الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا : Je suis Izidi ,Je suis Charlie Je suis Syrien , Je suis Humain

التهامي صفاح

2015 / 1 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
و الآن بعد أن إتضحت هوية الفاعلين الإرهابية التي تتمسح بالدين و تدعي الدفاع عن المسلمين و هي تعمل العكس تماما .و هم أفراد عائلة جزائرية ذات جنسية فرنسية لكن أصولها جزائرية .
فقد قام كثيرون و نحن منهم يوم أمس 07/01/2015 في شمال إفريقيا والشرق الأوسط فرادى و جماعات بإدانة عملية الإغتيال التي تعرض لها الصحفيون الفرنسيون العاملون في صحيفة شارلي إيبدو في العاصمة باريس عاصمة العلم والثقافة والحرية و حقوق الإنسان .و قدموا تعازيهم الحارة لأسر الضحايا و للحكومة والشعب الفرنسيين إيما نا منهم بشرعية حرية العقيدة و الضمير و الرأي والتعبير.
بالنسبة لنا كان موقفنا الإنساني الواجب واحد و رد فعلنا السريع واحد حينما تعلق الأمر بالحق في الحياة الذي هو أول الحقوق الإنسانية و الذي لا يقبل أي مقايضة أو مساومة سواء تعلق الأمر بالفرنسيين أو غير الفرنسيين .نظرتنا للإنسان في مفهومه الشامل واحدة أينما كان. لكن يبدو أن الحركة التي دبت في فرنسا و حملة التضامن و ردود الأفعال السريعة تجاه الجريمة النكراء لم تكن هي نفسها حين تعلق الأمر بإزهاق أرواح و بتلك الطريقة الأكثر من الهمجية التي كانت تتسلى بممارسة الجزارة في أجساد السوريين والإيزيديين والعراقيين والمندائيين و اليمنيين و غيرهم شبابا و شيوخا و نساء و أطفال ..
هل الفرنسيون والأمريكيون و غيرهم ينتمون لنوع بيولوجي آخر أسمى غير النوع أومو سابيانس الذي ينتمي له الجميع ؟
لا يمكن لمن يريد تجفيف بحيرة ماء ملوث يصب فيها أخذود يأتي بالماء الملوث من منبع بعيد أن ينجح في عمله دون الوصول للمنبع و تحويل صبيبه للصفر..مستحيل .
بالمثل لا يمكن ترك الإرهاب يزدهربالمنطقة على مختلف الأصعدة و ترك الأدوات التي تزود خزانه بالثروة البشرية الجاهلة ثم الإدعاء بمحاربته في البحيرة .
إن إعتداء 07/01/2015 هو إعتداء آخر فقط من بين إعتداءات لا حصر لها تتم يوميا تحت أنظار العالم المتحضر على السلام والحرية والديموقراطية والعدالة والشرعية خدمة للإستبداد والرجعية و إستغلال الإنسان بواسطة الدين و نسف حقوقه الكونية .وهل كان لداعش أن تثوم لها قائمة في نشر الهبل و الجهل و الحيوانية الموغلين في التخلف و الهمجية لولا إعتراض القوى الصغرى المشاغبة مثل إيران و تراخي القوى الكبرى مثل روسيا و الصين في معالجة المشكل السوري .و نفس الشيء بالنسبة للعراق و غيره ..
إن تعداد سكان الأرض تقريبا 7 مليارات و لا يمكن لعمل جبان مثل ما حدث في فرنسا بالأمس أن يضع حدا للحياة على الأرض ولا للحرية ولا للديموقراطية و لا للرسوم الكاريكاتورية و لا لأي شكل من أشكال التعبير.كل ما يستطيع أن يفعله عمل تافه من العنتريات الفارغة المجنونة مثل هذا هو تعطيل أعمال بعض الناس القلائل مقارنة مع تعداد سكان الأرض في مكان ما .لأن إستمرار الحياة هو إرادة إلهية عتيدة بدأت يوم ظهرت أول البكتيريات على سطح الأرض وفقا لمشيئة الله و لن تتوقف إلا وفقا لقوانين الله و ليس بقرار أمثال هؤلاء التافهين و الجاهلين الذين نفذوا هجوم العاصمة الفرنسية ..
و سيحدث غيرهذا العمل الجبان كثير مثله في الأيام القادمة في فرنسا ذاتها وفي غيرها من بلدان أوروبا طالما لم يتم الوصول لتجفيف المنبع الإرهابي الذي يزود بحيرة الإرهاب بالثروة البشرية الفاسدة عقليا و التي تعج بالمرضى النفسيين الذين تمت تربيتهم بطريقة خاطئة على العدوانية و على عدم إعطاء الجسم البشري أي قيمة في تناقض تام مع إعتباره خلقة إلهية و مع النصوص الدينية المعتبرة في المقام الأول حسب ما يزعمون و التي تنص على الحرية وعلى أن عدم إيمان الناس جميعا هو إرادة إلهية.
و لذلك فالمأمول من حكام إيران الحاليين أن يفهموا أن العنترية لن تجدي نفعا في الوقت الحالي ولا في المستقبل و أنهم سيكونون أول الضحايا لأفعالهم الحربائية التي لا تخفى على البسطاء لجرهم للعنف تحت شعار "نصرة المستضعفين" .لأنهم كانوا مساهمين أساسيين فيما يحدث الآن في سوريا و العراق و اليمن و غزة و غيرها .عليهم أن يغيروا مواقفهم و وسائلهم و يراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان عوض المساهمة في المزيد من توتير المنطقة لتحقيق أحلام فارسية لأمجاد قديمة لن تعود أبدا .لأن عجلة التاريخ لا تعود للوراء بكل بساطة . و عليهم أن يكفوا عن التدخل السافر في منطقة الجزيرة العربية و عن نشر التشيع الفارغ من أي نفع علمي أو إجتماعي .
نفس الشيء بالنسبة لحكام روسيا الذين يجب أن يفهموا أولا الدرس الأكراني و يفهموا أن مستقبل روسيا لا يمكن أن يكون بمعزل عن العالم و عن أروبا .لأنهم من جهة إمتداد طبيعي لها ومن جهة أخرى لن يستثنيهم الإرهاب الذي إستهدف الشرق الأوسط و فرنسا مهما عملوا وحدهم من أجل ذلك .عليهم إذن الإتحاد مع العالم خدمة للسلام ضد أعداء الإنسانية عوض التقوقع على الذات . .
كما أن المأمول من الصين أن تساهم في إحلال السلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عوض التخندق مع روسيا إذا إستمرت هذه الأخيرة في سياسة المصلحة أهم من الإنسان ، مهما كانت المصالح الإقتصادية التي لا يمكن بأي حال الأحوال مقارنتها بقيمة الإنسان
بالمقابل على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي لا تزال متماسكة أن تعض بالنواجد على تماسكها على الصعيد العسكري و الأمني و تتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر و تجدد وسائلها و أطرها و معطياتها حتى لا تترك للعابثين و التماسيح المتربصة في بركة الإرهاب أي فرصة للإنقضاض عليها .و في نفس الوقت لا يجب على هذه الإحتياطات أن تثنيها عن المضي قدما في العصرنة والإنجازات الديموقراطية و بناء المؤسسات و تقوية المجتمع المدني بالتربية والتعليم و الحقوق الإقتصادية و الحرية الفكرية و حرية العقيدة و حرية التعبير و الرأي والعدالة والإزدهار و التقدم إلى أمام .فالتأخر في الوصول خير من عدم الوصول كما يقال. هذا هو الرد على تلك الأقلية من المجانين الذين إذا كان ممكنا معالجتهم من أمراضهم وإعادة تربيتهم فهي أحسن من حرمانهم من الحياة .فقد ينفعون في تنوير المقبلين على الإرهاب .بتجاربهم الفاشلة .
وتحياتي للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس