجوارها، والتي يتجاوز بعضها مئات الآلاف...


وصلت عندها، وتوقفت بجوارها وأعطيتها ما فيه النصيب.. وبصوت مخنوق وضعيف أصرت إني آخد منها جزر، وقالتللي والله حلو وطعمه زي العسل وهيعجبك... ياربي على عزة النفس والمنعة التي تمتلكهما سيدة فقيرة تبيع في الشارع..


الغريب إن نص الشعب بينام جعان أو بياكل أي حاجة، والنص التاني بياخد فوار علشان يهضم الأكل ويرمي الباقي في الزبالة.. وبعد كده يروح يعمل حج سياحي بعشرات الألوف، ويرجعلنا معاه مية زمزم وراضي عن نفسه.. إطمئنوا لن يقبل الله حجتكم طالما هناك من يموتون جوعا..
خط الأمان الأول لأي مجتمع ولنفسية البشر فيه، أن يكون مجتمع تراحمي يسوده المودة والتضامن ومشاركة الخير... وقتها فقط سيرضى الله عنا.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط