الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميلاد الحركة الماركسية الروسية - مجموعة تحرير العمل - البلشفية طريق الثورة

آلان وودز
(Alan Woods)

2015 / 1 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


البلشفية طريق الثورة

الفصل الأول: ميلاد الحركة الماركسية الروسية - مجموعة تحرير العمل

مجموعة تحرير العمل

ترجمة: هيئة تحرير موقع ماركسي


«لا يمكن للحركة الثورية في روسيا أن تنتصر إلا كحركة ثورية عمالية. بالنسبة لنا لا يوجد طريق آخر ولا يمكن له أن يوجد». (من خطاب بليخانوف في مؤتمر الأممية الاشتراكية، باريس عام 1889).

قال هيغل ذات مرة: «عندما نريد أن نرى شجرة بلوط في قوة جذعها وامتداد أغصانها، وكثافة أوراقها، لن نرضى بأن تقدم لنا، عوض ذلك، ثمرة بلوط»[1]. إلا أنه يوجد داخل البذرة السليمة لكل نبتة أو جنين كل حيوان جميع المعلومات الوراثية اللازمة لتطورهما المستقبلي. وهو الأمر الذي يصدق كذلك على تطور التيار الثوري. و"المعلومات الجينية" هنا هي النظرية، التي تحتوي داخلها على مخزن غني من الدروس القائمة على الخبرات المتراكمة. النظرية هي الأساس: وكل التطور اللاحق يقوم على هذا. وعلى الرغم من صغر حجم مجموعة تحرير العمل وبدائية أشكال تنظيمها وغياب الاحترافية في عملها، فإن مساهمتها العظيمة كانت هي وضع الأسس النظرية للحركة. وبالضرورة اقتصر العمل الأولي للمجموعة على كسب المناضلين واحدا تلو الآخر، وتكوين وتدريب الكوادر والتأكيد على المبادئ الأساسية للماركسية.






بافل أكسلرود وفيرا زاسوليتش: مؤسسا مجموعة تحرير العمل مع بليخانوف

كتب بليخانوف: «إننا نريد من كل قلوبنا العمل على إنتاج أدبيات تكون في متناول فهم عموم الفلاحين والجماهير العاملة؛ لكننا مع ذلك مضطرون، في الوقت الراهن، لحصر جهودنا الأدبية على دائرة ضيقة من القادة العماليين"المثقفين" إلى هذا الحد أو ذاك»[2]. لقد أسهمت كتابات بليخانوف، خلال تلك الفترة، في وضع الأساس النظري لبناء الحزب. وما يزال الكثير منها من بين الكتابات الماركسية الكلاسيكية حتى وقتنا الحالي، على الرغم من أنها لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل دارسي الماركسية. وليس من قبيل الصدفة، أن لينين كان قد أوصى بشدة بإعادة نشر كتابات بليخانوف الفلسفية بعد الثورة، عندما كان الرجلان قد صارا منذ فترة طويلة أعداء سياسيين. إن "الاشتراكية والنضال السياسي"، و"اختلافاتنا"، وقبل كل شيء تحفة بليخانوف: "في تطور النظرة الأحادية للتاريخ"، هي إعادة تأكيد ناجح على الأفكار الأساسية للمادية الجدلية والمادية التاريخية.

ألقى هجوم بليخانوف القادة النارودنيين في حالة من الفوضى. وبسبب عدم قدرتهم على تقديم إجابة متماسكة على النقد الماركسي، لجأوا إلى الشكاوى المريرة والمزاعم الحاقدة حول المجموعة الجديدة. زعمت جريدة "فيستنيك نارودنايا فوليا" (العدد الثاني، 1884) أنه «بالنسبة لهم [الماركسيين] يعتبر الجدل مع نارودنايا فوليا أكثر أهمية من الصراع ضد الحكومة الروسية وضد مستغلي الشعب الروسي الآخرين»[3].

كثيرة جدا هي المرات التي سمعنا فيها، نحن الماركسيين، مثل هذه الادعاءات طوال تاريخنا! بسبب جريمة الإصرار على الوضوح النظري ومحاولة رسم خط واضح لترسيم الحدود بينها وبين التيارات السياسية الأخرى، تتهم الماركسية دائما "بالعصبوية"، وبالوقوف ضد "وحدة اليسار"، وهلم جرا. ومن المفارقات العظيمة للتاريخ هي أن أحد النقاد النارودنيين الرئيسيين ضد بليخانوف، تيخوميروف، والذي اتهم المجموعة بتعطيل الوحدة الثورية والقبول بنير الرأسمال، انتقل هو نفسه بعد ذلك إلى معسكر الرجعية الملكية. وهذه ليست المرة الأولى أو الأخيرة التي انتهى فيها دعاة "الوحدة" غير المبدئية إلى الاتحاد مع أعداء الطبقة العاملة!

ومع ذلك فإن العمل على اختراق الحركة الثورية في روسيا واجه صعوبة هائلة. وقد طرح نقل الأدبيات غير الشرعية إلى داخل روسيا مشاكل عويصة. تم تجنيد عمال وطلاب يدرسون في الخارج لإدخال الكتابات غير الشرعية إلى روسيا عند عودتهم إلى عائلاتهم خلال العطل. وفي عدة مرات تم إرسال أفراد من المجموعة إلى روسيا لإقامة اتصالات. كانت هذه الرحلات خطرة للغاية وانتهت في كثير من الأحيان بالاعتقال. كان عدد الناس في الداخل الذين تمكنوا من إقامة اتصال مباشر مع المجموعة قليلا وفي فترات متباعدة، وكانوا يعاملون مثل شذرات الذهب. في 1887-1888، كانت هناك محاولة لاقامة اتحاد للاشتراكيين الديمقراطيين الروس في الخارج، بقيادة الطالب رافاييل سولوفييشيك، الذي كان قد غادر روسيا في عام 1884. لكنه اختلف مع المجموعة وعاد إلى روسيا، حيث اعتقل عام 1889 وحكم عليه بالسجن لمدة طويلة، ثم أصبح مختلا عقليا وأقدم على الانتحار. عضو آخر في المجموعة نفسها، غريغور غيكوفسكي، وهو طالب شاب في زيوريخ، اعتقل في آخن وسلم إلى الحكومة القيصرية. حكم عليه بالسجن، وأقدم هو أيضا على الانتحار. كان هناك العديد من مثل هاتين الحالتين. كانت ذراع السلطات القيصرية طويلة. وقد واجهت المجموعة باستمرار خطر تسلل جواسيس الشرطة والعملاء الاستفزازيين إليها. وكان أحد هؤلاء الجواسيس كريستيان هاوبت، وهو عامل تم تجنيده من قبل الشرطة لاختراق المنظمات الاشتراكية الديمقراطية الروسية في المنفى. وبعد فضحه من طرف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني كجاسوس للشرطة، طرد من سويسرا.

والأسوء من ذلك كله كان هو الإحساس بالعزلة السياسية الكاملة، والذي تفاقم من جراء المشاحنات والصراعات الحتمية لحياة المنفى. المهاجرون النارودنيون، الذين اكتووا بانتقادات بليخانوف، نفسوا عن مشاعرهم عن طريق الاحتجاجات القوية ضد تسميتهم "بالباكونينيين" وطالبوا باعتذار علني. كانت غالبية المنفيين الساحقة من النارودنيين، ومعادية شرسة للمجموعة الجديدة التي كانوا يعتبرونها مجموعة من الخونة والمنشقين. بعد مرور سنوات، أشارت زوجة بليخانوف إلى أن "أعضاء نارودنايا فوليا وميخايلوفسكي (ن. ك) كانوا، في ذلك الوقت، يسيطرون على قلوب وعقول المهاجرين والطلاب الروس في جنيف"[4].


«بعد اغتيال الكسندر الثاني، اجتاحت فترة من اليأس القاتل روسيا كلها... وفرضت السقوف الرصاصية [السجون] لحكومة الكسندر الثالث صمت القبور. وسقط المجتمع الروسي في قبضة الاستسلام التام، وواجه نهاية كل الآمال في تحقيق إصلاح سلمي، وما بدا وكأنه فشل لجميع الحركات الثورية. في مثل هذا الجو لا يمكن أن تظهر إلا النزعات الميتافيزيقية والصوفية»[5].

بهذه الكلمات وصفت روزا لوكسمبورغ هذا العقد القاتم من الردة الرجعية. كان القيصر الجديد الكسندر الثالث، رجلا عملاقا، قويا بما يكفي لثني حدوة حصان في يده، لكنه كان غبيا. وكان الحاكم الحقيقي لروسيا هو بوبيدونوستسيف، معلم القيصر السابق، ووكيل المجمع المقدس، والذي يعتقد أن الديمقراطية الغربية فاسدة، وأن النظام البطريركي الروسي وحده النظام الصالح، وأنه يجب فرض الصمت على الصحافة، وأن المدارس يجب أن تكون تحت سيطرة الكنيسة، وأن حكم القيصر يجب أن يكون مطلقا. كان من المفروض على كهنة القرية الإبلاغ عن أي من الرعايا المشبوهين سياسيا إلى الشرطة، وكانت حتى خطبهم تخضع للرقابة. وتم اضطهاد كل الديانات غير الأرثوذكسية وغير المسيحية. واعتبرت أفكار تولستوي بشكل خاص خطيرة على الكنيسة والدولة. تولستوي نفسه تعرض للطرد. وتعرض كل احتجاج طلابي للقمع بقسوة.

كانت تلك أوقاتا صعبة. كان هناك تراجع على جميع المستويات وانحسار إيديولوجي وردة جبانة. كان الاتجاه النارودني القديم في مأزق تام. وبعد أن أحرق هؤلاء "الثوار الجذريين" أصابعهم بالإرهاب، انعطفوا 180 درجة وانتهوا في نهاية المطاف في معسكر الليبراليين الخونة، وصاروا يعظون بسياسة "الإنجازات الصغيرة" الجبانة والعمل الثقافي التربوي المسالم. وفي تعليقه على اضمحلال الحركة النارودنية كتب مارتوف: «لقد كان سقوط [منظمة] إرادة الشعب في الوقت نفسه انهيارا للحركة الشعبوية ككل. تعرضت دوائر واسعة من المثقفين الديمقراطيين لإحباط عميق وخيبة أمل في "السياسة" وفي مهمتهم البطولية الخاصة. القيام بمساهمة متواضعة في خدمة القطاعات الليبرالية من بين الطبقات المالكة: كان هذا هو الشعار الذي بموجبه دخل قسم من المثقفين، الذين استمروا موالين للشعبوية، إلى حقبة الثمانينيات الرمادية».[6]

على مدى السنوات العشر الأولى أو نحو ذلك من وجودها، اضطرت مجموعة تحرير العمل لخوض معركة صعبة ضد التيار. ومن أجل إيجاد الطريق إلى جيل الشباب، كان بليخانوف مضطرا إلى التعاون مع جميع أنواع العناصر المشوشة وشبه النارودنية. من بين تلك المجموعات كانت هناك واحدة تصدر جريدة ضيقة الانتشار تدعى سفوبودنايا روسيا (روسيا الحرة) والتي أعلنت في المقال الافتتاحي لعددها الأول استحالة "تنظيم العمال والفلاحين حول العمل الثوري"، ووقفت ضد رفع مطالب قد تخيف المتعاطفين مع الليبرالية. وكان الاتصال مع روسيا يشبه مهمة حاطب الليل. ولم يكن الوضع مع المنفيين أحسن حالا. ويظهر الإحباط الذي أصاب المجموعة في مراسلات بليخانوف مع أقرب معاونيه. وحتى النشاط الأدبي للمجموعة كان محفوفا بالصعوبات. عاشت مجموعة تحرير العمل في جو من الأزمة المالية المستمرة. وبسبب كونها مجموعة صغيرة من حيث العدد، وبنطاق محدود لجمع الأموال، عادة ما كانت تعتمد على ما يعرف في المسرح الأمريكي بـ "الملائكة"، أي المتعاطفين الأثرياء المستعدين لتمويل مشاريعها الأدبية. في بعض الأحيان لم يكن هؤلاء الناس حتى اشتراكيين، مثل غيرييف الذي قدم المال لإصدار الجريدة الدورية [تصدر كل ثلاثة أشهر - م-] "سوسيال ديمقراط". وبشكل عام، كانت إصدارات المجموعة غير منتظمة للغاية. وفي بعض الأحيان كانت المهمة تبدو أقرب إلى الاستحالة. في صيف عام 1885، كتب بليخانوف إلى أكسلرود بعبارات من يشارف على اليأس: «لكننا في الحقيقة نقف على هاوية من كل أنواع الديون، ولا أعرف ولا يمكنني التفكير فيما يمكننا التشبث به لمنع أنفسنا من السقوط. إن الأوضاع سيئة».[7]

طيلة سنوات الثمانينيات المظلمة عاش بليخانوف وعائلته في فقر مدقع. في بعض الأحيان كان يعطي دروسا خاصة في الأدب الروسي مقابل راتب صغير، ويعيش في أرخص "نزل" في ملكية جزار كان يطعمهم حصرا بالحساء واللحم المسلوق! سوء الظروف الغذائية والمعيشية قوضت وضعه الصحي. ولفترة من الوقت أصيب بشكل خطير بمرض ذات الجنب (pleurisy)* ، الذي استمر أثره عليه بقية حياته. مجموعة تحرير العمل التي كانت تشتغل في ظل صعوبات هائلة وتعاني من ضغط قاس من جميع الجهات، تمكنت من الحفاظ على وحدتها بفضل الإيمان في أفكارها، لكن أيضا بفضل السلطة الأخلاقية والسياسية الهائلة لبليخانوف. كان بليخانوف داخل المجموعة هو الزعيم دون منازع. وقد أدت تلك العزلة نفسها بالأعضاء إلى الاتحاد في دائرة متماسكة بشكل وثيق، ملتحمين معا بروابط سياسية وشخصية قوية. ليس عبثا أنهم اكتسبوا لاحقا لقب "العائلة"، والتي كان بليخانوف ربها بدون جدال. لقد كان من الناحية الفكرية يفوق الآخرين، كما وجد بينهم شعور قوي بالاعتماد المتبادل ناتج عن سنوات من النضال والتضحية في قضية مشتركة. وبالتالي لم يكن من المستغرب في مثل هذه الظروف أن تختلط المسائل الشخصية بالمسائل السياسية. كان بليخانوف عماد قوة الآخرين، هو من يمنحهم الدعم المعنوي في أوقات الشك والأزمات الشخصية.

كانت مأساة أناس مثل أكسلرود وزاسوليتش ذات طابع مزدوج. ففي ظل ظروف تاريخية مختلفة كان يمكن لهاتين الشخصيتين الموهوبتين أن تلعبا دورا أكبر بكثير في تشكيل الأحداث. كان لسنوات العزلة الطويلة في المنفى تأثير كارثي على نموهما النفسي والفكري. وبعد أن عملا في ظل بليخانوف، توقف تطورهما إلى درجة أنهما لم يتمكنا، عندما تغيرت الظروف، من التكيف وخسرتهما الحركة الثورية. وبالنظر للظروف التي اضطرت مجموعة تحرير العمل إلى الاشتغال في ظلها على مدى عقود، كان من الحتمي تقريبا أن تتسلل إليها آثار عقلية الحلقات الصغرى. لم يكن لهذه العوامل أهمية كبيرة في السنوات الأولى، خلال الفترة الطويلة البطيئة من الإعداد النظري والحلقات الدعوية الصغرى. فقط في وقت لاحق، عندما واجهت الحركة الماركسية الروسية ضرورة تجاوز حدود مرحلة الدعاية، حيث ظهرت الصفات السلبية لمجموعة تحرير العمل.

طيلة عقدين من الزمن استمر عدد أعضاء مجموعة تحرير العمل هو نفسه تقريبا. ومن مؤسسيها، توفي ف. ن. إيغناتوف في وقت مبكر جدا مما منعه من أن يترك تأثيرا كبيرا. وكان ليف دويتش قلب وروح الجانب التنظيمي للعمل، من قبيل القيام بالترتيبات اللازمة لطباعة الأدبيات وتوزيعها. وكان بافل أكسلرود داعية موهوبا ترك انطباعا كبيرا على الشابين لينين وتروتسكي. كان اسمه لفترة طويلة مرتبطا باسم بليخانوف. وقد عانت فيرا زاسوليتش، المناضلة الصادقة وطيبة القلب والمتسرعة، أكثر من الآخرين من صدمة المنفى. كانت متشوقة دائما إلى رأب الفجوة بين مجموعة تحرير العمل وبين الجيل الجديد من الثوريين في روسيا، مما جعلها تقف دائما للدفاع عن الشباب، والتغلب على مقاومة بليخانوف وتشجيع المبادرات الجديدة، التي كانت غير ناجحة في غالب الأحيان، مع مجموعات الشباب في المنفى.

العمل الدؤوب للماركسيين أعطى في نهاية المطاف ثماره. وقد كان السبب الحقيقي لاحتجاج النارودنيين ضد "العصبوية" و"المنشقين"، هو التأثير الذي كان للأفكار الماركسية على أتباعهم. من الصعب أن نبالغ في تقدير التأثير الذي مارسته كتابات من قبيل "خلافاتنا" (1885) على الثوار الشباب داخل روسيا، الذين كانوا يبحثون بجهد عن وسيلة للخروج من مأزق الحركة النارودنية، التي كانت آنذاك في مرحلة انحطاط بديهي. بلغ التحول نحو اليمين لقادة الحركة النارودنية أوجه مع إعلان تيخوميروف - الذي كان هدفا للكثير من النقد من طرف بليخانوف - تخليه عن المعسكر الثوري، حيث نشر في عام 1888 كتيبا بعنوان "لماذا لم أعد ثوريا".

كان لانهيار النارودنية الثورية القديمة تأثير عميق في أوساط الشباب داخل روسيا، مما خلق حالة استقطاب بين العناصر الإصلاحية المؤيدة لليبرالية وبين أفضل العناصر من الشباب، الذين كانوا يسعون لإيجاد الطريق إلى الثورة. وحوالي نهاية عام 1887، كتب س. ن. غينسبرغ، الذي كان قد عاد مؤخرا من روسيا، بلهجة قلقة إلى القيادي النارودني ب. ل. لافروف: «لقد مارست "خلافاتنا" و"الاشتراكية والنضال السياسي" تأثيرهما القوي، والذي لا يمكننا إلا أن نتعايش معه... بسببهما تحطمت أهمية الفرد وأهمية المثقفين في الثورة تماما. ولقد رأيت شخصيا الأشخاص الذين حطمتهم نظرياته. والشيء الخطير هو لهجته الجريئة كما لو أنه مقتنع بصواب موقفه، ونفيه لكل ما كان من قبل، وتحويله لجميع أسلافه إلى عدم. كل هذا له بالتأكيد تأثير»[8]. تبين رسالة غينسبرغ كيف أنه، ودون علم الماركسيين في المنفى، كانت هناك تجمعات جديدة تتبلور في الداخل، تناقش إخفاقات الماضي وتعمل على تقييم التجربة وتبحث عن طريق جديد. وهنا سقطت أفكار بليخانوف على أرض خصبة. ومع مطلع عقد التسعينيات بدأت المجموعة تتمتع بنفوذ هائل في أعين أعداد متزايدة من الشباب الماركسي، وصار اسم بليخانوف معروفا في كل حلقات الدعاية السرية وفي كل مراكز الشرطة في روسيا.

هوامش:

[1] G.W.F. Hegel, The Phenomenology of Mind, p. 75.

[2] منقول عن Istoriya KPSS, vol. 1, p. 132 (خط التشديد من عندي –آ.و-)

[3] Ibid., p. 136.

[4] Perepiska GV Plekhanova i PB Aksel’roda, p. 87.

[5] J.P. Nettl, Rosa Luxemburg, vol. 1, p. 44.

[6] Quoted in F. Dan, op. cit., p. 141.

[7] Perepiska GV Plekhanova i PB Aksel’roda, pp. 66 and 21.

[8] Ibid., p. 61.

* ذات الجنب Pleurisy هو التهاب يصيب الجنبة أو البلورا Pleura وهي غشاء مزدوج الطبقة يحيط بالرئتين ويفصلهما عن جدار الصدر . وفي العادة ، تحدث ذات الجنب كمضاعفة لبعض الأمراض الأخرى مثل الالتهاب الرئوي .المترجم.

عنوان النص بالإنجليزية:

Bolshevism: The Road to Revolution








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ