الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة أخلاق وسلوكيات في العالم الثالث

فضيلة مرتضى

2015 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



لقد أفرزت الصراعات الدائرة على الهيمنة الأقتصادية بعد مرور العالم بالأزمات الأقتصادية الكبيرة والحاجة الى الأحتاطي النفطي كطاقة واقعأ جديدآ يدفع الى قراءة صورة العالم الجديد بأزمات أخلاقية خطيرة وكارثية على البشرية ولا ينبغي لأحد أن يغض النظر عن دعوة التحليل لهذه الأزمة الخطيرة فنحن بحاجة الى وقفة معاينة وموضوعية والتركيز على حالات خلق تلك الأزمة وأيجاد الحلول الموضوعية والعلمية لها من قبل ذوي الأختصاص في مجال علم الأجتماع وعلم النفس والأقتصاد والسياسة . فبأي الموازين يتصور الأنسان المدرك والعاقل أن يحكم الشعوب عقول متأزمة أخلاقيآ يمارسون شتى الوسائل الهزيلة والخبيثة لأجل حفنة دولارات وحتى ضمائرهم يبعونها أو يضعوها في جيوب سراويلهم . نرى اليوم سياسيون يلغون شعب بأكمله لأن مسؤول فلأن أختلف مع مسؤول آخر والخلافات دائما يكون لأجل السلطة والمكاسب المادية والهيمنة على مقدرات الناس . يجعلون الشعب يتقاتل مع بعضهم ويلتزمون الشعارات المتناقضة وليس لديهم مصداقية حتى مع أنفسهم . حصل في الشرق الأوسط أضطرابات سياسية وصراعات عنيفة وأختلط على الجماهير الأمور مما أفقدها القدرة على التميزوالحكم الصحيح عند حصول النكسات السياسية وعلى ضوئها التجأ البعض منهم الى الأتهامات والشتائم وممارسة العنف من خلال القتل على الهوية بعد أن زرعت الأيادي الخبيثة الفتنة الطائفية وبأيعاز من جهات أرهابية محلية وخارجية ممولة صناعتها الموت والرعب في منطقة الشرق الأوسط فظهرت ممارسات أخلاقية متأزمة فاصبح الشياطين ملائكة الساحة في الشرق الأوسط وخصوصآ في العراق وسورية وليبيا والبلدان التي كانت لديها ثغرات لهكذا أمور ففي المنطقة غاب الفكر أمام هذه النكسات وظهرت أزمة أخلاقية غير طبيعية في المجتمع ولهفة شديدة للأنتقام من الآخر والسرقة والفساد في كل مجالات الحياة ومد جديد لفكر سوداوي مدمر لكل القيم والمبادئ التي تعرفنا عليها في الماضي .أن حجم الأضرار الناتجة من هذه الممارسات كبيرة حاليآ ومستقبلآ وكما ذكرنا سابقآ العامل الأول في خلق هذه الأزمة هي الشركات العالمية التي تسعى للسيطرة على الأقتصاد العالمي ولذلك تحاول الهيمنة عل ثروات العالم الثالت لفك ازمتها الأقتصادية على حساب جوع ومعاناة تلك الشعوب ولذلك خلق الأزمات وصناعة الحروب هي لعبتها وبناء معسكرات وقواعد عسكرية للسيطرة على تلك المناطق ونتائج الحروب هو ظهور تجار حروب ونزعات عدوانية فيما بين الأقطار وظهور طروحات جديدة غير سليمة الدوافع والأتجاهات وليس من صالح شعوب المنطقة فبعد أن غرقت المنطقة في المأساة أستيقظت نسبة كبيرة من مثقفي العالم على مأساة كبيرة وتحديات خارجية ضخمة لها القوة والمال ولها قدرة التلاعب بالسياسة الغير نزيهة وأدركت بأن المأساة ليس فقط في الجهل والمرض والفقر والتخلف لأن لو توفرت الآليات لأمكن القضاء عليها ولكن المأساة الحقيقية هي الأنانية المفرطة ومصالح قوى جبارة تسيطر على مقدرات العالم صعب مجاراتها فتحول الأمل الى خيبة كبيرة وتعاظم الخوف من المستقبل لدى الكثير من المثقفين . لقد تحول الثقة بالنفس الى عدمه عند الرموز والشعوب في العالم الثالث وهنا جاء دور الأنحطاط الأخلاقي لدى بعض القيادات الساعية لمصالحها والتي تغلبت على مصالح شعوبها وشعوب ضللها الشعارات والتعمية الفكرية لسنوات طويلة بفضل قياداتها أسهمت في ضياعه وأنحلال أخلاقه وطفحت على السطح أزمة أخلاقية كارثية وتزيف للحقائق سلاح ذو حدين أستعملته تلك القيادات الضارة بالشعوب والأوطان أجيال جديدة ضحية لممارسات التنويم الفكري من خلال شعارات جديدة وإيمان جديد غير أنساني . لقد حان الوقت لكي يتحمل مسؤولية التوعية الطبقة المثقفة في العالم وخصوصآ مثقفي المنطقة والمسؤولية الفكرية من المهام الصعبةولذلك يتطلب شجاعة وتفاني وصبر وحنكة ودراية في سبيل أصلاح ولو نسبة مقبولة من الخلل الحالي الحاصل . لقد تربينا منذ الطفولة على الخوف والأبتعاد عن خطوط السياسة والدين وكل مجالات الحياة ولهذا نشأ الفرد في بلداننا نشأة خاطئة جعل منه أنسان قابل للأكتساب والتلقي والتقليد الأعمى وعل عصا الوالدين وحتى في المدارس كان التلميذ يخشى من المعلم حتى لو كان أذكى طفل في دفعته تربية خاطئة جعل من الفرد غير قادر على مواجهة التحديات لانه تعود على النقل والتقليد وليس أستعمال العقل عند حدوث الأزمات لأن كل شئ مرسوم لنا مسبقآ وفق قاعدة خاطئة ولذلك تجد الأنظمة تتحطم في العالم الشرقي بسهولة والعقول تتخبط والأنسان الكادح هو الضحية فكل مايحدث في عالمنا بني على خطأ ولذلك لايستطيع مواجه التحديات الخارجية ومن الطبيعي مابني على خطأ يسقط واليوم نجد أزمات أخلاقية جدآ عالية نتيجة الظروف العصيبة التي مرت في المنطقة ونتيجة الفقر وتردي الحالة الأقتصادية وأحتياج الناس الى العمل والقوت والسكن فالبطالة لعبت دور كبير في هذا المجال حيث الكثير من الشباب يتسكعون في الشوارع عاطلين عن العمل وفريسة للشياطين الذين أحتلوا مساحات شاسعة في المنطقة والنتيجة سرقات وقتل وأغتصاب وذبح وخلق مجتمع جديد متأزم وفاشل ونظام يحطم الأبداعات والفكر وكل مايرتقي بالأنسان.نجد اليوم أفواه جائعة وعيون خائفة وأطفال يقتلها الجوع والمرض والبرد في مخيمات النازحين في الشام والعراق تحت أنظار العالم والمتسبب في خلق هكذا مأساة في المنطقة يتفرج ويخطط لأزمات متتالية ليبقى هو الأقوى والمستفيد من خلال مآسي تلك الشعوب. أنظمة تعيش بأجواء الأزمات ولايهمها سوى مصالحها ومكاسبها لو ندقق كثيرآ في الصورة في الماضي نجد بأن العراق مختبرآ مفيدآ لتجربة أسلحة جديدة وكانت الولايات المتحدة الأمريكية متحمسة لتجربة أنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل على شعبي العراق وأفغانستان وأما وزارة الطيران البريطانية في العشرينيات من القرن الماضي صنعت أسلحة مصممة خصيصآ للأستخدام ضد القرى القبلية وأصبح بعضها الآن نموذج لصناعة أسلحة حديثة كالقنابل الحارقة والصواريخ الحربية ووالأشواك الحديدية لأعطاب المواشي وقنابل الشظايا والنار السائلة وقنابل متأخرة الأنفجار فكل هذه الأسلحة أستخدمت ضد شعوب المنطقة لتدميرها لنوايا مصلحية وليست لغرض أنقاذ الشعوب من براثن حكوماتها الشاذة والتي اساسآ كانت من صناعتهم .
لم يكن يومآ الجلاد في صف ضحيته أطلاقآ فحتى قسم من سياسي أوربا كانوا يشددون على أستخدام الغاز ضد القبائل الغير متحضرة ويجادلون بشدة بان الغاز يطلق من خلال المدفعية أو يلقى من الطائرات {نقلا عن مصادر عن فيليب نايتلي وكولن سيمبسون ,الحيوات السرية للورنس العرب لندن 1969 ص 139 } أذن كل مايجري في المنطقة من مأسي سببه الرئيسي الدول الكبرى المهيمنة على العالم الثالث وأما حيتان المنطقة يدوسون حتى على رقاب أقرب الناس اليهم لأجل السيطرة والأستحواذ على كل مايقع تحت أياديهم .والمنطقة ليست فقط غنية بالبترول فهناك أراضي فيها مزروعات يستفاد منها الغرب والشركات لصناعة الأدوية كالسودان على سبيل المثال وفي مصر ايضآ والعراق وتونس وبلدان شرق أوسطية غنية بموارد طبيعية هائلة تسيل لها لعاب تلك الشركات الأحتكارية الساعية للربح ولذلك تلجأ الرأسمالية الى حيل قذرة لأنتزاع تلك الموارد بشتى الوسائل ومن الطبيعي منطقة فيها صراعات وحروب بشكل مستمر تطفح على السطح أزمات أخلاقية غريبة وغير سوية و مخيفة وخطيرة أخطر من الأمراض المستعصية لانه دمار للمجتمع وضياع للكرامة والأرض ولذلك على الطبقة الواعية دراسة شاملة للموضوع وعدم التوقف عن السعي لنشر الفكر النير والتوعية وأن يلتزموا بموقع المسؤولية ثقافيآ لصالح الشعب متى ماتحضرت الشعوب وتغيرت الأخلاقيات نحو الأفضل أبتعد الخطر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |