الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية مستلبة

طلال شاكر

2005 / 9 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


فاجعة جسرالائمة تاريخ حزين لمظلومية: 1 من2
مستلبة؟
الواحد والثلاثون من اب هو فاجعة وطنية ويوم مؤلم وحزين، ضحاياه كانوا من العراقيين الابرياء المسالمين جاءوا بارواح تحمل عمق حزنها واساها نحو ماتعتقد به في صبر مشترك لرمزية تاريخية ودينية حطت رحلها عند ابوابه لتتبادل الحزن والعزاء في ذكراه فتلاحمت الذكرى بقوافل الموت او قل الشهادة لمن يستعذب هذاالتوصيف . المئات قضوا نحبهم بصورة مأساوية ومؤلمة في ظروف وملابسات تستدعي وقفة اكثر من العزاء وابعد من الحزن واظهر من رمزية الذكرى .فلا الادانة الظرفية ولاتحميل الحكومة المسوؤلية فيما وقع، قادرعلى اجلاء ملابسات الموضوع وتعقيداته الا في سياق احادي ضيق . رغم ان الارهاب في تجلياته المتكررة والنزعة التكفيرية التي تطلقها قوى بعثية مموهة وسلفية محبطة ، كان العامل الاساسي في وقوع هذه الفاجعة التي صنعت كل الممهدات لوقوع مثل هذه الجريمة النكراء والدونية،ضف الى ذلك التقديرات المتضاربة لللاجهزة الحكومية وعدم قدرتها في السيطرة على تنظيم حشود ضخمة تدفقت في مساحةمحدودة، وبالطبع لايمكننا التغافل عن دور ومسوؤلية الاحزاب الطائفية وحتى بعض المراجع والتي اصرت على اخراج هذه الجماهيربطريقة ايحائية وسياسة مرسومة بدقة وعناية تتماهى فيها التعبئة الايدلوجية الدينية لغايات سياسية وبالضبط النفوذ والسلطة واظهار قوتها في ظرف تستدعيه عملية التصويت على الدستور، دون الاخذ بنظرالاعتبار حراجة الظروف الامنية وتهديدات الارهابين المستمرة ،وهذا ماافصله بطريقة منهجية موجزة واي ابتعاد عن جوهر التحليل الحقيقي لهذه المسألة سيضعها في سياق تحليلي غير مكتمل ، ان كل تلك الاسباب التي اوردتها سهلت بهذا القدر اوذاك وقوع هذه الكارثة الوطنية المؤلمة بشكلها المأساوي، ان ترابط هذه الاسباب مجتمعة توجز اسباب ماحدث بطريقة مباشرة للحدث كحدث ملموس هذه ظروفه وهذه اسبابه، بيد ان هذا لايعرض كل فصول المشهد الدامي فالحلقات متصلة والاسباب تتجاوز مانراه ونلمسه في تداعياته المباشره وعبره وامكانية تكراره باسباب وتجليات اخرى وفي زمن اخر وغايات اخرى جداً محتمل، وهذا جوهر قصدي ورؤيتي في هذا التحليل،ولابد من التذكير ان احداثاً مماثلة تعرضت لها حشود الزوار بأستهدافات ارهابية وان كانت اقل بضحاياها خلال السنتين الاخيرتين،لم يؤخذ من درسها ولم يستخلص من عبرها، واستمرت قوافل الموت تستحث الوعي المجروح نحونهايات غامضة وملتبسة بلا توقف. وفي عودة مفيدة الى تاريخنا السياسي اشير انه في عهود سابقة ومختلفة كانت تسير حشود الزائرين في مواكب حسينية من مختلف ارجاء العراق، وكان يجري استغلال هذه المناسبات سياسياً و بطرق مختلفة واحياناً حملت هذه المواكب تناقضات القوى السياسية واحترابها من خلال لون الانتماء السياسي لهذ الموكب اوذاك بعيد ثورة 14 تموزتحديدا، وعلى العموم فان القوى السياسية العراقية غالباً مابعثت من خلال هذه المواكب رسائل مناوئة الى الحكومات من خلال شعارات دينية ( اوردات حسينية) تتضمن نقدا مباشراً او اظهارمعارضة لها، مثلا ماكان يجري ضد مشاريع سياسية مختلفة وكان ذلك واضحاً ضد الحكومة الملكية وحكومة قاسم وحكومة الاخوين عارف والى حد ما حكومة البعث، وكانت في قوافل هذه المواكب الحسينية والدينية كثيراً ماتبرز وتتلاقح مفاهيم وطنية ودينية كمطالب سياسية، لترسم بعمق معنى وطني للحزن وللمناسبة تحت عنوان عراقي كهوية وانتماء ضمن سياق معتدل في استلهام معنى ومغزى هذه المناسبات بعيداً عن الانغلاق وملامح الانتماء الطائفي الذي يحصر الموضوع في تأملات الوجدان المعذب وجنوحه المفرط نحو ذاتيته، وكثيراً ماتتعرض هذه المواكب للاستفزاز من قبل الشرطة او رجال الامن او حتى اعتقال البعض من المشاركين. لقد لعبت هذه المواكب دوراً سياسياً توجيهياً في ظروف مختلفة من تاريخنا الوطني، وكان تسخير هذا الدورهووظيفة وطنية مؤقتة ان جازالتعبير وهو موسمي فقط وفي مناسبات محددة وكان متنفساً لمختلف القوى السياسية لغياب اي ملمح ديمقراطي يمنحها حرية التظاهر والتعبير، ولم تحول حشود هذه المواكب الى تنظيمات ضمن اليات سياسية تحت الطلب. وعندما نتناول مظلومية الشيعة في ضوء تاريخيتها القريبة وكيف تطورت فمن النادر ان نجد في الادب السياسي مفاهيم تحدد اوتشير الى هذا المفهوم اوتفرده كخصوصية رغم ان استعمال هذا المفهوم هو مجازي ولكنه كمضمون موجود في سياق عام كحقوق مستلبة للشيعة. في البرنامج السياسي الوطني كانت المظلومية التاريخية للشيعة في تعبيراتها المختلفة، تقع وتسير ضمن ظلم اجتماعي عام في سياق نضال سياسي عراقي يكافح من اجل تحريرمختلف القوى الاجتماعية العراقية كهدف يسعى نحوه ،و الشيعة بطبيعة الحال جزء منه ومثلاً فان الحزب الشيوعي العراقي تعامل مع موضوع مظلومية الشيعة من منظور طبقي ككادحين يعانون من ظلم اجتماعي ولم يكن في برنامجه مايميز قضيتهم على اساس طائفي، فالفلاحون في الجنوب كانوا من الشيعةومضطهديهم كانوا ايضاُ اقطاعيين شيعة.ان التحول السياسي النوعي في مفهوم مظلومية الشيعة اخذ بعده نحوصيغة سياسية جديدة وبرنامج اخر وفي ظهور بعض ملامحه كان ذلك بعد 1963 وتحديداً في انقلاب 8 شباط الاسود فبعد هذا التاريخ جرت تحولات سياسية نوعية كبيرة بعدما سقطت حكومة قاسم الوطنية تلك السلطة التي نأت عن اي ممارسة تمييزية طائفية كانت اوعنصرية وكانت جل جماهيرها من قطاعات شيعية كبيرة ايدت قاسم ودافعت عنه حد التضحية، لقد ترافق ذلك التحول في مفهوم مظلومية الشيعة مع انحسارمحسوس للمشروع اليساري الذي فقد الكثيرمن قوته وتاثيره. لقد نظرت السلطة الجديدة الى هذه الجماهير بعد سقوط قاسم بمنظارسياسي عصبوي وطائفي مباشرليستكمل رؤاه كمارسة واليات عندما تولى السلطة في 18 تشرين 1963رئيس طائفي وعنصري متخلف هو عبد السلام عارف ، الذي اعطى للبعد الطائفي من قبل سلطته وممارساتها كل الاسباب المحركة لقيام ردات فعل ضمن وعي تنامت فيه هواجس جدية عند الشيعة من موقف السلطة المعادي لها، جعل المفهوم التاريخي لمظلومية االشيعة يدخل في منعطف اخر ليستكمل ذاته وموقفه. .يتع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا


.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق




.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد مستمر وتحذيرات من حرب مفتوحة| #غرف


.. أهالي جباليا في غزة يصلون العيد بين الركام




.. البيان الختامي لمؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا يدعو الجميع لإح