الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب وانقلابيو مصر والنظام السعودي

عيسى شادي

2015 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


عندما وقع الإنقلاب العسكري الغاشم والدموي في مصر على أول رئيس مصري شرعي منتخب كان موقف النظام المغربي الصمت ؛ وبعد عملية الانتخابات المسخرة وتمثيليتها الهزلية بعث ملك المغرب رسالة تهنئة للإنقلابي العسكري السيسي واجهة قطط المؤسسة العسكرية السمان ؛ وبذات الوقت رئيس الوزراء المغربي لم يصرح أو يرسل تهنئة مماثلة ؛ وهذا يعني للمراقبين الكثير ؛ النظام المغربي جعل رئاسة الوزارة بيد حزب إسلامي وفق حسابات لعبة صنعها ويديرها ؛ وهذه الحكومة فاشلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ؛ ليس لأنها ذات توجه إسلامي علني ؛ بل سياساتها الداخلية خاصة المتعلقة بالمواطنين وسبل معيشتهم ؛
قبل أيام قليلة بثت التلفزة المغربية الرسمية تقريرا إخباريا صاعقا أصاب الإنقلابيين العسكر بمصر بمقتل ؛ حيث سمى صراحة ماجرى في 3 / 7 بالإنقلاب ؛ ولاحظ المراقبون صمتا مطبقا من قبل إنقلابيي مصر لمدة يومين تقريبا دون تعليق ؛ وإن تطوع أحد عبيد البيادة من منافقي وفاسدي الاعلام عبر حسابه على توتير قائلا : ننتظر إشارة الهجوم على المغرب ؛ لكن ما حصل أن قام منافقو وفاسدو اعلام الإنقلابيين بتوجيه اللوم والعتب بخطاب هادئ أشبه بالمغازلة وليس الهجوم أو حتى الاستنكار بأدب ؛
التلفزة المغربية الرسمية قامت بالأمس الأول وللمرة الثانية بإعادة تأكيد أن ماجرى هو انقلاب ثم تحدثت عن أثره بالأزمة الاقتصادية الطاحنة بسببه في مصر ؛ وأيضا حتى الآن المخابرات الحربية القابضة على الاعلام الرسمي والخاص لم تعط الإشارة لعبيدها ومأجوريها بالهجوم على النظام المغربي ؛
فلماذا إلتزم الانقلابيون الصمت وللمرة الثانية ودون رد موجه عبر أدواتهم الاعلامية المأجورة ؟! ؛
الجواب سأقوله بعد تمهيد ؛ وله دلالات ذات خطورة على النظام السعودي ؛
انقلابيو مصر موقفهم مساند لأقرانهم جنرالات الجزائر ؛ والأخيرة تدعم جبهة التحرير في الصحراء المغربية ؛ ومنذ عقود وهذا سبب قفل الحدود البرية بين المغرب والجزائر ؛ وملك المغرب كان سبق له الذهاب لبعض دول الخليج من أجل التأثير على الجنرال الانقلابي السيسي بشأن ملف الصحراء الكبرى وتحييده على الأقل ؛ لكنه فشل وذهب لتركيا واعتقد أنه نجح بأمر ما يخص هذا الملف ؛ السيسي بحاجة لدعم الجزائر والجزائر بحاجة لانقلابيي مصر وخاصة بما يتعلق بالملف الليبي ؛
لكن نحن نعرف أن علاقات المغرب بالنظام السعودي متينة وبينهما مصاهرة ومع هذا فشل ملك المغرب بمسعاه مع النظام السعودي رغم تلك العلاقة ؛ وهذا يدل على أن انقساما حادا بين أقطاب النظام السعودي بشأن الاستمرار بدعم انقلابيي مصر ؛ وبظل عجز وأزمة مالية يمر بها النظام السعودي وأيضا انخفاض حاد بأسعار النفط ؛ وبظل أيضا تهديدات إيرانية ؛ وتقارب مصري سوري إيراني ؛
وعلى ذلك يسقط زعم البعض من أن إخوان المغرب هم من يقف وراء الهجوم المغربي الاعلامي الحالي على الانقلابيين العسكر بمصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأحزاب الانفصالية في كتالونيا تخسر الأغلبية في الانتخابات ا


.. بلينكن: الاجتياح الواسع لرفح سيزرع الفوضى ولن يؤدي إلى القضا




.. ترقب في إسرائيل لأمر جديد من محكمة العدل الدولية في قضية الإ


.. طائرتان مسيرتان عبرتا من لبنان إلى إسرائيل وانفجرتا في منطقة




.. الإعلام العبري يرصد التوتر المتصاعد بين إسرائيل والولايات ال