الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشروكية والتقسيم

عدنان جواد

2015 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الشروكية والتقسيم
كتب اغلب الباحثين ورجال السياسة والفكر والتاريخ، عن سكان العراق الأصليين هم الشر وكية والأشورية، وان غيرهم أما اتو مع الأقوام الغازية كالترك وغيرهم الذين احتلوا العراق، وكما ذكر وزير الدفاع العراقي السابق جعفر العسكري( إن مئات من الطلبات انهالت عليه من الضباط الأتراك الراغبين في الخدمة في الجيش العراقي الحديث الذي تأسس عام 1921)، وبعد تعينهم في الجيش أصبحوا اشد قحطانية وعدنانية من يعرب نفسه، وان الأسر التي استوطنت بغداد والمناطق الغربية هي اسر قوقازية وشركسية وداغستانية، وفي ظل الدولة البريطانية تحولوا من العثمانية إلى العربية ومن أمثالهم ساطع ألحصري من أصل تركي وسامي شوكت من أصل قوقازي ورشيد عالي الكيلاني من أصل إيراني من كيلان غرب وصدام حسين من أصل منغولي.
والأسباب هي أما جغرافية أو سياسية أو اجتماعية أو مذهبية، فالجغرافية وهي طبيعة المناطق الجنوبية وتوفر المسطحات المائية ولا سيما الاهوار بصورة كبيرة آنذاك، مما يصعب على الوافدين العيش هناك، والسبب السياسي إن اغلب سكان الجنوب من المعارضين للسلطات الحاكمة، فأنهم لايحبذون وجود أتباع السلطة ومواليها في مناطقهم، والسبب الاجتماعي هو نظرة الفوقية والاستعلاء التي كان يمارسها الأتراك ومن ساندهم، والسبب المذهبي وهو من أهم الأسباب التي جعلت الوافدين التخوف من تحول عشائرهم وأفراد عوائلهم للمذهب الشيعي.
ولأجل حرف الأنظار عن أصولهم الأجنبية التي ينحدرون منها، اخذو اتهام أغلبية المجتمع العراقي بالشر وكية بما تحمله من معاني الازدراء والتخلف والبدائية، والشعوبية والصفوية وغيرها من الأوصاف والنعوت غير الحقيقية، لقد دفع الشروكية أثمان باهظة نتيجة لتمسكهم بجذورهم العربية وأصولهم السومرية، ففي الحروب الاستعمارية كانوا أول المضحين وفي الحروب القومية هم أما جنود أو متطوعين، وفي حرب البوابة الشرقية كان نصيبهم مليون ضحية ، وفي حرب الكويت نصف مليون ضحية.
تغير الزمن وتغيرت الأفكار وتغيرت الأنظمة السياسية ولكن مع الأسف ، بقت هذه النظرة الدونية لأهل الجنوب ففي دوائر الدولة الشروكية دائما في المرتبة الاخيرة و الدراما غالبا ما تستخدم للهجة الجنوبية للسخرية والإضحاك، وان المثقف والأديب وحتى ألسياسيي الجنوبي هو في الحقيقة موظف عند السيد القادم من الموصل والرمادي وبغداد والنجف، ودائما ما تجدهم أما جنود أو شرطة أو خدم أو مرافقين أو سواق وأتباع وأنصار، سابقا باعو كل ما يملكون لكي يتسرحوا من الجيش واليوم يتطوعون للجيش، يضحون من اجل أن لايتقسم البلد.
في الآونة الأخيرة انتشرت الدعوة لإنشاء إقليم البصرة، نتيجة للظلم المقصود لأهل البصرة والجنوب بصورة عامة(الشروكية)، فلماذا المشاريع الخدمية متوقفة ومشاريع النفط والاستخراج تسير على قدم وساق وقد اجز اغلبها، والتعيينات من المحافظات الأخرى يتم تعينها في تلك المحافظات وأبنائها عاطلين، ولماذا تجبى أموال المنافذ الحدودية في المدن الأخرى لنفس تلك المحافظات بينما في البصرة والعمارة تذهب للمركز، ولماذا أموال مطار النجف تذهب لمحافظة النجف وأموال مطار البصرة تذهب للمركز، وان أكثر الذين يجاهدون اليوم داعش هم من أهل الجنوب ، وان أكثر الأرامل والمعاقين والشهداء وخدمة الزوار وأصحاب المواكب هم من أهل الجنوب.
فعلى أهل الجنوب التوحد وترك الانقياد وراء الآخرين ، وتخير القابضين على السلطة بين أمرين أما احترام إرادتهم ومنحهم حقوقهم في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية، بما فيها حصتهم من السفراء والقناصل والوزراء، والقادة والأمراء وتطوير مدنهم واستيعاب خريجي الكليات وشمولهم بالبعثات، أو التصرف مثل إقليم كردستان بان يتم الدخول والخروج إلا بكفيل والاستفادة من مواردهم وما يأتيهم من المركز فهو حصة مخصصة حسب السكان، فقد أنهكنا زمن التضحية الدائمة والنزف باستمرار فنحن نزرع ونكد بدافع الوطنية والغيرة العربية والعقيدة الدينية وغيرنا يأكلون ومع الأسف لايشكرون بل يطعنون!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما