الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متابعة فنية لصحيفة هاولاتي الكردستانية ..

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2015 / 1 / 6
الادب والفن


( أصبحت عملية النشر ، عملية دقيقة لها وسائلها وأساليبها وفلسفتها الخاصة...)

متابعة فنية لصحيفة هاولاتي الكردستانية ..


تظل الصحافة اليوم مهمتها تقديم الأخبار ، ووسيلة ممتازة لمتابعة الأحداث الجارية بتفوق ، كما لها دورا" مهما" في تشكيل الرأي العام . وبديهي لاتقتصر الصحيفة على نقل الأخبار بل ، تتضمن أبواب عن الفن والرياضة والأقتصاد ، وهي من أساسياتها أن تلبي حاجة كل أنسان في المجتمع على تفاوت توجهاته ، وعند تحقيق ذلك يزداد الأهتمام بها ، وتغيرت النظرة الى الصحف تعريفا" ومفهوما" ، لاسيما في وسط وسائل الأعلام المتعددة ، وأصبحت عملية إعداده صناعة متقنة ومعقدة ، تجاوزت الوصف الأعتيادي للأحداث الجارية ، لتصبح عملية النشر ، عملية دقيقة لها وسائلها وأساليبها وفلسفتها الخاصة . وأنطلاقا" من ذلك تناولت جريدة ((هاولاتي )) الكردستانية نموذجا" وكعينة للبحث عن صحيفة تصدر في أقليم كردستان – العراق ، وبأعتبارها صحيفة أهلية ، ومحسوبة على القوى المعارضة ، وتمتلك جمهور كبير من القراء .
قبل البدأ في البحث والدراسة لجريدة ( هاولاتي) ، أعتقد أن هنالك مجموعة لابأس بها من الكتّاب الجيدين الذين يمولون صحيفة (هاولاتي) بمواضيعهم ودراساتهم القيمة ، لكن تدني المستوى الفني كان له أثرا" على جمالية الصحيفة ، مما يقلل من رغبة القارىء في القراءة والمطالعة ، وفتح شهيته . واليوم لا أعلم مدى شعبية الصحيفة عن الفترات الماضية ، لاسيما أن مثل هذه الصحف والصحف الكردستانية الأخرى ، لاتقوم بعملية ( الاستفتاء ) لمعرفة نسبة الصرفيات للصحيفة وعدد قراءها ، في حالة الصعود أو الهبوط ، هذه من الأمور الاساسية ، التي يتطلب على كل صحيفة الأهتمام بها ، ويمكن أجراء ( أستفتاء ) سنوي أو سنتان أو أكثر ، ضمن مسؤولية أدارة الصحيفة أذا ارادت ذلك من أجل تطوير الصحيفة ، والاستفتاء يتضمن ، ماهي المواضيع التي يتابعها الجمهور ..؟، وماهي أفضل المواضيع ..؟ والتساؤل عن شكل الصحيفة ..؟ وغيرها من تساؤلات يتم أعدادها من هيئة تحرير الصحيفة ..
في بداية الصفحة الرئيسية لجريدة ( هاولاتي ) العدد (1137) يوم الثلاثاء 10/9/2013 ، التي جاءت بشكلها المتبع في أعدادها الأخيرة ، أنها تشبه صحف كردستانية التي كانت تصدر أيام الكفاح المسلح ، أي قبل تشكيل حكومة وبرلمان كردستان ، أعتقد في بدايات الصحيفة قبل سنوات كان شكلها وحجمها افضل من شكلها الحالي الصغير . أما الصور الأربعة التي نشرتها الصحيفة في الصفحة الاولى وهي أربعة صور ، الاولى تمثل صورة لقوات البيشمركة لشمال كردستان ومكتوب على الصورة وقت (الموقف تجاه تركيا ) وصورة صغيرة تشير الى تقرير عن (شيعة العراق ، ينظمون صفوفهم ) وصورتان تحتتهما عن (الدكتور ارسلان بايز – وقائمة كوران 117) وهي دعائية انتخابية ، حيث ملئت الصفحة الاولى اربعة صور غير موفقة ، والظاهر أن المشرف الصحفي لأخراج الصحيفة لايملك تلك الخبرة الصحفية في مجال كيفية نشر الصور ، وخاصة أن الصورة الفوتوغرافيّة تحمل رسالة ذات معنى ، مثلها مثل النص اللّغوي ، وربّما أكثر . لذلك يمكن للمتلقي أو القارىء أن يقوم بتحليل عميق للصور المعروضة لغاية أستخراج المعنى أو الرسالة المراد أيصالها ، وتبقى الصور حساسة في هذا المجال ، أي أن حجم الصور يظهر أكبر من الصحيفة ، وتوزيع غير موفق في هذا المجال ، مع عرض دعائي لشركة أسيا سيل بجانب كتابة هاولاتي ، وفي العموم أن الصور أخفقت في أنجاح الصور الفوتوغرافية للصفحة الرئيسية الاولى . وبعدها ننتقل الى المانشيت الرئيس المنشور في الصفحة الاولى ، وهي ( الاتحا والبارتي مليونين دولار صرفت على الدعاية ) .. أن عدد كلمات المانشيت الرئيسي هي (7) كلمات ، وهذه غير محببة في الصحافة الحديثة ، والحقيقة كما يتفق أكثر الباحثين والمتخصصين ، أن المانشيت أو العنوان ، لاينبغي أن ننظر اليها فقط على أنها النوافذ التي نطل منها على الصحف ، بل يجب أن ننظر اليها كذلك على أنها من المصادر الرئيسية للإعلام . وليعلم الجميع كلما كانت كلمات المانشيت قليلة جدا" ما امكن ، لكن بشرط ( ان توحي وتثير وتصرع ) كما يقولون في المهنة ، لتدفع القارىء الى شراء الصحيفة . وهناك حقيقة واقعية في الصحافة تقول : ثلاثة اشياء تجذب القارىء إلى قراءة المقال : أولهما (( العنوان )) ثانيهما (( طريقة العرض )) وثالثهما (( اسم الكاتب أو المحرر الذي كتب المقال )) . ومعنى ذلك أن نجاح الصحيفة هو في حسن أختيار العنوان ، أضافة الى المقال الجيد . لكن كما لاحظنا كلمات العنوان لصحيفة (( هاولاتي )) لم يتوفق ولم يحقق النجاح لا في الكلمات ولا في العرض ، ولا الاشارة الى كاتب المقال ، وفضلا" عن ذلك غياب المانشيت الثانوي ، ويضاف لكل ذلك الخط المكتوب هو من الخطوط غير القانونية والغير مستحبة وخاصة في الصفحات الرئيسية ، لأنها المدخل للصحيفة ، مكان جذب القراء والمتلقين من القراء . وعلى العموم ، كان من المفروض كتابة العنوان الرئيسي من 2- 3 كلمات تدل على معنى متكامل ، مع أيجاد مانشيت لعنوان ثانوي أصغر مساعد ، يدل على مفهوم المقالة الداخلية ، وخاصة هضم الموضوع من خلال مشاهدة القارىء للعنوان الثانوي .
تناولت الصفحة الداخلية الثانية ، وهي صفحة ، (أخبار ) وقد تم وضع عنوان بارز ، (يوميات الانتخابات ) ، وعناوينها الثانوية وهي الملخصات ( البارزاني .. ليس المهم من يربح الانتخابات ، وطفلة تكون ضحية لافته انتخابية ، حكومة الاقليم تطالب الجميع بالمشاركة وابعاد الاطفال عن الانتخابات وشروط كوران في المشاركة في الحكومة ، ... والخ هذه مجموعة أخبار خصصتها الصحيفة ، لا أعتقد أنها موفقة ، وهذه تدخل ضمن العناوين الملخصة ، كان من الافضل ، تخصيص صفحة داخلية أخرى مخصصة لهذا الغرض ، لأنها طغت على الاخبار العالمية والمحلية والاقليم ، وعلى الغالب يعتمد في توظيف الصفحات في الجرائد على (( الذوق الهندسي )) للصحيفة ، ولم نلاحظ ذلك ، وحتى الصورة التي نشرت مع الملخصات ، لم تكن ايجابية أكثر في خدمة الصورة الفوتوغرافية المطابقة بموضوعية للحدث الآني في نشر الملخصات مع اعتماد الوسائل الحديثة الفاعلة والاساليب المقنعة وطرائق التعبير التي تجتذب القراء ، وتساعد في زيادة نسبة مبيعاتها . وليس كما لاحظنا هذه الصفحة ، وحتى أن كانت تمثل المعارضة أعلاميا" ، يتوجب التعامل بموضوعية الطرح . فضلا" عن ذلك الصفحة غير منظمة هندسيا" وفنيا" ، وحتى حينما أشرنا الى الخط المنشور في كتابة العناوين ، ليست بالمستوى المطلوب خط لم يكن رقعي ولا فارسي ، انما كان خط ضمن الخطوط الغير قانونية قلما يستخدم في مجال الصحافة . وننتقل الى الصفحة الرابعة ، حيث ورد فيها موضوعان فقط ، الاول هو ( الان وقت الموقف التركي )بقلم دانا رزكيى والموضوع الثاني ( الاتحاد يذهب الى البيوت لمعرفة موقفهم ) بقلم ارا ابراهيم ، وهذان الموضوعان في صفحة الاخبار ، في حين ان الموضوعين يحسب على فن المقالة وليس كخبر ، لايتفق مع الصفحة ، وفضلا" عن ذلك الصورة الوحيدة في الصفحة ، والخط مشابه لجميع صفحات الجريدة بنفس الاسلوب المتبع في عرض العناوين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر