الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بخصوص التعليقات المشوشة على الحملة

عذري مازغ

2015 / 1 / 4
حقوق الانسان


حملة ضد إعدام الكاتب الموريتاني محمد شيخ بن محمد تتوخى الضغط على حكومة موريتانيا لمنع تنفيذ الإعدام، لأن محاكمة الكاتب على التعبير عن رايه في امور دينية هي من الأمور العادية جدا، إذا كان المتدينون لا يملكون سعة الصبر للرد على مقالات تنتقد نصوصهم فتلك أيضا مأساة الفكر الكهنوتي، التشويش على حملة ضد الإعدام من طرف حراس الكهنوت لا يعني أكثر من إفراز سقم مصاصي الدماء، لكن لماذا المرء يوقع لتسريب سمومه الفاشية؟ لا أعرف الكاتب الموريتاني المحكوم ابتدائيا بالإعدام، وتعاطفي معه نابع من قناعة خاصة، أنا ضد الإعدام مهما كانت خلفياته، نعيش صراع ثقافي بين العلماني والمتدين وهو امر يتوخى الخروج من دائرة القتل العمد، الإعدام هو قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، موريتانيا هي دولة المليون شاعر، كم هو جميل هذا اللقب الجذير بشعب معين، لكن مليون شاعر لم تثر ولو صيحة مما نألفه في الشعر: الإحساس الجميل، الحب والوئام، السماحة، القول البديع، الشعر مرادف لغريزة الحياة وليس مناهض لها، إلا إذا كان الشعر في دولة ما هو طقس كهنوتي بامتياز، ثمة أمور يجب تأكيدها، ليس أمر عدم توقيع الموريتانيون على حملة التضامن مع الكاتب تعني أن الموريتانيين عديمي الإحساس، بل هم من الشعوب المتخلقة، الوديعة والمحبة للحياة، لكن ظاهرة عدم التوقيع نردها أساسا إلى عقدة الخوف من نظام كهنوتي صارم، نظام يكذب علنية، سفير موريتانيا بالولايات المتحدة كان قد صرح سابقا أن سجن الكاتب الموريتاني هو بمثابة حمايته من الشعب، سفير يتهم شعبه بالوحشية مع ان مؤسسات حكومته هي من أصدر حكم الإعدام، دولة يمارس ممثلي حكومتها شتى أنواع النفاق الإجتماعي، أكبر أنواع البلادة أو تبليد الرأي العام الموريتاني هو أن توهمه بأن سجن كاتب هو حماية له ثم بعد ذلك إعدامه: حمايته هي إعدامه، أي منطق هذا الذي يستطيع مجنون بليد أن يتقبله، في كلمتين: القول ونقيضه، هل يقبل المسلم الحقيقي المتمدن مثل هذه البلادة ويشحن بها عواطفه الجياشة لأجل إعدام لا يغني من جوع..لماذا يثار موضوع سجن سجين حماية له؟ مامعنى الأمر أصلا، أن الحكومة الموريتانية متمدنة اكثر من الشعب، هي أكثر وعيا، أكثر حفاظا على حياة الأفراد من شعب متخلف، هل يقبل الشعب الموريتاني مثل هذا الإستنتاج؟
المزايدة على الحملة ضد الإعدام بمليون شاعر هي أمر مدين أكثر مما يزكي حكما ظالما أساسا، الكاتب الموريتاني قدم نصوصا حية من تراث الإسلام وساءلها، لم يسء لأحد، الحكومة الموريتانية أثارت محاكمته لتغطي على فداحة تدبيرها للشان السياسي، التعليقات المشوشة للحملة لا تعبر سوى على حقد مجاني، صراع شخصي يتوخى إقحام الخلافات الانانية على مصلحة عامة، شخصيات دنيئة مصاصة دماء اعماها الحقد الدفين..سنمضي جميعا لوقف الإعدام وليمت مصاصي الدماء بحقدهم، الإنسانية في موريتانيا أكثر نقاوة من ان يلوثها فيروس عراقي يظهر في أشكال حربائية في التشويش شخص واحد، باكتيريا واحدة ستموت بحنقها..
لا أعرف الكاتب الموريتاني شخصيا وهذا قلناه سابقا، ليس لدي تصور عنصري في اتجاه أية قومية، وهذا تشهد به مقالاتي.. الركب في التعليقات الفاشية على كوني أمازيغي، هو أمر لا يثير أكثر من تساؤل إلا حول الذي يثير الموضوع، يصف الامازيغ كما لوكانوا كفارا غير مسلمين، هذه المواقف من الأمازيغ، بنعرة الإنتماء لقومية غير عربية، يسمح لشخص معين ان يقول فيهم ماشاء من الإدانة، أي موقف أكثر عنصرية وفاشية من هذا؟؟ أناأمازيغي يساند موريتاني عربي، يساند قضية فلسطين، يساند شعب سوريا في حقه في أن يقرر مصيره، يساند المراة السعودية في حقها في المساوات، يساند عراقا مدنيا ديموقراطيا، يساند ليبيا مدنية ديموقراطية، مالمخل في الأمر؟ مالمشكلة في الأمر؟: هل على الناس أن ينسبوا أنفسهم إلى جنس الشرفاء العرب وليس أي عرب لكي تقوم قائمة حراس المعبد الكهنوتي؟ هل على الناس أن تتبرأ من أصولها؟ هل يدرك المسيؤون أن عباراتهم تحمل في طياتها ما يدينهم: مطلق الحملة أمازيغي، يصبح الأمازيغي هنا ضد الإسلام (أغلب الأمازيغ مسلمون)لم يعد الأمر يقتصر على "صاحب" أصبح الأمازيغي مرادفا لنقيض العربي ونقيض الإسلام، هل تشعرون بالخجل حين تدفعكم مواقفكم العنصرية إلى محاربة البشر وفقا لأصولهم العرقية؟ تبا
الآن يجب أن أقول موقفي الشخصي تجاه الإسلام، وبما أنه محكوم بانفعالات همجية تثير الشفقة، بما أنه غير مترفع على التناقضات الإجتماعية المشحنة بخرافة الأصل، بما انه دين خير أمة أخرجت للأرض، فهو بالنسبة لي لا يستحق غير مخرج واحد: إني أعمل بقانون نيتشة: تصلح الأديان أن توضع في مناطق ومدن خاصة للأفاعي السامة حتى لا تقترب إليها الأجيال..هذا الموقف ليس موقف أمازيغي، هو موقفي كإنسان.. يجب أن لا يتماهي موقف فرد من قضية مع موقف جماعة مومنة كالشعوب الأمازيغية وإلا فإن الأمر تجاوز فهم الإسلام لاحتضان شعوب أخرى إلى إسلام عنصري مرصع بشرفاء الزوايا وخرافات النسل، هذه هي القضية المسكوت عنها في مقال الكاتب الموريتاني المتهم بالردة: قضية التميز بين ضفادع وعقارب الزوايا الشريفة (بين قوسين) وباقي الشعب الإفريقي الموريتاني.
ختاما يجب أن أشير إلى أمر هام: أي تعليق مشوش على الحملة سألغيه، والمسألة بالنسبة لي ذهاب إلى أقصى حد من الضغط السياسي في تفادي تنفيذ الإعدام، وطبعا فإن عريضة التوقيعات تنفع في طرح الملف على المستوى الأممي، وعلى مستوى الهيآت الدولية..
ليست الحملة أمر الحق في التعبير، المسألة هي دعم الحملة ضد الإعدام، التعبير المناقض لهدفها هو أمر مناقض لشروط الحملة: الموقف الشريف للمناقض للحملة هو فقط أن لا يوقع، لكن أن يوقع ويدلي بنقيض لما هو وقع عليه هو أمر يعبر صراحة على أخلاق حراس المعبد (هي الإنتهازية في أبغض تجلياتها)..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 4 - 23:12 )
يقول الكاتب : (الآن يجب أن أقول موقفي الشخصي تجاه الإسلام : تصلح الأديان أن توضع في مناطق ومدن خاصة للأفاعي السامة حتى لا تقترب إليها الأجيال) .

أقول : تابع :
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1487659634780755&id=100006101974822

اخر الافلام

.. احتجاجات في إسرائيل بسبب مرور 9 أشهر على حرب غزة دون إعادة ا


.. أوبئة حـ ـارقـ ـة للجلد تهدد أطفال غزة النازحين




.. مساعٍ في الجزائر لمكافحة تفاقم ظاهرة الاتجار بالبشر| #مراسلو


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: الاحتلال قصف مدرسة الجا




.. رشوا السياح بالمياه.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد السياحة المفر