الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساتذة جامعيون منتجون لقيم التخلف العلمي

حسن البوهي

2015 / 1 / 6
كتابات ساخرة


ابن المقفع: من دام كسله خاب عمله
لا يكاد يختلف اثنان في أن أساتذة التعليم الجامعي من اللبنات الأساسية التي لا غنى عنها لتشيد صرح التقدم والنماء، وحجر الزاوية لبناء مجتمع المعرفة لما تزخر به من أسس علمية ومدارك فكرية، وإن كانت طبيعة هذه الفئة ومحدداتها التكوينية تختلف من بلد لأخر وعلى أساسها تتوزع بلدان العالم بين دول متقدمة وأخرى متخلفة، وإذا كان أساتذة التعليم الجامعي في مجموعة من البلدان الأوربية و باليابان والصين وأمريكا وكوريا الشمالية.. قد أسهموا في إنتاج قيم التقدم العلمي وفي تخريج أفواج من الشباب المؤهلين، الذين ساهموا بشكل فعال في نمو وتطور بلدانهم لتعتلي سلم الإبداع والتقدم بين بلدان العالم، فإن عينة من أساتذتنا الجامعين على النقيض من ذلك يسيرون في الاتجاه المعاكس ماضون في إنتاج قيم التخلف الفكري وإذا خاطبهم المرء أو ناقش بيداغوجيتهم العقيمة "قالوا: إنما نحن مُصلحون" وأمطروه بوابل من الصفات القدحية، وقالوا في حقه ما لم يقله الإمام مالك في الخمرة، إنهم عينة خاصة من الأساتذة الجامعيين الذين أكل الدهر على محاضراتهم وشرب على بيداغوجياتهم المتجاوزة التي تبعد عن آليات التلقين الحديثة بالعشرات من العقود إن لم نقل بالقرون، فعدد من أساتذتنا بجامعة القاضي عياض لا يجدون حرجا في تكرار محاضرات متقادمة عفت عنها المستجدات العلمية، والبعض الأخر لا يندى له جبين وهو يستنسخ بالنقطة والفاصلة أعمال الآخرين من دون أن يشير إليها من قريب أو من بعيد ويتبناها على أنها من بنات أفكاره وحصيلة اجتهاده (المفقود)، والبعض من أستاذتنا يلجأ إلى الترهيب النفسي للطلبة لكي يتجنب مشاكسة أسئلتهم التي تُعرّي هشاشة معارفه وضعف مواكبته للمستجدات العلمية والفكرية، التي أضحت تتجدد بوثيرة سريعة نتيجة ما بات يعرف ب"تدفق المعلومات"، كما أن البعض منهم يستأسد داخل الفصل ويرغد ويزبد ويُسوق صورة الكمال على شخصه وأنه جاء بما لم يأت به أحد من قبله، في حين أنه لا يحضر ندوات علمية ولا يكتب مقالات علمية ولا تصدر له مؤلفات، كم كانت سخرية الأقدار مؤلمة ومضحكة حد البكاء عندما كانت أستاذة لنا تشرف على مادة "النهضة الأوربية بشعبة التاريخ تشرح المبادئ التي جاء بها رواد وفلاسفة عصر الأنوار وفق منهجية قمعية لأدنى تساءل منا أو تعقيب لنا، حصص هذه المادة كانت هيتشكوكية بامتياز ويمقتها جميع الطلبة آنذاك بسبب الأسلوب القمعي والفج لهذه الأستاذة التي كانت تقدم صورة عن نفسها على أنها نموذج للمرأة المغربية المتحررة المؤمنة بقيم الحداثة، في حين أن منهجيتها البيداغوجية كانت موغلة في التخلف والرجعية وكان معها فكر "ديدرو" "فولتير" مونتيسكيو" يتعرض للجلد والتشويه، لم يكن أحد يستطيع أن يشاكسها علميا أو يختلف معها رغم زلاتها وهفواتها المعرفية التي لا تعد ولا تحصى، بل كان أغلب الطلبة يتصنعون مجاراتها لكي يتقوا شر انفصام شخصيتها الفكرية التي قد تمتد إلى تصفية الحسابات من خلال عمليات التنقيط، . إنه غيظ من فيض تجليات منطق بيداغوجي قاصر لأساتذة جامعيين يغردون خارج سرب النظريات التكوينية الحديثة، ويصرون على معاكسة تيار الإصلاح، لأنهم لم يستطيعوا مواكبة موجة التغيير التي فرضتها مستجدات الألفية الثالثة، ولعل الأستاذ "عبد الله العروي" عندما كان يتحدث عن تحديث الذهنيات كشرط ملزم لتحقيق مرحلة الولوج إلى الحداثة كان يقصد هذه العقليات التي توقف نموها الفكري في مرحلة مُبكرة، واتخذت من منطق بيداغوجياتها التقليدية أداة للدفاع عن نقائصها الذاتية...وطبعا هذه الفئة لا تمثل كل الأساتذة الجامعيين ولا تنطبق سلبيات أدائها الوظيفي على جميع الأطر الأكاديمية التي أبان البعض منها على دراية واسعة بالمستجدات العلمية وقدموا العديد من الانتاجات العلمية التي حفظت ماء وجه المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل