الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل، عاجزة عن قيادة نفسها وخلاص مواطنيها .. فلماذا لا تنضم لكردستان؟

سامان نوح

2015 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


مدينة بلا قيادات سياسية، عسكرية، دينية، اجتماعية، مستلمة لحكم أعرابها بلا امل للتغيير !!
- هي مدينة مستسلمة لحكم العابثين بها، بلا ارادة ولا امل في التغيير. هكذا نعرف الموصل منذ عقود، لأسباب كثيرة، بينها امنية مرتبطة بتداعيات حركة الشواف، وبينها مدنية اجتماعية ثقافية اقتصادية يطول الحديث عنها.
- بعد نحو ستة أشهر من احتلالها من قبل جيوش تنظيم داعش ومن تحالف معها من بعثيين وأعراب ونقشبنديين وسلفيين، وسنة متشددين ناقمين على كل ما هو شيعي وكردي، لم يتغير شيء في مشهد المدينة فهي مستسلمة لمصيرها وكأنها راضية بمآلها الدامي.. حدث ذلك في زمن البعثيين الذين حكموا المدينة لعقود وحولوا ابنائها لوقود لحربهم مع ايران، وبعدها مع حكم الأمريكيين (2003-2005) ولاحقا حكم البيشمركة (2005-2008) وهي تعد فترة ذهبية في عمر المدينة، ولاحقا حكم ما كانوا يسمونه جيش المالكي... طوال تلك الأزمان اكتفى الموصليون (من سياسيين ودينيين واقتصاديين واكاديميين ومثقفين واجتماعيين) بالتفرج على مدينتهم وهي تغرق وتتجه نحو الهاوية بعد ان قرروا الانزواء وترك امرها للقادمين من البادية.
- في 2009 وبعد موجة شعارات انتخابية، ظهر قادة سياسيون من المدينة كمنقذين، لكنهم كانوا أضعف من ان يحكموها، فلا تجارب سياسية لهم ولا خبرات ادارية ومعرفية ولا مؤهلات قيادية، كانوا سياسيي الصدفة والتوافقات الفاشلة .. ففشلوا في قيادة المدينة امنيا وسياسيا واقتصاديا، وانقاذها من الهاوية التي ظلت تتجه نحوها تحت شعار (شعلية).
- لم يتغير المشهد بعد كارثة 10 حزيران، ولم يظهر قادة عسكريون بالموصل يدافعون عنها ويحاولون استردادها من طوفان داعش الذي بدأ حكمه بتدمير أهم رموز المدينة (جامع النبي يونس)، في حين ظهر قادة عسكريون في سنجار الصغيرة كقاسم ششو وخيري شنكالي وحيدر ششو وداود شيخ جندي.. كما ظهر قادة عسكريون في تلعفر رغم ان أهالي ذلك القضاء ذاقوا ويلات عملية تهجير ابعدتهم مسافة 1500 كلم جنوب البلاد.
- لم يظهر من بين نحو مليون موصلي، قائد كهادي العامري الذي فضل ترك دواوين بغداد السياسية ليخوض غمار معارك خطرة في بابل وديالى وصلاح الدين واطرف بغداد الشمالية والغربية، ومعه او الى جانبه ظهر قادة آخرون من مليشيات بدر والعصائب والمهدي والخراساني... حتى صار العرب السنة يسألون لم تعجز مجتمعاتنا على ولادة رجل كالعامري والخزعلي... رغم ان قادة وابناء تلك المليشيات لم يصل جيش داعش الى مدنهم ولم ينتهك بيوتهم ولم يعتدي على ممتلكاتهم.
- تحت شعار (شعلية) لم يظهر بين نحو مليون موصلي، وهي مدينة المساجد والأئمة والمدارس الدينية، عالم ديني واحد يقارب السيستاني والعديد من وكلائه في حكمته وقدرة تأثيره.. عالم يدرك حجم الكارثة الحاصلة وحجم المصيبة الآتية ويوجه الناس ويجمعهم على التحشيد للدفاع عن انفسهم.
- من بين أبناء ثاني اكبر مدن العراق، التي خرجت جامعاتها ومدارسها وثقافة حاراتها، آلاف الكفاءات لم يظهر سياسي واحد له مؤهلات قيادية يمكن المراهنة عليها لقيادة الجموع للتغيير، ونزع ثياب الاستسلام ومحو شعاره الأزلي (شعلية).
- لم يظهر وسط تلك الكارثة المدوية وفي نقطة التحول التاريخية الهائلة، قائد اجتماعي واحد من الموصل يوجه الناس ويجمعهم على هدف تحرير المدينة من داعش ومن غول الاستسلام للواقع ومن مصيبة السلبية وتسليم مقدرات المدينة للقادمين من باديتها.
- أين هم قادة الموصل السياسيين والأمنيين والاجتماعيين والدينيين؟ أين هم رجالاتها؟ هل قرروا بعد كل تلك الويلات الاستمرار في لعب دور الضحية، والهروب من المواجهة والانزواء في بلدة آمنة باقليم كردستان وانتظار الفرج، لعل قادة عشائريين يأتون من البادية ويحررون المدينة ويحكمونها كما يفعلون منذ سنوات.. او لعل الأمريكيين يفعلون ذلك مجددا، او لعل احد ابناء سنجار او دهوك يتطوع لقيادة تلك الحرب بدلا عنهم، او لعل هادي العامري وهو في طريقه لتحرير تلعفر او مناطق الشبك في سهل نينوى يرق قلبه لحال الموصليين ويقرر التوجه لتحريرها.
- اذا كان هذا هو واقع الحال، وهو امر يصعب تغييره خلال سنوات طويلة لعوامل اجتماعية وامنية واقتصادية، فما هو الحل؟ .. يرد زميل موصلي على ذلك السؤال الكبير: لا حل سهل، كل الحلول مفخخة... لو كان القرار بيدي وبعيدا عن العقد القومية لقررت فك الشراكة مع البادية، والانضمام الى اقليم كردستان، لعل ذلك يحي المدينة ويعيدها كما كانت حاضرة مدنية ثقافية ومركزا اقتصاديا رائدا.
- يضيف الزميل الموصلي: ربما يكون المقترح بعيدا عن الواقع ومحاطا بآلاف الأحزمة المفخخة، ويعده البعض جنونا، وربما يكون استسلاما من نوع آخر، لكنه الطريق الأسلم لخلاص اهل المدينة بشرائحهم المختلفة من مسلمين (سنة وشيعة) ومسيحيين وايزيديين وشبك وعرب وكرد وتركمان، وهو مشروع قد يحظى بدعم تركي، هذا اذا وافق الاقليم اصلا على القبول بنا!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا