الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نشوه التأريخ

علي ماضي

2005 / 9 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من منا لم يسمع بألأديب الفلسطيني غسان كنفاني، شهيد أدب المقاومة الفلسطينية ، ، قامت الكاتبة السورية ألأصل غادة السمان بنشر رسائل حُبّ ملتهبة موجهة اليها من قبل المرحوم غسان كنفاني ،مما أثار جدلاً في ألأوساط ألأدبية ،وأعتبرتها إساءة الى مكانة ألأديب الشهيد،وكان رد الكاتبة غادة السمان ،بان المرحوم إنسان وجمال الطبيعة البشرية يكمن في حقيقتها، وأنّه ليس ملاكاً فهو كباقي البشر يحبُ ،ويعشقُ ويضعفُ،ويتوسلُ ويأتي بكلِّ أفعالِ الطبيعة البشرية ،فلماذا نصر على ان نسلب رموزنا انسانيتهم ،ونطفي عليهم هالات من نور.

تشير كتب المبشرين الذين تعايشوا مع ألأقوام البدائية لسنواتٍ ،تلك ألأقوام البكر التي لم تدنس تفاصيل حياتها تعقيدات الحضارة ،من أنهم يألّهون امواتهم ويعبدون ارواح اسلافهم ،اتراها بقايا البدائية تلك التي تدفعنا دفعاً لتأليه اسلافنا، لماذا نحرمهم من انسانيتهم؟! لماذا نعصمهم؟! لماذا نجعل منهم الهةً كما فعل ألأغريق!و امثلة من نور نصنعها؟ ونجعلها بعيدة المنال كتلك النجوم التي تبعد عنا مليارات السنين الضوئية والتي لم تنزلها من عليائها سوى خيالات الشعراء وتلسكوبات العلم الحديث ، ثم يطلبون منا ان نكون نجومأ ،ان ننسلخ من انسانيتنا ،فلكي تكون محترما في مجتمع يؤله اسلافه ،عليك ان تتكلم مثل ألألهة وتضحك مثل ألألهة اما اذا بلت كما بالت ألألهة فلا شك من انك ورع وتقي. وعبثا تدوي صرخات من يعشق نفسه ويريد ان يكون هو... هو بلا قناع مستورد من صفحات الكتب المقدسة من عمق التاريخ وعلى بساطِ علاءِ الدّين ،وبغفلةٍ من سندباد ، يريد ان تكون له اخطاءه ونجاحاته يريد ان يصنع تأريخا لا ان يتقمص تاريخ احدهم ،حتى ليبدو ألأمر وكأن روحاً تناسخت في جسده على الرغم من ان عقيدتنا لآتؤمن بتناسخ ألأرواح ،أضف الى ذلك أن استنساخ التاريخ يعاني هو ألاخر من الشيخوخة المبكرة ،تماما كما هو الحال مع استنساخ البشر، يريد ان يكون هو بلا نور ،يريد ان يكون غسان كنفاني الذي عشق غادة ، لاغسان الذي يعبده ألأحفاد.

ترى لماذا نصرّ على ان نشوه تاريخنا، ابطالنا ،لماذا نعيد صناعتهم ،ننحتهم من نور نعبدهم ، وما الفرق بين تلك التي نحتها الوثنيون من حجارة ، وما ننحت من نور ؟ تاريخ بكبوات بشرية خيرٌ من تاريخ معصوم لأناسٍ معصومين لايلبي سوى وسواسنا القهرية ويغذي شعورنا بالنقص وألعجز وألأمعية.

ويقول المبشرون ايضاً ان للبدائين طقوس فهم يدورون حول ما يقدسون في حلقات ويصرخون ويأتون بحركات لاواعية . تُراني لماذا اقفز في مخيلتي الى تلك ألأقوام كلما شاهدتُ طقوسنا ؟ نفس ألأيقاع حتى نفس اتجاه الدوران الذي يعكس عقرب الساعة او لربّما عقرب الساعة هو الذي يعاكس في دورانه حركة الوجود ‘ اترها حقيقة دامغة طقوسنا تلك يعرفها البدائي ويستدل عليها بحواسه؟ ام تراها رواسب البدائية ما زالت عالقة فينا وعلّة ألأعتياد التي تذل العقل وتجعله يبدوا كمعتوه مخدوع (اذا اعتاد العقل على امراً اعتبره حقيقة مطلقة)؟!والوجود يضحك منه ساخرا لأن قوانين ألأله والقوانين الوضعية أتفقت على ان لا تحمي المغفلين.

علي ماضي
7/9/2005









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل