الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة في يوم الجيش العراقي

راغب الركابي

2015 / 1 / 7
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية




في الذكرى السنوية الرابعة والتسعين لميلاد جيشنا الباسل وقواتنا المسلحة ، أقدم التهنئة والتحية لكل الضباط وضباط الصف والجنود والمراتب في كل المواقع وكل الساحات ، وأحيي فيكم روح الشجاعة الإقدام وروح التضحية والإيمان الذي يكبر في نفوسكم كل يوم ويزداد رسوخاً وتجذراً و إصراراً على مواجهة كل التحديات وكل الصعاب التي تفرضها قوى البغي والعداون ، لتنال من إرادتكم وعزيمتكم ومن إرادة العراق وعزيمة شعبه وهويته ووجوده ، وإنني فخور وسعيد بكم وبتضحياتكم الكبيرة برغم كل عوامل التعرية والتشويه التي تطال عملكم الوطني النبيل .

أيها الأعزاء في قواتنا المسلحة :

أعلموا إنكم هذه المرحلة من تاريخ العراق لكم الريادة ، ولكم قدم السبق في تحقيق الأمن والإستقرار وبناء الدولة المنشودة ، وعلى كاهلكم تتوقف حرية شعبنا وسلامة أراضيه ووجوده من التثليم والتقسيم والبعثرة المقصودة ، وإنكم مسؤولون أمام الله والتاريخ على هذه الأمانة ، في تحصين العراق من كل شر يُراد له ويُحاك ضده ، إن إيماننا بكم وثقتنا بأن النصر سيكون حليفكم في حربكم المقدسة هذه على الإرهاب وعلى الجريمة المنظمة ، وإيماننا هذا ثابت وراسخ وأكيد ولن تزعزعه كل تلك الأصوات النشاز التي تشكك تارةً وتتهم أخرى ، لأنكم أبناء الوطن المخلصين الذين جئتم من كل تضاريسه ومكوناته وولاءكم وتضحياتكم له ومن أجله خالصةً ، ولقد أثبتت الأيام ذلك ودلت عليه ، وحين أتكلم عن النصر من خلالكم لا أتحدث عن أماني أو إرتجالات ، بل أتحدث عن إيمان وعن يقين بأن النصر سوف يكون حليفكم ، وأنتم تعدون العدوة وتتهيئون ليوم الحسم والبشارة ، ذلك اليوم الذي سيكون شاهداً على إنتصار الإنسان الحر في العالم أجمع ، وإنتصاركم سيكون إنتصاراً لكل عراقي حيثما كان وكيف كان .

إن المقاتل العراقي مشهودا له بالكفاءة والشجاعة والإقدام في كل منازلة نازل فيها الأعداء لأنه حين يؤمن بقضيته لا يهاب الموت ، وفي ذلك لا نقول كلاماً جديداً بل توكيدا على حقيقة يعرفها الجميع ، وكلامنا هذا ياتي وسباق تطهير الجيش من بقايا النظام البائد يجري في سياق و وتيرة مدروسة ، مضافاً إليه روح المرونة والتكتيك التي يتمتع بها رئيس الوزراء وهي عامل هام في دفع وتحضير المقدمات ليكون النصر حاسماً ومؤثراً ، والجيش العراقي حين يقاتل عصابات داعش ومن حولها ، يُقاتل معه كل الشعب تحت رآية الحشد المنصورة والتي فجرت في ضمير كل حر معنى الغيرة والعزيمة والإصرار والدوام في ملاحقة المعتدين حتى هزيمتهم .

أيها الأعزاء : إن الجيش العراقي تنتظره مهاما وطنية كبيرة ليس أقلها تثبيت حدود الدولة القطرية المعروفة وحمايتها ، وحماية مؤوسسات الدولة ، والحرص على الإنتقال الطبيعي والسلس نحو الدولة المدنية الديمقراطية بعد التخلص من الفكر الطائفي ونظام المحاصصة البغيض ، وكما قلت في السابق كلما طورنا ونمينا وشجعنا الثقافة الوطنية وغرسناها في النفوس ، كلما جهزنا جيشنا ليكون في الطليعة في إنجاز المهام الوطنية الفذة والقاهرة ، وهذا الذي نتوقعه منه حين يتم هزيمة الإرهاب والمحرضين عليه وعلى العدوان .

وإنني في هذا اليوم أتابع بلهف وشوق تقدم قواتنا في المواقع التي يخوضون فيها نزالات ومعارك ، لا تخُتصر على تحرير القرى والمدن والقصبات ، بل هي تحرير للإنسان العراقي من الخوف ومن الإنكسار ومن الوهن ومن التفكك ، وهي تحرير لإرادته لتخرج من عباءة الطوائف والأقبية والزوايا الحرجة ، لتكون من أجل الوطن كل الوطن ، وهنا يكبر الأمل وتكبر الطموحات وتهون التضحيات ، ففي نصركم إنقاذ لقيم العراق الروحية والإجتماعية من التمزق والتزييف الذي روج له العقل المتخلف والمتعصب ، وإنه لشرف عظيم أن يقوم الجيش العراقي بكل هذه المهام الوطنية الكبيرة ، ولهذا سنكون معكم في كل الظروف وسنعمل على توجيه الرأي العام العالمي لدعمكم وتشجيعكم ، لأنكم إنما تحامون عن الحضارة والتمدن والرقي ، فلكم التحية خالصة ولكم التهنئة حرة ، ولشهدائكم المجد والعز والخلود ، وثقوا إنكم النور الذي يطرد دياجير الظلام التي زحفت إلينا من بعيد فدنست أرضنا وكرامة شعبنا ، فلكم النصر دائماً ولأعدائكم الذل والهوان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza