الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَقاطعٌ لها

سميح مسعود

2015 / 1 / 10
الادب والفن


تَرِفُ مَزاميرُها ... أسْمعها
تَخفِقُ عن بعدٍ،
أتبعُها مُنتشياً،
تفيضُ حولي في شِعاب دروبي...
يعلو إيقاعها فوق أسطح النجومِ...
أخْطو نحوَها،
أرفعُ عَينيَ في انخطاف المدى ...
أتدثر ظِلي، وأسرحُ في مساراتٍ،
أفتش ُعنها ... أُعتِّقُ صَوتي ...
أنَدِّدُ بالذلِّ العَربي الموغلِ حولي...

. . .

في غَسَق الدُجى،
أندَسُّ في أكُفِّ الغُيوم مثقلاً بِصدى صَوتِها،
تأخُذني الغُيومُ لها ....
ألقاها، يتماوجُ النَرجسُ بحُنوٍ حَولها ...
أرى وجهَها ...
تلفُ على عُنقها كوفيةً لا تعرفُ الانحناءْ ...
تفيضُ ترَاتيلها بالصمودِ والبقاءْ،
تَموج في ثباتٍ ...
تفرشُ أبسطةً نجيليةً على بحر حيفا ...
تعدُ أمواجَه، موجةً موجةً،
تسَيجُها وتزرع حولها من زنابقِ الحُلم
أتلاماً وأتلاماً...

. . .

تنبضُ أفعالهُا في تشابُكِ الأغصانِ
في حَواكير بلادي،
تمشي مُبطئةً بين "القرامي"
برعشةِ الندى، تدُقُّ جَوارير القلوبْ،
تفتحها، تُشعل فيها فتائلَ أضويةٍ زيتية ...
تدغدغُ الأرضَ
تدبقُ فيها...
تُناغي أحجارها،
صُوانها،
ترُابَها،
وكلَّ ما فيها ...

. . .

رأيتهُا ذات مساءٍ
بين شُقوق الصَخرِ مَحلولةً جدائِلُها،
حاملةً بِكفيها
"بُقجةً" مُثقلة بالتُراب،
تمضي بها في مَضاربِ الثباتْ،
تمضي وَتمضي ...
وعند انتصاف النَهارْ،
تَرفعُ صَوتها ...
تُرخي أعِنة الحُروف
شيئا فشيئا،
تمُدها أسيجةً حَولهَا ...
تدقُ بالحرفِ أبواب المنافي
و توقظ أجنحةَ الرياحِ الغافية ...

. . .

تسكُبُ الحروفَ للبحرِ أغطيةً،
تُبقيها في لُجةِ الموجِ،
تشقُ في دفقِ الشمس دربًا لها،
وَتبقى مفتونةً بأحلامها
وهي تعلو في مراجيح الغُيوم ...
تدنو بحُنو في أماسي الشِتاءِ ...
تُزجي للأرضِ أمطارا،
قطرات غيث ... قطرةً ، قطرةً،
تخطُ بها أضلاع أيقونةٍ مُقمطة
بجذورِ السِرو العميقة ..





Like · · Share








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي