الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- فقاك - الرجاء معاودة الاتصال لاحقاً !

كور متيوك انيار

2015 / 1 / 5
السياسة والعلاقات الدولية



" فقاك " الرجاء معاودة الاتصال لاحقاً !

كور متيوك
انظار الشعب في مخيمات اللاجئين .. في غياهب الغابات في جونقلي وبانتيو .. في اقصى حدود البلاد الجنوبية والشمالية ، الشرقية والغربية .. التجار ، المستثمرين ، المثقفين ، المرأة ، الطلاب ، الشباب ، الاطفال ، المعوقين والجرحى .
انظار البطون الغاوية و المتقيئة .. الجيوب الفارغة والممتلئة .. الجميع بعد إن ظلوا مشدوهي الانظار تجاه اثيوبيا وعاصمتها اديس ابابا وبحر دار ، بعد إن تحولت الى اروشا وخابت الامال ، واتجهت مجدداً الى جنوب افريقيا فعادوا اكثر خيبة ، تحولت الى جوبا ومؤتمر الحركة الشعبية جناح الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ، و ظل مؤتمر المتمردين يؤرق المضاجع .
اطراف الصراع اججت المشاعر والكراهية في نفوس منسوبيها لدرجة إنهم لم يعودوا يستسيغون اي حديث او سماع كل ما له علاقة بالسلام او كلمات مرادفة تؤدي الى مفهوم السلام ، فما يهمهم هو هزيمة الاخر والشعور بالقوة والعزة عندما يهزمون عدوهم المتخيل في اذهانهم بعد إن ضخموه واصبح العدو بالنسبة للطرفين يشبه تنظيم الدولة الاسلامية او الاسرائيليين في ذهنية المواطن العربي والفلسطيني او قل اليهود والاريين في المانيا في سعيهم لبناء جنس لاتشوبه شائبة عرقية .
او النظرة الدونية للاسود في الستنيات في كل من الولايات المتحدة وفرنسا ودول اوروبا عموماً وفي امريكا اللاتينية ، والجنوبي في نظرة الشمالي قبل الاستقلال ، وهذه الكراهية لايفاجئ احد طالما الرغبة الجامحة في استعادة وعيش لحظات تاريخية مرت لها العقود من الزمان وعفى عنها ذاكرة الشعوب ، منسوبي الطرفين مازالوا يبتغون ويتغنون في سعيهم نحو التاريخ والذي لايتحقق إلى بهزيمة عدوهم والذي هم شركاء في وطن يمزقونه بايديهم ، وفي نفس الوقت يرفضون تحمل المسؤولية التاريخية ، فعندما يذهب الاجيال القادمة الى المدارس في العام العام 2060م ، وذلك إن بقي وطن يمشون عليها ، سيعرفون كيف اُحرق الوطن وشرد الشعب وسيعرفوا وقتها إن من قاتلوا من اجل التحرير ؛ هم نفس الناس الذين كاد البلاد إن يضيع في ايديهم .
منذ المهلة الجديدة التي منحها المجتمع الدولي والاقليمي ووساطة الايقاد ورؤسائها لطرفي النزاع للمزيد من التشاور مع قواعدها والشك وعدم اليقين يراود الجميع وكذلك الخشية من مالات تلك المشاورات والتي تعني المزيد من التعقيد ، وفي اللحظات الاخيرة من انتهاء المهلة عقدت الحكومة مؤتمرها التشاوري مع اطراف عدة ، وانتهت بالتمسك بمواقفها السابقة ؛ دون جديد يذكر او يضاف .
والان الانظار معلقة الى فقاك لكن كل الانباء الواردة من هناك تشير إلى أن المتمردين يواجهون صعوبة في عقد مؤتمرهم ، وهي صعوبات لجوستية ، ولولا التجييش الحربي والحقدي في نفوس المقاتلين ورفع سقف المطالب عالياً لكان الافضل اخذ مواقف قادة التمرد عبر الاتصالات الهاتفية وما اسهل ذلك في القرن الحالي ، مع التاكيد على أن السلام خيار استراتيجي وملزم لكل المقاتلين اينما كانوا .
الحكومة تمانعت في البدء عن طلب الايقاد بنقل قادة التمرد الى المؤتمر وعادت لتقبل بها لتبعات مثل هذا الموقف من الناحية الدبلوماسية والسياسية ، لكن الامم المتحدة رفضت الفكرة وتظل الانظار مشدوهة الى فقاك فلا شيء يتحرك والسكون والصمت تلازم المكان .
نامل أن يستطيع قادة التمرد بمختلف مشاربهم الخروج بمواقف يسمح بالتوصل الى تسوية واتفاق للسلام ، ولو لا ممانعة الكثير من قادة الطرفين ليمكن القول إن المواقف ليس متباعدة كثيراً حتى يبدد امال السلام ، فمسالة وجود جيشين رغم الغلط الذي شاب تفسيرها ، إلا أن وجود جيشين في الدولة مستبعدة تماماً ، لكن قوات التمرد ستحتاج الى وقت حتى يتم استيعابها في الجيش الشعبي ، وهذا مربوط بسلاسة تنفيذ اتفاقية السلام ، لذلك فتلك القوات ستكون منفصلة في انتظار الدمج والاتفاق على اليات الدمج بين الطرفين ولايمكن تفسير ذلك على أنها وجود لجيشين في دولة .
المسالة الاخر والتي هي مثار خلاف هو وجود نواب للرئيس ورئيس الوزراء ويتمسك الحكومة بها بينما يرفضه التمرد ، وليشمل الحل الجميع ، ولتكون الاتفاق مدخلاً لسلام حقيقي يجب على التمرد التنازل عن فكرة عدم وجود نائب للرئيس ورئيس الوزراء لان هذا سيعيد انتاج الازمة ، ويجعل التمرد في موقف لايؤهلها للحديث عن اعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها ودمقرطة نظام الحكم .
إن لم يسعى الحكومة للتوصل الى اتفاق للسلام فستظل شبح السلام يلاحقها ؛ ولن تقدم للشعب شيئاً يذكره التاريخ بها فليس هناك انجاز اعظم من تحقيق الاستقرار والسلام .
وإن لم يخضع المجتمعين في فقاك على اصوات الشعب المنادين بالسلام لتحقيق اهدافهم ، فسينساهم التاريخ والعالم ويقل حظوظهم ومطالباتهم وبذلك يكونوا قد فوتوا فرصة تحقيق جزء كبير من مطالبهم حتى لو لم يكن جميعها .
سيظل الانظار مشدوهة الى فقاك حتى تعود الى نطاق التغطية لنسمع ماذا يقولون ولماذا لزموا الصمت طويلاً وتاخر مؤتمرهم كثيراً ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة