الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الثورة السورية، بيان معاذ الخطيب، وكيلو وكيلة وعبد العزيز في: -العربي الجديد-في 1-1-2015م

أدهم مسعود القاق

2015 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أدهم مسعود القاق، سوريا، باحث دكتوراه في جامعة الإسكندرية
في اليوم الأول لهذه السنة كتب ميشيل كيلو في العربي الجديد عن مبادرات خلبية في الشأن السوري، معتبراً أن مبادرة الروس تأتي بوقت "تدفش" الولايات المتحدة المسألة السورية نحو التجميد لمصلحة حربها ضد الإرهاب في العراق، ثمّ تساءل عن جدوى تفاوض المعارضين السوريين مع النظام إذا كانت المبادرة الروسية قد أسقطت من حسبانها الانتقال الديمقراطي وضرورة وجود هيئة حكم انتقالية من غير وجود الأسد، ويصل إلى أن الروس يحاولون إحلال مرجعية روسية بعد إسقاطهم للمرجعية الدولية.
ثمّ نقرأ مقالة سلامة كيلة في الصفحة ذاتها، حول حوارات القاهرة وموسكو، فيختلف مع كيلو معتبراً أنّ التقدّم الأمريكي نحو الحلّ في سوريا وليس التجميد، هو الذي دفع إلى طرح المبادرة الروسية المواكبة لتحركٍّ مصريٍّ أفضى إلى خريطة طريق للحلّ بالتوافق مع أطراف المعارضة السورية. ثمّ يقرّر أن استقدام موسكو للوفد الذي أفشل مؤتمر جنيف سيفشل مبادرتهم، كما انّ فهمها الخاطىء للواقع السوري الذي آل إلى ثورة إسقاط الأسد لايسمح ببقائه في الحكم حتى لو رضيت به كلّ المعارضة، وتوقّع أن أيّ حلّ يقوم على دمج المعارضة مع السلطة مآله زوال الطرفين، ثم يقترح على روسيا استبعاد الأسد من مبادرتها، واختيار طاقم مفاوض من المعارضة لم يلعب دوراً في إفشال جنيف2.
مقالة ثالثة في العدد ذاته لحسين عبد العزيز، عن المشهد السوري..تغيرات 2014م، عدّ داعش والنصرة والنظام ليس لهم مصلحة بقيام دولة ديمقراطية، ذاكراً استهدافهم في عام 2014 لقوى معتدلة، ومذكّراً بتحقيق النظام لإنجازات مهمّة في سيطرته على حمص وحماه وريف دمشق، مشيراً إلى تشكيلات عسكرية من خارج داعش والنصرة، وإلى انتخابات الأسد التي عدّها الروس شرعية، ثمّ عن التحرك الروسي غير الواضح، ولكن المحرّك للمياه الراكدة لدى المعارضة السورية.
في 1-1- 2015 أيضاّ، أتحفنا معاذ الخطيب ببيان مهر باسمه وتحته (مجموعة سورية الوطن)، ذكّر فيه بآلام شعبنا وأعلن منطلقاته المتعلقة بضرورة رحيل الأسد وفريقه، وضرورة عقد مؤتمرات ترعاها جهات داعمة لنظام الأسد لإلزامه بإيقاف القصف الوحشي لشعبنا، والبدء بالتفاوض السياسي لحقن الدماء مطالباً بسراح المعتقلين ابتداء من النساء والأطفال، وبعد ذلك البدء بالوضع الانتقالي على ضوء ما جاء في بيان جنيف، كما أكّد في بيانه على وحدة سورية أرضاً وشعباً، محييّاً شعبنا الصامد في وجه التوحّش والقتل.
تتناول المقالات الثلاث والبيان موضوع "الحلّ السياسي" في سوريا، وإن كان الكتّاب قد اختلفوا بتوصياتهم لكيفية الوصول لهذا الحلّ الذي لايملكون منه شيئاً، وبتفسيراتهم لإقدام الروس على تقديم مبادرة بالاتفاق مع أمريكا أو بمعارضتها، أو بتباينهم في تقديم النصائح لفريق التفاوض بتحذيرهم من الخديعة والتلاعب بهم، إلى ضرورة تغيير أكثريتهم الذين أفشلوا مؤتمر جنيف2، ثمّ باستعجال الخطيب للبدء بالتفاوض السياسي لحقن الدماء، فإنّهم، إضافة إلى التناقضات فيما طرحه كلّ منهم، أغفلوا حقائق تتعلق بالثورة السورية التي جعلت المعارضة السياسية خامدة منذ انطلاقتها في بداية الأسبوع الثالث من عام 2011م، وحتّى الآن.
وفي البدء لابد أن نشير إلى ما أهمله الكتّاب الأربعة وهو: أنّ روسيا وإيران لاتستطيعان الاستمرار في الصراع إلى مالانهاية، وانخفاض سعر النفط للضغط عليهما مؤشراً مهمّاً، خاصة إنّ إرادة أمريكا السياسية راغبة بإطالة أمد الصراع لأسباب عديدة منها إرهاقهما، ومبادرة دي ميستورا مثالٌ واضح على ذلك. ثمّ أخفوا حقيقة ترنح النظام السوري بعد حوالي أربع سنوات من عمر الثورة الذي لم يعد خافياً على أحد، المبادرة الروسية جاءت في هذين السياقين، وليس في سياق نوايا روسية صادقة اتجاه الشعب السوري الذي لايزال يموت بأسلحتهم وبانحيازهم لسلطة تمادت كثيراً في قتل السوريين وتهجيرهم وتدمير ممتلكاتهم، و من هنا نجد أنّ أكثرية المقترحين للتفاوض هم مقربون من النظام، وألصق بسياساته منذ قبل الثورة وإبان اندلاعها، كما أنّ كيلو وكيلة والخطيب وعبد العزيز قريبون من أوساط المفاوضين أيضاً، ولا أدري إن كان ذلك جعلهم متناسين لدور إيران غير المستبعدة من المبادرة الروسية، وهي الممولة لتنظيمات إرهابية، والمستخدمة لكيانات هشّة كنظام الأسد، برعاية إسرائيلية، للدفع نحو التطرف الديني وترسيخ الانتماءات الأوليّة طائفياً وإثنياً وقبلياً،...على حساب بناء الأوطان.
ثمّ من حقنا أن نسأل الكتّاب الثلاثة والشيخ: لماذا يهملون دور الشعب السوري الذي احتضن ثورته التي لاقت تشجيع العالم ومساندته في السنة الأولى من عمرها؟ وما السرّ في هذا الشعب المستمرّ في ثورته، على الرغم من تخلّي العالم عنه، ومن التهجير المنظّم والقتل والتدمير الذي يمارسه فريق الأسد المتناغم مع تنظيمات التكفير والإجرام في سياساتهما الحاقدة؟
في أوّل يوم من عام 2015م يبدو أنّ الكارثة الإنسانية التي تحلّ بشعبنا مرشحة للاستمرار، لاسيما أنّ بقاء الأسد وزمرته لازال مطروحاً من قبل أطراف الحلّ السياسي الذي يتداولون بنود إنجازه الآن، على الرغم من تهتك مؤسسات نظامه، وعدم سيطرته على أكثر من 60 بالمائة من سوريا، وتراجعه النسبي أمام الثوار المستخدمين لأسلحة بسيطة استحوذوا على معظمها من مراكز الجيش السوري أو من جماعات التكفير، إضافة إلى عجز حلفائه الروس والإيرانيين عن الانتظار واستنزاف طاقتيهما.
كما أن الأمل لازال معقوداً على صحوة ضمير البشرية الذي لايمكنه أن يبقى متجاهلاً لمأساة الشعب السوري، إذ لا حلول خارج الانتصار لثورته، بالتخلّص أولاً من سلطة الأسد، حتّى يتسنى لشبابها تحرير ثورتهم المدنية من قوى التكفير والإرهاب تالياً.
بعد التحية للخطيب وكيلو وكيلة وعبد العزيز، نقول لهم: إنّ كلّ ماهو بادٍ، الآن، يومىء لعدم إمكانبة حلّ سياسيّ في سوريا، وهذا يقتضي التفات القوى السياسية لواقع الأمر على الأرض، وأن تبدأ بمراجعة مواقفها المتخلفة عن ركب الثورة، وبمعالجة مواطن الخلل والإساءات الممارسة بحقّ شباب صدقوا ماعاهدوا أنفسهم وشعبهم ووطنهم عليه، فكثيرون منهم قضى نحبه، والأكثر ينتظر صحوة ضمير الساسة لإعلان توحيد القوى لاستعادة مبادىء الثورة، وترسيخ قيم شبابها على كلّ الأصعدة الحزبية والوطنية والدولية.
أدهم مسعود القاق، سوريا، باحث دكتوراه، الإسكندرية: في 1-1-2015م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا