الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امة اقرأ تخاف القراءة

حيدر نضير ابراهيم

2015 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



يعتقد بعض زملاء الاعلام ان النجومية تقتصر على الظهور ولو لمرة واحدة او اكثر على شاشة التلفزة سيما الدخلاء الوافدون من شبابيك بيت الاعلام .
النجومية الحالية او بالاحرى ( النكدية الحالية ) هي من حملت شهادة عليا في الواسطة او المحسوبية مع خبرة لا تقل عن خمس سنوات في مسح الاكتاف والتملق .. والتي بدورها تاخذ نصيبا وفيرا وحيزا لا حدود له .. في الوقت الذي تجلس على دكة الاحتياط طاقات اعلامية وصحفية رفيعة تنتظرُ التفاته سهوا لتقديم عطاء ثرا ..
المشكلة هنا بمارد علاء الدين الذي يتعطل الكود الخاص بمصباحه ما ان يصل المهني الى صاحب القرار (مدير تلفاز .. مثلا ) والذي بدوره يبحث لشاشته عن ذكور بلا رجوله .. واناث بالمكياج وجههن مؤثث .. يصرخن ويقاطعن الضيف بأضافة ثقيلة الدم قبل اجابته عن سؤالهن اصلا واحيان اخرى يضفن معلومة تقص رحم قصيد المعنى .. وبالتالي يمثل الضيف للمتابع ارنبا مسكينا ينط في جملته من مبتدأ مقطع الاوصال الى خبر كتب عليه الموت قبل الولادة .


اما المهني هذا القائد لهرم الحوار البرامجي او الخبري مغيب ومقصى .. ذلك لافتقاره لادوات الاعلامي الناجح من وجهة نظر ( رئيس التحرير الصحيفة .. مثلا ) الذي يحدثك كطحلب ويبيت النية لك كتمساح .
يرى الحكماء ان الابداع يخرج من رحم المعاناة ولعل العاملين بالمهنة قبل 2003 هم الى حد ما يمثلون هذه الرؤى في الفرادة والاصالة والامتداد لما بعد 2003 .. نتيجة ما شهدوه من عامل اقتصادي مرير وغربان ترتدي الزيتوني داخل اروقة المؤسسة الخاصة بالصحافة والاعلام .. تتحكم بما لاتعلم .. ولا تفهم والمصيبة هي لاتدري انها لاتدري ..
اما جيلنا فقد دخلت عليه حلوى التغير والانفتاح مرة واحدة ادى الى تخمة معدته مما دعاها الى التمدد على سرير الاماني ، والحلم بالنجومية السريعة على طريقة ( الوجبات السريعة ) ... وبالمحصلة نجم افل فحواه ونجمه غائب خلف غيمتين من التكاسل في بلاد مابين القهرين ..
اذكركم فقط ... بمذيعي الاخبار في العقدين الثمانيني والتسعيني القرن الماضي .. اذكركم بصحفنا في تلك الفترة .. والى ممثلينا في المسرح والدرامى ..ثم اعود بكم الى مطربنا والى موسيقانا والى ذوقنا الثقافي .. والى والى .. وبغض النظر عن فحوى المرحلة السياسية المعتمة انذاك ... كان كل فرد منهم يمثل ارشيفا متنوعا وقامة موسوعية في الخلق والمهنة والادب والفن .. وحتى اتحاشى الشمولية في طرحي اشيد بشخصيات اعلامية فذة ومهنية في وقتنا لكنها قليلة ونادرة وحديثي هنا عن الشائع وليس النادر .
الفرق او العلة ببساطة .. انهم كانوا يقرأون فيجتهدون فيبدعون .. ولكل مجتهد نصيب كما نعرف .. ونحن جيل لا يقرأ بل نخاف التقرب من الكتاب خشية ان يكون كتابَ انذارٍ او غياب او توبيخ او نقل او اقصاء ., فلكل من شطب يومه نصيبا ايضا ... اخشى ما اخشاه ان يأتي جيلا بعد عقدين او اكثر ليتحدث عن عراقة ونضج اعلامنِا هذا كما انا اتحدثُ عن عصرٍ ذهبي طُمرَ بلا رحمةٍ او اتعاض ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات