الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستشهد الإنتخابات الإسرائيلية القادمة عودة حزب العمل إلى السلطة- مقالة تحليلية

خالد طارق عبد الرزاق

2015 / 1 / 4
القضية الفلسطينية


انطلقت رسمياً في إسرائيل رسمياً المعركة الانتخابية، بعدما صادقت الهيئة العامة للكنيست على حلّ نفسِها والتوجه إلى انتخابات مبكرة من المزمع إجراءُها في 17 آذار 2015، بحسب اتفاق توصل إليه رؤساء الكتل البرلمانية داخل الكنيست.
ويبدو أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، سوف يواجه مُنافسة شرسة في انتخابات الكنيست المقبل، قد تُطيح بمُستقبلهِ السياسي للأبد, بعد أن شهدت الساحة الانتخابية الإسرائيلية تبلور الاصطفاف الحزبي الأول بين حزبي العمل والحركة، في أعقاب اتفاق رئيسي الحزبين، إسحق هرتسوغ وتسيبي ليفني، على خوض الانتخابات في كتلة واحدة، تحت شعار "فقط ليس نتنياهو".
ويسعى هرتسوغ وليفنى لتعزيز تحالفهما بضم حزب "كاديما"، برئاسة شاؤول موفاز، الى التحالف الذي أطلق عليه، مؤقتا، اسم "المعسكر الصهيوني"، لكن موفاز لم يقرر في هذا الشأن بعد، ذلك أنه على خلاف سياسي عميق مع ليفنى وسيستصعب الانضمام الى حكومة ستصبح رئيسة لها في المستقبل.
وقال هرتسوغ خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقِدَ لإعلان التحالف الجديد، "آن أوان التغيير، وهناك طريق أخرى، طريق توحيد الصفوف ومضى المعسكر الصهيوني معا لصالح الدولة"، مضيفا: "كان من الواضح أننا سنحقق التغيير المنشود معا، والدمج بين العمل والحركة، وأولئك الذين سينضمون لاحقا، سيولد الأمل الجديد والحقيقي وسنعمل بلا كلل لتحسين الأمن الاقتصادي، وسنحافظ على الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة ونعزز سلطة القانون، نحن معا، ومعا سننتصر".
فيما قالت ليفنى إنها انضمت إلى هرتسوغ في سبيل خلق القوة المضاعفة التي ستستبدل السلطة في إسرائيل، مضيفة: "أؤمن أنه يمكن لهرتسوغ، ويجب أن يقود الحكومة القادمة لإسرائيل، إنه يستحق ذلك، ويتمتع بالموهبة والقيم وسيكون رئيس حكومة ممتازًا، هذا الإيمان هو القاعدة، التي تقوم عليها هذه الشراكة التي يمكنها توحيد المعسكر الصهيوني كله، الذي يئس من سلطة اليمين المتطرف". وأضافت ليفنى: "إن المتطرفين استولوا على كل جزء جيد من حزب الليكود الذي كان ذات مرة بيتي، وهؤلاء يحولون الدولة إلى دولة معزولة، منغلقة ومنفرة، هذه الانتخابات تشكل فرصة تاريخية لاستعادة الدولة، نحن نخلق وسطا للخارطة السياسية أمام اليمين المتطرف".
وبحسب استطلاع رأي جديد نشرتهُ الإذاعة الإسرائيلية يوم الجمعة 3 كانون الثاني 2015, حصل حزب (الليكود) بقيادة نتنياهو على (23) مقعداً, بينما حصل حزب (البيت اليهودي) بقيادة اليميني المتطرف نفتالي بينيت على 16 مقعداً, وحصل حزب (إسرائيل بيتنا) بقيادة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد وهو نفس العدد الذي حصل عليه حزب (شاس) السفاردي المتدين وحزب (يهودت هتوراة) الأشكنازي لكل واحد منها.
ومع ذلك لا يزال تحالف (العمل-الحركة) بقيادة يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني الحزب الأكبر مع حصولهِ على 24 مقعداً. والسؤال الذي يُطرح هو ما إذا كان هذا التحالف قادراً على تشكيل الحكومة المقبلة.
ويُمكن القول بأن تحالف (العمل-الحركة) يُمكن أن ينجح في تشكيل الحكومة القادمة، في حال نجاحه في استقطاب قائد حزب (يش عتيد/ يوجد مستقبل) الذي لم يُعلن لغاية الآن موقفهُ من تحالف (العمل-الحركة)، إلى جانب قائد حزب (إسرائيل بيتنا) الذي دخل في حرب كلامية مع بنيامين نتنياهو والذي كان قد دخل معه انتخابات الكنيست السابقة ضمن تحالف (الليكود-بيتنا)، إلا أن هذه الشراكة تحوّلت إلى صدام. بعدما هاجم ليبرمان نتنياهو على خلفية أدائهِ خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الصيف الماضي. كما أعلن أنهُ لا يرفض الانضمام إلى حكومة برئاسة هرتسوغ- خصم نتنياهو- وعلى خلفية هذا التصريح أعتبر بعض المُراقبين إلى جانب بعض المتحدثين من حزب (الليكود) أن ليبرمان يتجه للتصويت والتحالف مع أحزاب اليسار.
ورغم أن إمكانية اتحاد أحزاب الوسط ستؤدي إلى تشكيل كتلة كبيرة، إلا أن نتائج هذا الاستطلاع تدل على أن فرص معسكر أحزاب اليمين والحريديم بتشكيل حكومة مقبلة برئاسة بنيامين نتنياهو ما زالت أفضل.
وهنا يتوجب على كل من هرتسوغ وليفني طرح برنامج انتخابي يتضمن حلول جريئة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط وكسر حالة الجمود التي سادت عملية السلام لسنين عديدة في ظل الحكومات التي شكلها اليمين الإسرائيلي, من خلال تقديم حلول حقيقية وجريئة تدفع الطرف الفلسطيني إلى العودة إلى طاولة المفاوضات, بالإضافة إيجاد حلول حقيقية لتقليل الفوارق الطبقية داخل المجتمع الإسرائيلي من خلال طرح برنامج اقتصادي قادر على تقليل نسب العجر والبطالة داخل الاقتصاد الإسرائيلي.
وأخيراً، تبقى هذه النتائج قابلة للتغير على ضوء الحراك الحزبي والانشقاقات وربما تحالفات بين الأحزاب. حيثُ من المُمكن أن يُشكّل نتنياهو تحالفاً يمينياً مع نفتالي بينيت قائد حزب (البيت اليهودي) -الذي تُشير معظم استطلاعات الرأي إلى ارتفاع عدد المقاعد التي سوف يحصل عليها في الانتخابات القادمة-إلى جانب إمكانية استقطابه أحزاب الحريديم (شاس) و(يهدوت هتوراة) من خلال منحهم امتيازات للمدارس الدينية وإعادة النظر في قانون الخدمة الإلزامية لليهود المتدينين.
وإلى أن تظهر نتائج الانتخابات الإسرائيلية سيستمر الغموض يلُف الساحة السياسية الإسرائيلية في انتظار ما ستُسفر عنه تلك النتائج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا