الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياضة في زمن العولمة

بشير ناظر حميد

2015 / 1 / 6
عالم الرياضة


قبل أكثر من سنتين تكلمت في أحد المقالات عن الانحراف في المجال الرياضي الذي وصل إلى أقصاء الاخر من المجال الاجتماعي، وهنا وبعد حادثة استشهاد رئيس نادي النجف السابق السيد صباح الكرعاوي استذكرت هذا المقال واستذكرت الحديث الذي دار بيني وبين أحد الأصدقاء قبل أيام عن حال الرياضة في العراق، فمن خلال نظرية الممارسة الاجتماعية التي تحدث بها عالم الاجتماع الفرنسي بير بيرديو عن الفعل الاجتماعي وكيفية صدوره، فهو لا يمكن أن يكون إلا من خلال عوامل متعددة تراكمت من الزمن الماضي وتجمعت وخرجت الى المجال الاجتماعي هدفها الازاحة جزئياً أو كلياً من الفضاء الاجتماعي لتحقيق هدف أو اهداف معينة لمصلحة مجموعة محددة في المجتمع. فمن حادثة اختطاف الحجية وتصفيته مروراً بحادثة السيد محمد عباس مدرب الكرة في نادي كربلاء، وصولاً إلى استشهاد السيد صباح الكرعاوي، فضلاً عن عشرات الحالات التي شهدتها الساحة الكروية والسلوية من حوادث اعتداء على حكام واداريين وفرق بأكملها لتنتهي بمجموعة من العقوبات الفضائية –وأقول فضائية لأنها فقط في الاعلام وأن نفذت فهي فقط ضد ممن لا حوله لهم ولا قوة من الأندية-. وبعد كل حادثة في الوسط الرياضي يتهافت الكُتاب والصحفيين على الكتابة والادانة والشجب وبمظاهر وكلمات وأوصاف مختلفة هدفها تعديل مسار الرياضة العراقية والرقي بها نحو العُلا، ولكن للأسف فإن الكثير من الكُتاب والصحفيين هم جزء من المشكلة كونهم لا يسلطون الضوء في مقالاتهم وصحفهم وبرامجهم إلا على بعض الأمور هدفها تسقيط شخص معين وتلميع صورة أحدهم، وهنا لا بد من مراجعة حقيقة للصحافة الرياضية من قبل الجهات ذات العلاقة، ولكن السؤال: من هي هذه الجهات؟ إذا استثنينا وزارة الشباب والرياضة كون السيد الوزير حديث العهد في المنصب ورسائله الإيجابية من أجل خدمة الرياضة بشكل عام تتوالى علينا من خلال تصريحات وتطمينات ومؤتمرات ودعوات لترشيح اشخاص لتمثيل العراق في المحافل الاسيوية هم أهل للمسؤولية ولا يختلف عليهم أحد في الوسط الرياضي، فأننا نجد أنفسنا مجبورين لنصرخ بأعلى صوتنا: أين اللجنة الأولمبية من كل الذي يحدث، وما هو دور رئيسها الحمودي رعد فيما يحدث؟ فالحياة مواقف كما نعرف في لغتها اليومية وللرياضة أهل، ولكننا وجدنا أهلاً ولم نجد موقف ولهذا غابت الحياة وغاب معها الإنجاز وغاب الظهور في المحافل الدولية، كون أهل الرياضة هم أنفسهم غير مؤمنين بعملهم وبرسالتهم الرياضية، وأصبحت المشاركة كمية وغير نوعية في جميع الألعاب الجماعية والفردية، مع أنني مؤمن لو كان هناك دعم حقيقي وايمان صادق لتحقيق الإنجاز على المستوى العالمي على الأقل في الألعاب الفردية التي يكون فيها الإنجاز أكثر سهولة من بقية الألعاب الجماعية لحضر الإنجاز في العاب كثيرة، فلدينا مواهب في الرماية، ورفع الاثقال والسباحة، والقوس والسهم، وغيرها الكثير، فنحن مثلاً لا نفكر بأنجاز لاتحاد اليد أو السلة أو الطائرة، وحتى القدم اصبح بعد الإنجاز الاسيوي الفريد مجرد حلم، مع انني مؤمن بنظرية (نحن نحلم من أجل أن نحقق أحلامنا)، ولكن قادتنا الرياضيين لا يحلمون كون كوابيس المؤامرات ترهقهم(كوابيس التسقيط الرياضي). هنا وفي ظل هذه الظروف التي تمر بها الرياضة العراقية التي وصلت إلى حد الإبادة الرياضية وتصفية المختلفين في الرأي ديمقراطياً من خلال الانتخابات المحسومة مسبقاً، أو حتى جسدياً!!! كما حدث للشهيد الكرعاوي وما حدث قبلة من تهديدات لخبير اسيا العراقي، وما حدث قبلهم من اختطاف وقتل للحجية ولبحرية وغيرهم الكثير؟ وبغض النظر عن الأسباب فإننا بحاجة من اجل إعادة النظر في استراتيجية الرياضة العراقية في ظل وجود وزارة للشباب والرياضة داعمه للجميع، هدفها هو النجاح وتقديم شيء للرياضة العراقية، ولهذا الفرصة قائمة للجنة الأولمبية والاتحادات المركزية والأندية للاستفادة من هذا الانفتاح والتعاون وإعادة النظر في الكثير من الأمور، وأن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب، والاهم أن يكون مؤمن بما يعمل، فالإيمان يصنع الإنجاز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول سعودية تفوز بمنافسات كأس العلا.. قصة -شغف- ريما الحربي ب


.. أب أمريكي متهم بالتسبب في وفاة ابنه بسبب سوء المعاملة وإجبار




.. ولي العهد رئيس الوزراء يلتقي الملك تشارلز الثالث في جناح الب


.. الملاكمة المحترفة صوفيا نابت: حلمي أن أمثل المغرب




.. غولف من دون ملاعب.. كيف تطورت هذه الرياضة بالسعودية منذ فترة