الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيس بوقيه

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 1 / 8
كتابات ساخرة


لا تخفى على الجميع أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا اليوم بما تحققه لنا من تواصل وبما تنشره لنا من أخبار ومعلومات حتى أصبح العالم بفضلها –كما يقولون -قرية صغيرة بإمكان الواحد منا الاستفادة مما ينشر الآخر في شتى المجالات دون عناء أو كلفة. وهذا ما كانت عليه في أول سنوات ظهورها، حيث يضيف الصديق معلومة أو أكثر لما نشره صديقه من معلومات، سواء باتفاق الرأي أو باختلافه، فضلا عن أنها صارت وسيلة للتعرف على إبداع الكثير منهم في مجالات الفن والأدب والتي لولاها لحرمنا من كل هذا.

واليوم وبعد أن صار الأمر متيسرا حتى للإطفال، فقد تغيرت الصورة وصار استغلال هذه المواقع (للدردشة) ونشر النكات والصور الشخصية بشكل لافت للنظر حتى أن الجلسة التي تضم أكثر من صديق يكون حوارها عبر هذه المواقع حتى وإن كانوا مجتمعين في منزل واحد، أوفي المقهى أو الصف أو السيارة.

كل هذا مقبول إلى حد ما، فهو جزء من الحرية الشخصية، ولكن ما يؤسف له هو ظاهرة التعليقات السمجة وغير المقبولة أو المقرونة بمجاملات زائفة، فتجد عبارات المديح وكَيلَه ُللممدوح قبل قراءة المنشور، فترى الأول معجبا، والثاني معلقا بعد ثوانٍ معدودات من نشره في حين أن قراءة المنشور تستغرق دقائق ، ومن هذا يفهم بأن الإعجاب بصاحب المنشور لا بموضوع المنشور.

وتجد بعضا منهم ملقبا نفسه بالشاعر والإعلامي والأستاذ والصحفي والكاتب لكنه لا يملك الشجاعة ليعلن عن اسمه الصريح، أو نشر صورة حقيقية له. فكيف يكون صادقا مثل هذا الشخص مع أصدقائه وقد كذب عليهم وتخفى عنهم بنقاب الاسم المستعار؟ ربما يُقبل الأمر حين تكون صاحبة الاسم المستعار إمراه تحترم واقعها الاجتماعي، ولكن لماذا يتخفى الرجل باسم مستعار وصورة رمزية وما هو بسارق أو إرهابي أو معادٍ للسلطة وهو يكتب وينشر شعرا خواطرا؟

لن أجيب عن هذا السؤال، بل سأتركه لكم. ولكن ما العمل حين يكون الرجل أو المرأة المتخفية وراء اسم مستعار مبدعين، وان ما نشراه هو من إبداعهما ونتاجهما؟ وكيف سيحفظان حقهما به لو أرادا جمعه في كتاب؟ كيف يكون لهما هذا وظاهرة السرقة في هذه المواقع صارت عادة؟

وكل هذا يهون، ولكن الذي لا يهون هو أن المرأة تلقى من زيف الردود والتعليقات والإعجاب أضعافا مضاعفة من أصدقائها الرجال حتى لو كان ما كتبته لا يمت إلى الواقع والحقيقة بصلة، وحتى لو كان (ملطوشا) من شخص آخر.

وتعظم المصيبة وتكبر حين نجد أن الكاتب الأصلي للمنشور المسروق لا يحظى بكلمة شكرٍ أو إعجاب واحدة في حين نجد تعليقات الرجال على (السارقة) أو الناشرة بالعشرات وحبذا لو أنهم يكتبونها بلغة القرآن صحيحة مثل:(أحسنتي/ وأبدعتي/ ورؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعه/ وموبدعه/ وحياكي/ وشكرن لكي/ جزاكي اللة خيرن ) وغيرها من كلمات المجاملة ، وكثير من هؤلاء يسرقون تعليقات وردودا جاهزة في صفحات التواصل الاجتماعي وينقلونها كما هي ( كوبي و بيست). لا اعتراض مني على مثل هذه التعليقات إذا كان المنشور باللهجة العامية الدارجة وما قلته يخص النشر باللغة العربية الفصحى.

لكل هذا فقد ابتكرت اليوم مصطلحا جديدا هو (الفيس بوقية) والذي يمكن التعريف به بالآتي:

الفيس بوقيه :هم مجموعةٌ من الناس ِيُصدقونَ الكاذبَ فيكذبون عليه. لاهمَّ لهم سوى ضحك ِ بعضهم على بعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ الهيتي المحترم
بدوي الجبل الكردستاني ( 2015 / 1 / 9 - 09:49 )
الشكر على على ما كتبته ففيه الطرافة الجادة والتقويمية لمن يدعون بالعلم واللغة والمعرفة ..ولم يتبقى الا ان اقول لو سمحتم .. ( العلم نورن ) ! مع تحياتي

اخر الافلام

.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال