الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر تجار الفتوى

محمود حافظ

2015 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


هل هناك أحد فى مصر او فى المنطقة العربية ينكر إننا أصبحنا تحت رحمة تجار الفتوى لمدة أربعة عقود سابقة وتحديداً بعد إنتهاء الحرب مع الكيان الصهيونى العدو أمس واليوم وغداً خاصة بعدما رفعت الحرب فى 1973 م أسعار النفط وتكالبت الهجرات على دول الخليج خاصة السعودية هذه الهجرات التى أخذت معها الخبرة المصرية تحديداً ومعها السورية واللبنانية إضافة إلى أبناء فلسطين المحتلة وأرستها فى بلاد الخليج سواء فى التعليم او فى الصناعات ولكن هؤلاء الخبراء ولحرصهم على البترو دولار رجعوا إلى بلادهم محملين بالفكر البدوى الصحراوى الوهابى ورجع معهم من يفتى بهذا الفكر حتى راينا هذه الغزوة من الفكر القكر الصحراوى الوهابى على نظام حياتنا وقد ساعد البترودولار على إتاحة مساحة كبيرة من المنظومة الإعلامية فى الفضاء التليفزيونى وإنتشار قنوات الفتوى الوهابية وصناعة شيوخا لها هم فى غير تخصصهم ولكنهم بفعل الدولار المنهمر اصبحوا يتحدثون ويصرفون ببذخ ومنهم من يحمل إجازة فى علوم التجارة او فى علوم الآداب أو فى الألسن أو فى الطب فرأيما الدكتور يتحدث فى الفتوى وخريج الألسن خبيراً فى الحديث وخريج التجارة يملأ القنوات الفضائية صراخاً بأفكار وهابية متطرفة حتى الأزهر الشريف قد تم إختراقه بواسطة بعض شيوخه الذين زادت حمولتهم من الدولارات الوهابية وأدخلوا فى البرامج الأزهرية ما هو بعيد عن الفكر الوسطى الإسلامى ورأينا فى المناهج الأزهرية فيما يدرس لطلبة الثانوية الأزهرية من افكار تحض على القتل والشى واكل لحوم البشر وفى النهاية لهذه الأفكار طلت علينا الجماعات الإسلامية النابعة من رحم جماعة الإخزان المسلمين ثم طلت علينا برأسها القاعدة ثم طالبان وأخيراً داعش والنصرة وأصبح الذبح والقتل والسبى وإغتصاب النساء وبيعهن صفات يتصف بها هؤلاء الذين يرفعون راية الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام .
فإذا كانت داعش والنصرة وغيرهما نتاج هذا العصر الذى نعيشه بما فيه من قمة العلم والتكنولوجيا فى العلوم الطبيعية والفلسفية فى حضارة الراسمابة الحديثة فهنا لابد من القول ان من يهيمن على الحضارة الحديثةة هو الذى يسمح بظهور هذه الجماعات بذات الأفكار البالية قدماً .
لقد رأينا فى سابق العهود وفى قمة الحضارة ماقبل الراسمالية وفى فترة إزدهار الحضارة الإسلامية هناك من قام بتكفير وقتل وحرق فلاسفة هذه الحضارة انطلاقاً من مبدأ من تفلسف فقد تمنطق ومن تمنطق فقد تزندق هذا هو دستور أئمة الفتوى قديماً وحديثاً ومن خلال هذا الدستور حرقت كتب ابن رشد كما قتل ابن المقفع حرقا وكذلك تم تكفير كل فلاسفة عصر التنوير الإسلامى كالكندى والفارابى والجاحظ والمعرى وغيرهما بواسطة شيوخ الفتوى والإسلام أمثال ابن تيمية وابن القيم الجوزية والتى مازالت كتبه تدرس فى المناهج الأزهرية وابن الصلاح .
كما قام هؤلاء انفسهم بتكفير رواد العلوم الطبيعية فى مجال العلوم والطب كإبن سيناء وابن حيان وابن الهيثم والرازى وغيرهم من العلماء .
أيضاً فى ظل هذه الحضارة الحديثة حضارة الغرب تسمح بإعادة إنتاج هؤلاء المفتيين وكما ذكرنا فإن مناهج الأزهر يظهر فيها كتبهم وفتاويهم .
وهنا لابد من سؤال يطرح لماذا هذا الإصرار من حضارة الغرب على إعادة إنتاج هذا الفكر التكفيرى وأعتقد أن الإجابة واضحة جلية وهى محاربة النهضة فى هذه البقعة من العالم لما تحمله من ثروات فى باطن أرضها وبما تحمله أيضاً من إرث حضارى فكان لابد من إثارة الغرائز والنعرات بين ابناء الأمة لتقسيمها بما وصفته هذه الحضارة بواسطة الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد .
الأن نحن فى حالة إقتحام لعصر جديد امة عربية جديدة ومصر الجديدة رائدة الأمة هذا الإقتحام لابد له من مواجهة هذه الأفكار الهدامة وإستعادة الفكر التنويرى بفلاسفة عصر تنوير جديد وعلماء فى الطب والعلوم والهندسة والمعلومات يقضون على هذه الخرافات التى جعلت مفتى كإبن باز يكفر من يقول بكروية الأرض ودورانها حول الشمس .
لدينا المنطلقات وأهم هذه المنطلقات إقتحام الحضارة الحديثة ولنا فى كلمة الأمام محمد عبده دليلا ونبراساً حينما قال رأيت إسلاماً فى أوربا بدوم مسلمين ولدينا مسلمين بلا إسلام هل وضعنا هذه العبارة أو القاعدة الفلسفية فى مقابل من تفلسف فقد تمنطق ومن تمنطق فقد تزندق فقاعدة إمامى الفتوى تحض على كراهية العلم سواء كان إنسانياً أو طبيعياً ورأينا كيف فعلت هذه الفتوى قديما بعلماء الإسلام وحديثاً بواسطة داعش والنصرة وأخواتهما أما قاعدة الإمام محمد عبدة فى الحديث عن إسلام أوربا بلا مسلمين فهو هنا يقصد مظاهر الحضارة الأوربية من حيث التقدم العلمى وعصور الإزدهار الحضارى والثقافى والحرية المسؤولة فى كل مناحى الحياة وما شمله من إطلاق العفد بإحترام الإنسان وحرية وحقوق الإنسان وهى حماية الإنسان المبدع فى العلم والفلسفة وتقديره والإعلاء من شانه لقد فعلت الحضارة الأوربية مافعله فى الحضارة الإسلامية قبلاً كل من هارون الرشيد وولديه الأمين والمأمون فكما قام هؤلاء الخلفاء بالإستفادة من الحضارات القبلية وترجمة علومها وسجن كل من عارض ذلك من المفتيين كذلك فعلت الحضارة الحديثة بنقل التراث المنتج فى الحضارة الإسلامية والإضافة إليه وهكذا كانت رؤية الإمام المجدد محمد عبده للحضارة الغربية وثقافتها ذات الجذور العربية فأوريا لم تنطلق إلا بعد القضاء على شيوخ الإفتاء فى الكنيسة الأوربية كذلك انطلاقتنا العربية والمصرية خصيصاً لن تحدث إلا بالقضاء على شيوخ الإفتاء من أنتجوا داعش والنصرة وتجديد الفكر الدينى والإتجاه به نحو المنطق العلمى والعقلى الذى يحض على العلم والإنتاج العلمى لصالح البشرية العربية نحن هنا تحديداً وبلا مواربة نقول إننا لابد أن نقف فى وجه من يريد إستغلالنا وسرقة مواردنا ويجعلنا أسرى لأمثال داعش والنصرة فكما إعتمد المستغلون والمغتصبون على إعادة إنتاج فكر دينى متطرف يلهينا عن مكتسباتنا علينا الآن أن بكافح هذا القديم ونعمل على ولادة فكر دينى جديد يعتمد على التجديد والإستنارة بمثل ماقدمه الإمام المجدد محمد عبده من قاعدة غاية فى الأهمية أن مظاهر الحضارة الحديثة هى تماماً ما يحض عليه الدين الإسلامى ولهذا كانت قولته رأيت إسلاما ممثلاً فى الحضارة الأوربية ولكن بلا مسلمين فهل نرى فى تجديد الفمر الدينى إسلاماً مصرياً عربياً بمسلمين يحافظون على حضارتعم وثقافتهم وثرواتهم إنها إنطلاقة مصربة نحو تجديد الفكر الدينى ربما يعمل العرب بكل ثرواتهم التى ذهبت لتهدم الحضارة الإسلامية فى توجيه هذه الثروة ولو جزء منها نحو تجديد الفكر قبل طغيان داعش والنصرة بواسطة الرأسمالية العالمية على المقدرات العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرية الطلب والعرض
زرقاء العراق ( 2015 / 1 / 9 - 00:16 )
لا ادري لماذا نلوم تجار الفتوى في حين ان نظرية الطلب والعرض تقول بأن زيادة الكميات المطلوبه تتسبب بأرتفاع عدد شيوخ الفتوى حتى تصل الى التوازن المطلوب
اذن العتب يقع اولاً واخيراً على طالبي الفتوى اللذين صنعوا هؤلاء الشيوخ.
ومن الطبيعي ان لا تكتمل اي مقالة ان لم تحتوي على ان الكيان الصهيوني كان هو المصدر والسبب في كل شيئ
وقبل ان نتهم شيوخ الفتوى من طلبة الثقافة الوهابية كان علينا ان ننظر بأنصاف بأن أغرب وأكثر الفتاوى العجيبة صدرت من كبار علماء الأزهر الشريف مثل أرضاع الكبير في دوائر العمل والحق في مضاجعة الزوجة المتوفية وغيرها من الفتاوي الهدامة

اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال