الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيره جداً - الصديق

ماجد عايف

2015 / 1 / 8
الادب والفن


الصديق
بالامس جائني هذا الصديق وهو نفسه الذي جائني قبل أسبوع ،وهو الذي سيأتي بعد أسبوع.. لا خلاص منه، ليس كأنه قدري ، بل بالضبط هو قدري نفسه . بدون سابق إنذار يقتحم عالمي الخاص كأي شرير يعبث بحاجياتي ، ينشر الفوضى في كل مكان ، متلطخ بالخمرة دوماً ، يتثائب فوق سريري يقاسمني حتى الرغيف الوحيد الذي أسد به بالكاد رمقي . في أحياناً يستعير مني هدوئي يتقمص شخصيتي ،يشوش عليَّ أفكاري ،اي ٌمنا هو الآخر ، لا أعرف بالضبط ، هل أنا الصديق أم صاحب الدار...
اليوم بعد منتصف الليل أوقظني بطرقه العنيف على باب غرفتي ، فقدت توازني لأن الطرق قذفني خمسة امتار عن السرير ، وبسرعة فتحت له الباب وقلت :
- ألا تخاف الله، أنت الموقظني في الليل؟؟
لم يترك أي زمن بيننا وبسرعة البرق غمس إصبعه في خاصرتي وهو يصرخ:
- أنا المنقذ...!!! ليستيقظ هذا العالم من سباته ...وليسمع وصاياي ... أنا المنقذ...
لم أبال بخطبه الرنانه ...تركته على حاله يهذي ، بعد قليل غط في سبات عميق ، وغاب كأنه شبح ، تركته يخرج بشبحيته ظناً مني انه يسخر . فتحت شبابيكي للشمس . في دورة الزمن الرهيبة بحثت عن صديقي هذا، لم اجده ، كيف سأعيش بدون نكده ، وصراخه وعبثيته ، وطرقه العنيف ، لا تستقيم حياتي إلا بالعثور عليه. سألت عنه كل من يعرفه،لا جواب يشفي قلقي عليه. سألت عنه كل الطرقات التي خمنت إنه سار فيها ،بحثت عنه في الجهات الأربع ليتني اجده، قضيت كل عمري كأنني كنت أبحث عن سراب ... ،فشلت لم أعثر عليه مطلقاً ،بعد هذا العمر الذي قضيته في تتبع خطاه ،يأست، صحيح اني عشت بهدوء مصطنع ،لكنه كان بالنسبة لي هدؤ مزيف ، فشلت وها أنا محطم يعتريني اليأس والقلق ، واسمع أصوات لا يسمعها أحدٌ غيري ... الآن أكتشفت سر اللغز العظيم ، كنت لا ابحث عنه هو ، كنت أبحث عن المنقذ فيه...يبدوا لي الآن إنه جزء من حل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد