الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تتكون الفرشة المائية طبيعيا؟

عبد الله بوفيم

2015 / 1 / 7
الادارة و الاقتصاد



الذي لاحظته من تتبعي للثقوب الطبيعية في الأودية والتي تتكون من خلالها الفرشة المائية هو أنها في الغالب تكون في جنبات الأودية وقد بحثت لأعرف كيف تتكون تلك الثقوب التي ينفذ منها الماء لباطن الأرض ويكون مجاري وقنوات مائية يستفيد منها الإنسان ومنذ آلاف السنين عبر الحفر عليها أو خروجها للسطح من قوة الماء طبيعيا.
الكثير من الأشجار تكون لها جذور يصل قطرها أحيانا إلى أكثر من ثلاثين سنتمتر وتنفذ في باطن الأرض لأكثر من ثلاثين متر.
عمر الأشجار في الغالب لا يتجاوز عشرات السنين وحال تموت شجرة كبيرة في جنب الوادي فإنها بالطبع تخلف جذورها التي تتسوس وتصبح هشة ويبقى مكانها قناة نافذة لعمق الطبقات الأرضية وحال جريان الوادي ينفذ الماء من مكان تلك الجذور لباطن الأرض ومع الزمن يكون قناة في طبقة هشة بين طبقتين صلبتين ينفذ منها الماء .
تبحث جذور الأشجار غالبا في جنبات الأودية عن القنوات المائية لتمتص منها الماء وبذلك تنهل منها وحال موت تلك الأشجار تتكون ثقوب مائية جديدة تزود بالماء الفرشة المائية التي كانت تشرب منها الشجرة .
كلما تكررت العملية الطبيعية توسعت القنوات المائية في باطن الأرض وتكونت معها مع الزمن بحيرات مائية كبيرة جدا في باطن الأرض حيث يتولى الماء إذابة الملح مثلا في باطن الأرض لحين يترك مساحة تتجاوز مساحة أكبر السدود في العالم.
يحتل الماء في باطن الأرض مكان الطبقات الملحية ومكان العديد من المعادن الهشة التي يحملها الماء ويحفر في تلك الطبقات الهشة مكونا فراغا كبيرا يملأه الماء وهو ما يزودنا بالماء طيلة السنوات حتى من غير تساقط المطر.
لكي يتكون ثقب مائي طبيعي يلزمنا حوالي مائة سنة أو أكثر, والفرشة المائية في المغرب كما في العالم هي التي تضمن لنا أكثر من 70في المائة من الماء للفلاحة والشرب, لكننا لا ننفق من أجل الفرشة المائية درهما واحدا, رغم يقيننا أننا نستنزف المخزون الذي يمكن أن تعيش به الأجيال القادمة.
تدارك الأمر جد سهل ويمكننا وفي كل وادي إحداث عشرات الثقوب وكمثال يمكننا بميزانية سد كبير محددة في حوالي مليار ونصف المليار درهم أن نحفر ثقوب بقطر متر واحد وعمق 100 متر مزودة بمصفاة يصل عددها إلى خمسة آلاف 5000ثقب مائي.
كل ثقب مائي يمكنه في الثانية وحال جريان الأودية ضمان متر مكعب من الماء وفي السنة الواحدة سيضمن حوالي 400ألف متر مكعب من الماء, معناه أن 5000ثقب مائي ستضمن حوالي ملياري متر مكعب من الماء كل سنة.
لانجاز سد يلزم حوالي عشر سنوات وأكثر ما بين الدراسة والانجاز في حين أن إحداث 5000 ثقب سيحتاج أقل من سنة واحدة وستعطي المردودية مباشرة بعد الانجاز.
عمر السدود محدود جدا لكونها تعرف التوحل بنسبة مهمة كل سنة وتكلفة تنقيتها جد باهظة, يمكننا بها إحداث المزيد من الثقوب المائية, في حين أن الثقوب المائية المزودة بالمصفاة تزداد فعاليتها مع مرور الزمن وتتوسع مع الزمن وعمرها غير محدد بل دائمة ومستمرة إلا أن يشاء الله رب العالمين.
لهذا أرى أن اعتماد سياسة السدود يمكن أن يصبح من الماضي, لأن بناء السدود لا يضمن الماء للجميع لأنه بعد جمع الماء يلزم مبالغ خيالية لإيصاله للمستفيدين منه, في حين أنه في الفرشة المائية يصل الماء للجميع مجانا وفي قنوات محفوظة آمنة.
مد القنوات لإيصال ماء السدود للمدن يكون مهددا في الغالب بالكثير من المخاطر أقلها جريان الأودية التي تفسد قنوات المياه وبالتالي حرمان مدن وقرى من الماء لأيام أو شهور أو أحيانا.
كانت الحاجة للسدود ماسة, لكونها كانت تساهم بنسبة من الكهرباء, لكن حاليا انتشرت الطاقات المتجددة وتوجد أيضا إمكانية استغلال الطاقة المجانية التي ننتجها من الريح المولدة بالسرعة وهي طاقة أرخص وأضمن وأقوى وأسلم من الطاقة النووية نفسها.
في هذا الفيديو شرح مبسط لطريقة إنتاج الطاقة المجانية من الريح المولدة بالسرعة https://www.youtube.com/watch?v=9BtAKwLKHQ0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24


.. الرئيس الفرنسي يحث الاتحاد الأوروبي على تعزيز آليات الدفاع و




.. تقرير أميركي: طموحات تركيا السياسية والاقتصادية في العراق ست


.. إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز




.. خبير اقتصادي: الفترة الحالية والمستقبلية لن يكون هناك مراعي