الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغراب يشرفون على زفاف بغداد والدعوة يحتفل -بأعياد الميلاد- بعد -ملكة جمال الحزب-

طلال الصالحي

2015 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


من ساحات اللطم والعويل والدماء وتجريح الرؤوس بالقامات وبالأطبرة "طُبَر" وبسلاسل غلاظ, وبعكس ما نصحت به مرجعيّتنا الرشيدة ؛ ثمّ الانتقال فجأةً برشاقة وبخفّة قلّ نظيرهما لقبلات الساعة "12" وسط ظلام "كضّ اخوك لا يطيح" قبل إنارة المصابيح بدقيقة من عبور منتصف الليل على أصوات قرع أجراس الكنائس والتزمير ونثّار البُلك والنفّاخات والأشرطة بلون "الليلاكي" والشمبانيا "احتمال شمبانيا خالية من الكحول على غرار البيرة" مهرجان مفرح حقّاً عسى ولعلّ صخيل والبزّون وأبو شحمة يضعون أقدامهم على أعراف عالميّة جديدة ينسى الاتباع ومتشّددو السنّة ولو قليلاً من الاحزان عالم بريغمان عمر عالم الخيّام وعوالم لهيوارت , منكانا , أبو نؤاس جُمانة زبيدة مادونا جوليانا .. المهم لا نعلم أيّة شركة , باعتبار العراق أصبح بلد تدير شؤون مفاصله شركات عديدة من جميع دول كوكبنا , لذلك فرغت أموال الشعب , شركة تنظيف شوارع شركة لأرزاق الجيش شركات لشؤون الجيش "باعتبار مؤسّساتنا العسكريّة اتّحاديّة" شركة لتبني طباعة المناهج الدراسية التعليمية للروضة وللمتوسطة وللاعدادية وأخرى للجامعيّة وشركة للوازم والقرطاسية خاصّة بأجهزة الدولة من النوع الراقي "بلكان ودافنشي" شركة تدير الحدائق العامّة شركة تدير عمليّات استيراد الشتلات والورود , أمّا الاستيراد "ينبجي عله حاله" فبالطبع لا توجد سوى شركات النفط ! , شركات لتزيين العاصمة شركة للحدائق "الخاصّة" وأخرى المنطقة الخضراء وشركة تجميل "تزويق" أو بالأحرى تزييف , تزييف المظهر الحقيقي لوجه العاصمة بغداد بكاشي الحمّامات التركي بألوانه ! وبالحجر الأرصفة الإيراني البشع اللون والهيأة والخامة والحجم والشكل والتنفيذ , أين طابوقنا "الفرشي" الذهبي السومري البارد في الصيف والحار شتاءً ؟ لا نعلم ! , وبالمناسبة حتّى أرصفة مدن سوريّا , وهي سومريّة أصبح تجديد أرصفتها بنفس هذا الحجر المقزّز ! ففي ضاحية صحنايا الجميلة الهادئة "التنظيم" من ريف دمشق مثلاً تمّ رصف أرصفتها القديمة والرائعة بتغطية فوق أرصفتها الأصليّة هذه ذات الأحجار الرومانسيّة الشكل الهادئة اللون "رصاصي بطيف داكن بهفف ازروراق خافت والقريب من الفسيفساء والّتي أضاف لها الزمن الطويل رونقاً أخّاذاً زاد من جمالها وكم أشعر بتلذّذ غريب يسري في عروقي وأنا أدوس عليه صباحاً ماشياً بحذائي المدهون جيّداً صوب محلاّت الزعتر واللبنة والزيتون لأتعوّد على التخلّص من افتراس كتاكيت البيض والحيوانات بحجّة الذبح الحلال ! ؛ تلك الأرصفة غُطّيت بهذه الكدمات الإيرانيّة الثقيلة , وصدق من قال الحمار عندما يتزوّج الحصان ينجبان بغلاً "خالٍ من بذور الانجاب والحمد لله !" لا حمار ينجبان ولا حصان , هو ما يحصل لبغداد عندما تكون العاصمة الآراميّة الأصل عبارة عن بغل , يشرف على زفافها "بعد الدخلة 2003" إيرانيّون وأتراك وغيرهما , لا ندري أيّة شركة , ليس القصد معرفة اسم الشركة , لكنّنا نسأل هنا بصيغة الاستغراب على ما تقوم به هذه الشركات ويترك العراق أبناءه المليؤون عبقريّة وحيويّة أدهشت العالم فكادوا له كيدهم المعروف وليبقىون عاطلون يتسكّع بأرصفة الفيس بوك والمقاهي , على الأقل كان نظام البعث البائد كان فرضاً عليه تعيين الخرّيجين وكافّة العاطلون وبعزّ الحصار وبمبتكرات "كتشييد قصور صدّام" إن توقّفت المشاريع "لي موضوع عن القصور" , فهذه شركة تدير "ديكورات" قاعات الاجتماعات "المتتالية والمهمّة" برئاساتها الكارثيّة الثلاث , يظهر "مقاصد" هذه الشركة أو يمكن ما يعمله ذوقها يُفصح عن ما يكنّه سرّها , نلاحظه من طريقة تصفيف وسط طاولة الاجتماعات الطويلة "الجزرة الوسطيّة" والأكثر غرابة و "فانتازيّة" من بين جميع الطاولات هي طاولة اجتماعات وزير خارجيّتنا الجعفري تليق بمفاهيمه العميقة للحياة فيكون الصرف أكثر , وقد رأينا أيضاً ماذا وضعت الشركة من برسيم , العفو قصدي نباتات خضراء "حشيشيّة" اللون وسط طاولة أمين العاصمة الوسيم بعبوع , وأغرب ما وصلنا قبل يومين من .. قصدي تزيين , هي مكيدة بدل ما تكون تجميل وفتح شهيّة للمسؤول وبين أصابعه قلم إمضاء لمصير من مصائر العراقيين الكثيرة ؛ حيث ملئ فراغ الجزرة الوسطيّة لطاولة اجتماع السيّد رئيس الوزراء الدكتور العبادي كما ظهرت بالخبر المصوّر بتشكيلة لونيّة "قرمزيّة" وأغطية بيضاء "فرشت بطريقة التعقيج" وبحوض عميق يصلح لسباحة الأسماك والأطفال معاً بدل المستنقعات "وهي فكرة طرحها أجده واجب لاجتماع قادم قد يبحث شحّة مياه دجلة والفرات" , وُضع بدل الماء نثّار "منتظم" من الزهور ذات تشكيلة ألوان تليق بأعياد الكريسمس "بظنّ مصمّمها بالطبع" استقرّت الزهور بطريقة "الزكزاك" على أرضيّة من قماش أبيض حريري وبطريقة التعقيج الانسيابي" , لكن , في الحقيقية لو أخضعنا هذه التشكيلات اللونيّة ونظام "التعقيج المموّج" نخرج بنتيجة "نفسيّة" واحدة عكستها الطاولة , أنّها ألوان لمأتم ! نعم , ألوان جنائزيّة , وكأنّه مظهر مقصود لحتف الموعود ! , فاللون القرمزي اشتهر به بعض مخرجو أفلام الرعب كجورج سوليزر وجيمس وان وبالأخصّ الموضوعي "الفريد هتشكوك" في تصوير مشاهد أموات تراود بإخراج مثير للفزع منامات أبطال أفلامه الرئيسيّون كالعملاقان جيمس ستيوارت وغريغوري بيك أو "بطلات" وبنفس لكن أدكن يغطّي به شفاههنّ .. تأمّل عزيزي القارئ مشهد طاولة الاجتماع .. أعد مشاهدتها تأمّلها برويّة وبتجرّد من خلفيّة لونيّة تلازمك .. ماذا أقول ؟ .. هل أقول للمالكي دخل في الموضوع ! لا .. الرجل متواضع في فهم القيم اللونيّة لتشكيلات الحياة المختلفة , وهي مصيبتنا الكبرى سياسيّونا , المحدثون خاصّة الطارئون , لا يفهمون من الحياة سوى لونين , الأخضر , والأحمر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل