الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعابات قاتلة

سوسن أحمد سليم

2015 / 1 / 6
الصحافة والاعلام


كتب الدكتور يوسف زيدان على متصفحه في الفيسبوك ..
"
الهوجة الإعلامية المروّعة للناس بكل سبب و بغير سبب : انتشار الإلحاد ، انتشار الداعشية ، عواصف الشتاء ، انعدام جاذبية الأرض ، حمى الخنازير و الطيور ، الجن و الاشباح ، الماسونية الدولية ، الكتكوت المفترس . . هي دليل خواءٍ تامٍّ في عقول الإعلاميين و من يتلاعب بهم كي يتلاعبوا بعقول الناس ."
ولستُ هنا في معرضِ إبداء الرأي في أحوال بلدي العزيزة مصر ، فأنا في كل الأحوال ضيفةٌ فيها ، ولايحق لي أن أتدخل حتى بالرأي في شأنها الخاص ، وكل ماأتمناه لها أن تبقى بخير ولاتطالها موجات الخراب الشامل الذي لحق ببلدي سوريا وغيرها مما نعرف من البلدان العربية ، لأني أعتبرها الآن ظهر العرب ، فلو خربت ، فعلى العرب السلام .
مالفتني في منشور الدكتور يوسف زيدان ، تلك المعلومة التي باتت معروفة ، والتي للأسف مازلنا نصدق كذبها ، ابتداءً من الجمرة الخبيثة التي رافقت بشدة وبلغت أوجها تزامناً مع أحداث الحادي عشر من أيلول ، وماقبلها ، وكل ماتلاها مما يشابهها في طريقة الإعلان عنها وتعميمها وتداولها بين الناس ،وتدويلها ، وإشغال بلدان بعينها بها . تلك التي استعملت أيضا كسلاح بيولوجي في كثير من الحروب الكبيرة منها والصغيرة ، حسب التاريخ ، وهنا لستُ أشير إلى نفي وجود أي من الجراثيم أو الفيروسات التي تصيب البشر والحيوانات على حد سواء لتصبح أمراض قد تكون قاتلة ، لكن لاجديد فيها سوى انتشار أخبار أوبئتها بين فينة وأخرى ، غالبا ماتكون مزامنة لحدث سياسي ..
كنتُ أعمل في هيئة طبية دولية ، أذكر في فترة ، أُعْلِنَ عن انتشار مرض انفلونزا الطيور ، خبراً استغرقَ الواقع هرجاً ومرجاً بين الناس ، وماعادَ يدور بينهم حديث أو يوجهون اهتمامهم على الأغلب إلا إليه .
حينها ، كانت الهيئة التي أعمل بها ، من ضمن بعض المراكز الصحية التي عنيت أن تجلب اللقاح المضاد لانفلونزا الطيور للعاملين فيها ، وزرقهم بهِ ، لمن أرادَ أخذه طبعاً ، كونهم الأكثر تعرضاً للعدوى بسبب اتصالهم المباشر مع المرضى ، في الوقت الذي دفع الكثير من الناس مبلغ كبير للحصول على هذا اللقاح ، التي حتماً أنتجته / برأيي / جهة مستفيدة مادياً ، وربما هي التي أذاعت صيت انتشار فيروس الانفلونزا ..
كنتُ من الذين أخذوا اللقاح ، ليكون نصيبي منهُ ، أن أكون طريحة الفراش لمدة خمسة عشر يوماً ، وأنا لاأدري بأي قيروساتٍ مضعفة زرقت ، وكذا أغلب الذين أخذوا اللقاح .
الفترة كانت شتاء ، وكانت أغلب الناس تصيبها الانفلونزا ، العادية طبعاً ، والانفلونزا العادية هي من أخطر الأمراض رغم استبساط الناس لها ، ومن الممكن جداً أن تكون قاتلة . في مضاعفاتها.
منشور الدكتور يوسف زيدان ، ذكرني أيضاً بفيلم لطيف جداً ومعبر ، هو طباخ الريس ، الذي تدور أحداثه حول شخصية متولي / الفنان طلعت زكريا / وهو طباخ شعبي في حي من أحياء القاهرة الشعبية ، يلتقي بهِ ذات يوم رئيس الجمهورية / خالد زكي / ولم يكن له تسمية في الفيلم ، فيتخذه طباخاً خاصاً لهُ ، ليمثل لديه نبض الشارع وشكل حياة المواطن العادي ، وينقل لهُ أخبار الناس من أرض الواقع بعين الإنسان العادي لا المسؤول ، لينتهي الفيلم ، بمؤامرة ممن يحومون حول الرئيس ومصالحهم تتعارض مع نقل هذه الصور الواقعية ، التي يقوم بنقلها متولي ، يلفقونه تهمة ، تفقدهُ عمله ، وتفقد الرئيس التواصل مع نبض الشارع ..
المفارقة المتعلقة بحديثنا ، هي ، يوم قرر الرئيس أن ينزل إلى الشارع / وهو اليوم الذي التقى فيه بمتولي واتخذه طباخاً له ، وناقلاً للأحوال العامة ، ليكون على اطلاع بما يحصل خارج القصر الجمهوري / نزلَ ليجد شوارع مصر تكاد تكون فارغة تماماً من الناس ، مماغيب عنهُ قصدهُ في أن يرى شكل الحياة العامة بين الناس العاديين ، بعيداً عن أروقة السياسة ، ملتصقة بكل تأثيراتها ، وحين وجد الشوارع خالية ، اتصل برئيس مجلس الوزراء ، ليقول له : / انت رحت بالتمانين مليون فين ؟ / ..
في معرض الفيلم ، نرى بعد قرار الرئيس بنزولهِ إلى الشارع ، اجتماعات ، تمخض عنها قرار ، بإعلان ذاك اليوم / الذي سينزل فيه الرئيس إلى الشوارع ويتواصل فيها مع الناس مياشرة ودون مرافقة /يوم ، سيحدث فيه كسوف للشمس ، مما سيؤثر سلبا على أعين وصحة الناس ، ونصيحتهم بالتزام بيوتهم ، وعدم الخروج ، وإعلان ذاك الخبر عبر كل وسائل الإعلام ..
وكم من الأخبار المشابهة ، عطلت مصالح الشعوب وغيرت مجرى أحداث التاريخ ..
ويبقى اللوم ، على الضمائر الإعلامية ، وكل مثقف باعَ ضميرهُ للسياسة ، ورضي بأن يكون طرفاً ، ممن يتلاعبون بمصائر الشعوب .
المثقف ، ضمير عليهِ أن يكون عارياً ، إلا من الضمير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني