الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش العراقي .. بين فساد القيادة و صفقات الضباط

محمد فريق الركابي

2015 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية




لم يكن احد يتصور ان يتلاعب السياسيين في مؤسسة عريقة كالمؤسسة العسكرية في العراق ليس احتراماً لتأريخها و بطولاتها الخالدة او حماية الشعب و الدولة فقط بل على الاقل للحفاظ على العملية السياسية التي وضعوها بأنفسهم و لكن يبدو ان المستحيل لا وجود له في قواميس السياسيين خاصة اذا تعارض مع مصالحهم و كما يقال رب ضارة نافعة فعلى الرغم من النكسة التي حدثت في الموصل و التي احتلت بلا قتال استطعنا معرفة بعض خفايا و اسرار الجيش خاصة بعد اللقاء الاخير الذي اجري مع مهدي الغراوي و في ثلاث حلقات متتالية فعلى الرغم من فشله في محاولة (الغراوي) دفع تهمة التخاذل و الخيانة عن نفسه خصوصاً بعد تكراره لعبارة ( انا بلغت ) و لاكثر من مرة إلا انه كان سبباً في كشف ملفات في غاية الخطورة ابرزها ان سقوط الموصل كان صفقة بين قادة الجيش ( و هو واحداً منهم) و داعش نفسها و عن كيفية تعامل القيادة مع الضباط و تباطؤها في كشف الاتهامات المتبادلة فيما بينهم خاصة اذا كانت تتعلق بالفساد او الخيانة للعراق فهذه التهم كافية لاعدام المواطن العادي فما بالك ضابط في مؤسسة عسكرية.

و متابعة لما اعلن عنه الغراوي نجد ان الجيش الذي صرفت عليه مليارات الدولارات من اجل تجهيزه و تدريبه يشتري السلاح و الذخيرة من الاسواق السوداء التي من المفترض ان يحاربها , و ان وسيلة الاتصال بين قيادات الجيش هي الهاتف المحمول و عبر الشبكات العادية , و ان القيادة العليا للجيش لا علم لها اصلاً بما يحدث على الارض و تكتفي في احسن الاحوال بنقل القادة المتهمين بالفساد الى مناطق بعيدة دون تحقيق , عن جيش اغلب جنوده لا وجود لهم إلا في فواتير دفع الرواتب الشهرية , عن اسلحة فاسدة لا تعمل تسلم وقت المعارك و يترك امر اصلاحها الى من تسلم له , عن مئات الجنود اللذين كانوا ضحية لقادة فاسدين و مؤامرات و صفقات لا علاقة لها بالشرف العسكري او الحفاظ على العراق و ارضه و شعبة و كرامته.

ان الجيش شرف قبل ان يكون بندقية او رصاصة , و امانة قبل ان يكون رتبة او ترقية او امتياز , و هو ما وجدناه في جنودنا البواسل اللذين لا زالوا و رغم كل الظروف يقاتلون لانهم على يقين ان العراق اكبر من المسميات او الانتماءات او الصفقات , و هم وحدهم من يستحقون التهنئة و الاحتفال في عيد الجيش الرابع و التسعون دعماً و احتراماً و فاءاً و اجلالًا لهم, كل عام و جنودنا البواسل الشجعان بخير.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟