الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفل قال ماهو القطار

عبد الغني سهاد

2015 / 1 / 3
الادب والفن


طفل قال ماهو القطار...(اوراق طواها النسيان )

تتوقف المعارك والمشادات بين الاخوين لبعض الوقت ويضطر الوالد الى اغداق الوعود والعهود ليقيم العدل والمساواة بينهما في المستقبل القريب ويضع الشرط اذا ما توفرت له شروط استجابة الظروف ..يكرر عليه ان شاء الله يكون خير بمشيءة الله ستحصل على ساعتك اليدوية ودراجتك الهواءية الصغيرة وتنتهي المشاكل ..لكن المشيءة الالاهية تاخرت طويلا ولم تستجيب لمتنمنات الوالدةفي العدل والانصاف فكره ان يردد عليه احدهم جملة ( ان شاء الله ) ما داموا هم لا يشاوءون ..الوالدة كانت لها وساءلها الخاصة في فك الصراعات بينهما فهي تعمل كل ما في مقدورها لاطفاء تلك الحروب الصغيرة حول الدراجة الهواءية فالعزيز لا يريد ان يتنازل لركبة واحدة لاخيه ...وهذا الاخير مصمم على الحصول على دراجته وحده ..تحاول اقناعه ان البابا نويل سيهبط يوما قريبا من المدفءىة المعطلة يحمل معه كيسا كبيرا مملوءا بالهدايا ...وستكون كلها من نصيبه ان شاء الله وماعليه الا الزيادة في الصبر والانتظار..لم يكن مقتنعا بكلامها ليس لانها كاذبة بل لان الفتحة الضيقة للمدفءة لا يسمح حجمها بولوج دراجة مثل دراجة العزيز..كان يحس بالانكسار والغبن من كلامها عن البابانويل فهداياه لا تتعدى علب الحلوى واللعب فهو لا يملك سوى الاشياء التافهة لا ترقى لما يمتلكه العزيز ..كان كلما دلف خارج البيت يهز راسه الى سطح الفيلا ويتمعن في عمود المدخنة ليتاكد انها ضيقة جدا . ولا طاءل منها ومن التافه البابانويل ..
يمضي العزيز على دراجته الزرقاء الى القسم الفرنسي مزهوا بنفسه وبها ويعود هو برفقة سويسا الى الركض وراء القطارت..الناس والعمال امام المصانع تزداد عددا وتوثرا بحثا عن شغل يعودون منه بقطعة خبز الى الاولاد ..و تلك القطارات تروح وتغدو محملة بالسلع والبضاءىع وبنفس الاصرار على دهس كل من تجراء ووقف على سكتها الفولاذية ..ساءقوها عديمو الرحمة والشفقة ...يفجرون جماجم العمال والعاملات ويمزقون جتثهم كلما غمض لهم جفن وارادوا ان يستريحوا من عناء العمل على تلك القضبان القاتلة..يحملون زادهم معهم في علب قصديرية واكياس من الخيش خبز ومرق وشاي وقهوة .الكهول منهم يصطفون اسفل جدران الفلل في جماعات متالفة والشباب يصعدون الحاويات ويعلو ضجيجهم وزعيقهن ليملاء فضاءات السكة الحديدية اهازيج واغنيات شعبية عن الهوى والحب والحياة..تسليهم من تعب العمل و قساوة الدهرعليهم ..لا يهداوءون سوى عند سماع صفير القطار او اجراس المصانع فيتحركون في صمت متفرقون ينصرفون الى ابواب المعامل ..فيرمي الهدوء والسكينة باجنحتهما على المكان يكسرهما بين الفينة والاخرى نباح كلاب ضالة و خصومات شرذمة من الشباب المتشرد تتلصص على الفيلل والمستودعات لسرقة امتعتها .. ..وتستمر سحابات الدخان الاسود تعلو سماء المعامل .. بينما هو يقضي بقية نهاره في الركض مع سويسا محاديا تلك القطارات التي تروح وتغدو امام منزله ..يتطلع الى وجوه ساءقيها من وراء الزجاج السميك المغبر ..وجوه كالاشباح يرتدون قبعات زرقاء متسخة ولهم شوارب ولحي طويلة
كلحية البابا نويل لكنها سوداء قاتمة ...البابا نويل يوزع الهدايا مع الكذب بينما هم يوزعون السلع والبضاءع مع الموت ..
يتوقف من جراء التعب عن الركض خلف تلك القطارات
فيسال نفسه ما هو القطار..؟
اهو كما قال الوالد .. الاستعمار
لكن و ما الاستعمار...؟
كان يشعر بالضجر المرير
نفسه ملت ذلك الصفير
اكداس من الدخان
تلوث قلبه الصغير
ولا يستطيع قطع دابر
ذاك الهدير
يركض وتهتز تحته الارض
كالسرير
و الاجساد المتعبة اسفل الجدار
يبتسم لها و يلج الفيلا


وهو يغني:
---------------


فغيغو جاكو... فغيغو جاكو
دوغمي فو ووو
سوني لى ماتينىو
دين دان دوووون
---------------
Frere jacques
Dormez vous
Sonnez les matines
Dig Ding Dong
.......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا