الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المذنب أمريكا ام الاسلام؟

هانى مراد

2015 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


من المذنب أمريكا أم الاسلام ؟


الجميع يتباكي علي حال الأمة العربية بعدما تحول ما كان يسمي بالربيع العربي الي ما يشبه المحرقة العربية أسوة بمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية .محرقة اليهود كانت علي يد هتلر..أما محرقة العرب فعلى يد من؟
قد طال الخراب غالبية الدول العربية ما بين حروب أهلية وحشية و مآسي إنسانية و تهجير قسري للأفراد و العائلات .

من المسئول عن هذا الخراب ؟

تشير أصابع الاتهام سريعا نحو أطراف خارجية تعبث بمصير الشعوب في هذه المنطقة.
ففي الصراع السوري علي سبيل المثال و ليس الحصر تدخلت أطراف عديدة علي الملأ و بدون اي مواربة ، ففي حين ساندت القوي الغربية انتفاضة ما كان يسمي وقتها بالجيش الحر وقفت ايران و حزب الله و من وراءهما روسيا خلف نظام الأسد ليمنعوه من السقوط.
اعتقد ان الولايات المتحدة تآمرت بالفعل علي الشعوب العربية و لكني لا اعتقد انه لديها تصور واضح عن نهاية ما تقوم به في المنطقة...
ما يحدث الان من اقتتال في المنطقة ليس الا تخطيطاً أمريكيا نافذاً.

أليست أمريكا هي صاحبة مشروع الفوضي الخلاقة الذي نراه اليوم يتحقق في شكل حمامات دم عرقية داخل الوطن الواحد؟!!!

فأمريكا لم تكتفي بالنفوذ الذي تملكه داخل دول الخليج و الذي يمكنها من تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، فراحت تخلق حالة من الصراع بين قوي مختلفة في المنطقة و داخل البلد الواحد ايضاً.
كانت أمريكا و لا تزال تمثل حليفاً تقليدياً لدولة تتبني صورة الاسلام المحافظ من تطبيق حدود الشريعة من تقطيع للأيدي و الارجل و الرؤوس و كذا الجلد و الرجم مروراً بمنع المرأة من قيادة السيارة و منع بناء اي دور عبادة لغير المسلمين...فراحت الولايات المتحدة تبحث دعم المجموعات الاكثر تشددا و تطرفا مما تدعمه أصلا في السعودية فوجدت في قطر تلك الحالة التي تنشدها لتنافس بهاالنموذج السعودي وتصنع من قطر داعم للإسلام الأكثر تطرفا .
و الصراع الذي خططت له أمريكا و تقوم بالإشراف عليه و رعاية طرفي نزاعه ليس من بين طرفيه للأسف من يمكن ان يدفع بمستقبل هذه الأمة للإمام و يبدو ان ذلك مطلوب و مقصود ...

و لكن الصراع الفكري ليس متناقضا بين الطرفين كأن احدهما يقدم مشروعا ليبراليا و الاخر دينيا راديكاليا و لكن طرفي النزاع يتباريان علي زعامة التشدد و التزمت الاسلامي !!!

المدهش ان المناهج الدينية الرسمية في المملكة العربية السعودية هي ما تقوم بتنفيذه داعش عملياً في الميدان.
الخلاف ليس فكرياً يا سادة و لكنه خلاف سياسي..
لمن البيعة ؟ و لمن الطاعة ؟
لذلك كان من الطبيعي ان يرفض الأزهر تكفير داعش و فكرها ، فكم بالكم بمؤسسات الفقه و الفتوي في المملكة السعودية. ؟؟!!!
أمريكا تقوم بدور إجرامي بتخطيطها لاقتتال الأخوة العرب فيما بينهما..
و لكن من الذي مكّن الأمريكان من تنفيذ مخططهم و نجاحه ؟!!
أليست العقيدة و التراث الديني للمسلمين؟؟
هل ما تقوم به داعش غريب او دخيل علي تاريخ و تراث المسلمين؟!!!
هل تقطيع الرؤوس و تكفير غير المسلمين و تخييرهم بين الاسلام و الجزية و الموت لم يكن في صدر الاسلام و طوال تاريخ المسلمين و في كل أنحاء المعمورة ؟
هل استحلال أموال غير المسلمين و سبي نساءهم و جميع ما يقوم به احفاد محمد من جرائم ضد الانسانية ليس من الموثق و المتفق عليه في شرع المسلمين الحنيف؟!!!
من المسئول عن الخراب الحاصل الان في الأوطان العربية و من المسئول عن دماء الأبرياء الذي يسيل و سيستمر يسيل الي ان تتحول الي محرقة عربية بيد عربية هل هي أمريكا ام هو الاسلام؟

صحيح ان الأسهل هو توجيه الاتهام للاجنبي و الغريب علي القيام بمواجهه الذات و الدين و التراث.
ولكن يبقي السؤال من هو المسئول الحقيقي عن الحطام الذي حل بالعرب هل هي أمريكا ام هو الاسلام ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال جميل
رشا نور ( 2015 / 1 / 4 - 17:38 )
سؤال لابد من الإجابة عنه و لكن بشفافية حقيقية


2 - الحرب الوديـــــــــــــــــــة
كنعان شـــماس ( 2015 / 1 / 4 - 21:29 )
يتدرب الطيارون الامريكان واصدقائهم بالذخيــــــرة الحيـــــة على اهداف حقيقية في دولة الخلافة الاســــلامية المصلاويــــــــة يتدربـــــون وهناك من يدفع تكاليف التدريب والذخيــــرة الحية يدفعها وهو صاغــــر وذليل . يتدرب الطيارون في وقت فراغهم بوءسا لهذا الانحطاط البشري المخــــــــزي تحية

اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة