الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيزور السيسي المغرب ؟

احمد البهائي

2015 / 1 / 4
السياسة والعلاقات الدولية



وصف الإعلام الرسمي المغربي ، ما حدث في مصر يوم 30 يونيو 2013 بانه انقلاب ، واصفا اياه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقائد الانقلاب ، حيث قيل بالحرف "عاشت مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمني، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوى والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع وتثبيت أركانه" ، هذا كله مصحوب بتقرير انتقت كلماته بدقة وحرفية وكأننا نشاهد قناة الجزيرة القطرية ، ومنه تكرر عبارة" وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي ، تعطيل العمل بالدستور ، اعتقال المئات من المعارضين ، 14 اغسطس كان يوما دمويا في ميدان ربعة العدوية ، مصر تمر بحالة احتقان " ، وبعدها خروج حزب " العدالة والتنمية " المغربي الذي يقود الحكومة والمحسوب ضمن جماعة الاخوان المسلمين بتصريح يثني فية على موقف الاعلام المغربي الرسمي تجاه النظام المصري .

فكثير من المتابعين والمحللين يصفون هذا التغيير في لغة خطاب الاعلام المغربي الرسمي، بانه تطور مفاجئ وخاصة بعد مرور سنة ونصف على ثورة 30 يونيو وبعد اكثر من مائتين يوما علي انتخاب السيسي رئيسا لمصر، ولكنه في حقيقة الامر ليس تطورا مفاجئا كما يظن البعض ، بل هو وليد الاعلام الفوضوي الذي تجاوز كل الحدود والمهنية لنصبح في فوضى اعلامية خلاقة ، هدفها اثارة وزعزعة وارباك كل شئ داخليا وخارجيا ، وخاصة بعد مجموعة وسلسلة من التجاوزات الاعلامية من الجانبين المصري والمغربي ، وحتى نكون منصفين فالكثرين يعتقدون ان البداية كانت من الجانب المصري ونخص هنا الاعلام المرئي ، ولكن في الحقيقة من بدأها هو الاعلام المغربي المقروء وخاصة الصحف والمواقع التابعة والمقربة من الحزب " العدالة والتنمية " الذي يقود البلاد ، الذي هو في الحقيقة ينتمي للاخوان المسلمين فكريا وايديولوجيا ، وكذلك بعض الصحف الرسمية والقومية التي خصصت كثيرا من صفحاتها لمهاجمة الوضع المصري حيث وصف البعض ما حدث في مصر" انقلابا " .

فالعلاقات المغربية المصرية هى علاقات من نوع خاص رغم البعد الجغرافي ، فهى تختلف تماما في نهجها عن بقية العلاقات المصرية العربية ، فعند قيام ثورة 52 كان هناك بين البلدين اختلاف كبير ، رسخه وكرسه وقتها الاستعمار الذي كان يطمح في بقاء المغرب العربي تحت سيطرته باي وسيلة ، خوفا من ان ينعكس ما حدث في مصر على تلك البلاد وضياع سلطته ونفوذه عليها ، وهذا ما بينته بعض الوثائق الفرنسية ومنها رسالة وجهها السفير الفرنسي في مصر الى وزير خارجيته وقتها ، شارحا فيها الحالة الثورية المصرية وتحوفه من امتدادها الى بقية دول شمال افريقيا قائلا فيها " اذ تمكن عبد الناصر من السيطرة على القناة فان مهمة بورقيبة ومحمد بن يوسف ستكون صعبة وهنا سيكون فرصة سانحة لظهور المتطرفون لاقتناص الحكم ونتيجة لذلك ستكون فرنسا مجبرة للتخلي عن الجزائر ، وبهذا ستضيع شمال افريقيا من الغرب الى الابد " .

فمن التاريح ومواقفه يمكن ان نتوقع بعض الاحداث المستقبلية ، وكذلك اخذ العبر ، والاستعدادات لما هو آت ، وتجنب اخطاء الماضي ، فتصريحات السيسي وزيارته للجزائر اثارت مخاوف المغرب ، واعادت الى اذهان المغرب تاريخ العلاقات المصرية الجزائرية ، وخاصة ما حدث في 8 اكتوبر 1963 " حرب الرمال " تلك الحرب التي وقعت بين المغرب والجزائر وقتها ، واعتقاد المغرب ان مصر كان لها دور فيها ، وانها وقفت الى جانب الجزائر ضد المغرب ودعمتها بالجنود والعتاد ، والذي زاد من تلك المخاوف الزيارة التي قام بها وفد اعلامي مصري غير رسمي الى مخيمات تندوف في جنوب الجزائر ، كذلك ظهور بعض الاصوات من الاعلاميين المصريين وتضامنهم مع مخيمات اللاجئين الصحراويين ، والالة الاعلامية التي روجت لصورة جمعت بين السيسي ورئيس جبهة البوليساريو على هامش القمة الافريقية التي عقدث في غينيا الاستوائية ، وعلى الجانب الاخر فالزيارت المكوكية والمتبادلة بين المسئولين المغاربة والاتراك ،واخرها زيارة العاهل المغربي محمد السادس لتركيا في 21 ديسمبر 2014 ، اثارت نوع من القلق لدى مصر ، فجميعنا نعلم مدى العلاقة المتوترة بين مصر وتركيا ومحاولات اردوغان المتكررة للتدخل في الشأن الداخلي المصري ،

ومن هنا نقول الم يحن وقت وقوف مثل تلك المهاترات الاعلامية بين الجانبين وخاصة من اعلام غير مسؤول هدفه الاوحد تأجيج الفتن وتعرية جروح الماضي ، فبالامس ارتحنا من اعلام مرئي " قناة الجزيرة القطرية " وما فعلته على امتداد عام ونصف من شروح وانشقاقات وتشنجات كادت ان تطيح بشعبين في هاوية التعصب والعداء ودوامة الحقد والبغضاء ، نحن نطلب من المسئوليين وحماة الوطن التدخل بجراحة سريعة اداتهم فيها قوة القانون لوقف نزيف بات قريب ، بسببه قد يمتد اثره ويحدث مضاعفات قد تصيب النسيج والبناء والامتداد الاجتماعي والثقافي والاخوي بين ابناء البلدين الواحد ، فالموقف لا يتطلب تقديم الاعتذارات او توضيح المواقف او فهم وتفسير خطأ للتصريحات ، بل يتطلب زيارات على اعلى مستوى من اجل الانتصار للعلاقات الطيبة التي تجمع البلدين ، فمصر دائما هي السباقة في ردع الصعاب وكسر شوكة التمزق والانشقاق ، فالتاريخ حافل بتلك المواقف ، فمصر هي قلب الغروبة ونبض الامة والوريد الذي بدونه تقف الحركة وتتحول المنطقة كلها الى سكون مميت ، حقا نقولها ولما لا فالوقت قد حان بان يعلن السيسي عن زيارة للمملكة المغربية ضمن جولته المرتقبة ، ليقطع الطريق على اهل الفرقة وبائعي حطب الانشقاق ، ويثبت لهؤلاء ان مصر هي الام وكفيلة دائما بتلك المهام التي اوجبها الله لها وكرمها بها ، فمصر دائما هي الام الحنون التي تسامح ولا تقسو على ابنائها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل