الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقصة

حنان فاروق

2015 / 1 / 8
الادب والفن


الرقصة مازالت في بدايتها ..هكذا أشعر وأنا أرسم التانجو لأول مرة..أبتعد قليلا ثم بكاميرا الموبايل ألتقط صورة وأرسلها..
-(ساقا الراقص ووقفته مضبوطة جدا..انحناؤه على راقصته أكثر من رائع ربما فقط ذراعه ويده اللتان تحتضنان ذراعها ويدها اليمنى ترتفع أكثر من اللازم ..وقفتها أيضا...لا لا..وقفتها غير مضبوطة مطلقا..ساقها ليست فى المكان الصحيح وحميميتها غير موجودة بالمرة كأنها تتدرب..حتى لو كان تدريبا..ساقاها ليس في وضع صحيح...وانحناؤها واقترابها يحتاجان مراجعة)
-سأفعل
-ستكون لوحة رائعة..أظن ذلك
-شكرا لاهتمامك
-شكرا لاهتمامي؟
ماشي :)
تحاول أن تبدو مختلفة..تتخفى وراء اهتمام مقنن واتزان مصطنع..أعرف أنها ليست كذلك..حساسيتها لا تشبه أبدا ماتبديه هي من حكمة وعدم اندفاع..ربما كرامتها مثلا هي التي تدفعها لهذا السلوك الظاهري الهاديء؟.. غبية..فقط لو تطاوعني..أنا لا أريد شيئا بالمرة.. أو..أريد ولكن بلا ضغوط..عمري لم يعد يحتمل المشاعر المتقدة والبكاء والفراق والحزن و....هي تريد حبا..وغراما ونيرانا وفرحا ودموعا ولوعة وأنا قلبي لم يعد يحتمل كل هذا..أريد صحبة هادئة..وشيئا من السعادة..ومتعة..من منا لايريد المتعة..لو فقط تتخلى عن غباء الأنثى..لكنه حقها ربما....لا.. ليس كذلك..عندما عرفتني كانت تعرف جيدا أني أقترب من الخمسين ..لم أكذب عليها..لقد ظنتني أكبر..ربما لهذا الانطفاء الذي أعرفه في عيني منذ زمن بعيد..أعرف أن سنين عدة تفصلنا..فهي في بداية الثلاثينات مازال العمر أمامها وإن حاولت أن تبدو أكبر لتجلس بجانبي..بجانبي؟..ولم أنا بالذات..ربما هي تبحث عن رجل والسلام..رجل يهدهد أنوثتها ويفرغ جنونها بعد أن مات زوجها ولم يعد باستطاعتها الزواج من آخر حتى لا تسلبها عائلة زوجها حضانة أولادها الذين لاتستطيع العيش بدونهم..لكن أليس أمامها عروض أكثر إثارة مني؟لماذا أنا؟ إنها جميلة..وحية..وراقية..تقول أنها تحبني..وأعرف أنها ربما تبالغ..وربما تريد فقط أن تعيش الحالة...
ألتفت إلى اللوحة ثانية..
ماكل هذا الغرور..أتظن نفسها فنانة..لماذا تتكلم بهذا الصلف كأنها مدرسة أوأستاذة..ماالذي حشر أنفها في الفن أصلا..هي ليست أكثر من ربة بيت مثقفة بعض الشيء..تقرأ كثيرا ربما.. تلتقط كلمة من هنا وكلمة من هناك وتوهم الجميع بأنها...لا لا..هي مثقفة بالفعل..هي محترمة جدا..
أبتعد عن اللوحة بعض الشيء أنظر لها من بعيد:
أحرك رأسي لأراها من زوايا مختلفة..
(يبدو أن لديها حق)..ساقا الراقصة بالفعل ليستا كما أريد..خطوة التانجو لديها ميتة..فضلا عن الوضع الخاطيء أصلا لوقفتها..انحناؤها أيضا بارد...ليس كانحناء شريكها..هو أقرب..أكثر حنانا...
أمسك بريشتي وأبدأ التعديل..أمحو ساقي المرأة وأحاول أن أجعلهما أقرب..أكثر تناغما والتحاما مع ساقي شريكها..
أبتعد قليلا
لا لا..سأعيد اللوحة ككل
لكن الرجل رائع....خسارة..
يدق الماسنجر..أجد علامة استفهام..ونقطتين..
أكره الألغاز..لماذا لانعيش حياتنا ببساطة دون تعقيد..لماذا نحاول ان نضع عناوين صعبة لأحداث سهلة؟...
أحب صحبتها..أحب دلالها وغنجها حين أشاكس مشاعرها.. و نظرة عينيها حين أبحث فيهما عما يرضيني ..أحب هروبهما حينما أطالبها بالمزيد..تسعدني اشتعالة النار في دمي حين أمس يديها..وجهها..حين أطوقها بذراعي..لكن كل هذا لايعني أني أحبها..لماذا لا نكتفي بهذا؟ لماذا؟
يدق الماسنجر ثانية..
-هل انتهيت؟
-كلا..لن أكملها
-لم؟
-أحب رسم الطبيعة أكثر..تفتنني..
-لكنها..........
عموما براحتك..(دي حاجة ترجع لك)
-سأنزل الآن..لدي عمل..
أرى (seen) .. دون رد..
أبتعد عن اللوحة ثانية ..أتأملها بلا رضا..أنزعها عن الحامل في ضجر ..ألتقط أخرى بيضاء تماما.. وأبدأ من جديد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس