الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمن مصر وباب المندب

محمود جابر

2015 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الإرهاب البحرى أصبح الآن يتحرك لتحقيق هدفين رئيسين، الأول للسيطرة البحرية على مداخل البحر الأحمر والمخرج الرئيسي للبحر المتوسط من خلال تركيز هجماته على مضايق "باب المندب وهرمز وتيران فضلاً عن قناة السويس" والهدف الثانى هو توسيع سيطرتها وتأكيد هيمنتها على المنطقة لتهديد جنوب أوروبا من خلال نقل هجماتها إلى مناطق أخرى عبر البحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي شرقاً وجنوباً
والحديث عن باب المندب ينقلنا فورا الى اليمن، وعلى الرغم من طول المسافة الشاسعة بين مصر واليمن فإن أي حدث قد يقع في الدولة الأولى يلقي بظلاله على الأخيرة، فمع كل محاولة لتغيير السلطة فى اليمن على الفور تظهر في الأفق مخاوف على "باب المندب".
زادت تلك المخاوف اليوم بعد أن بدأت مصر شق فرع جديد لقناة السويس لتعظيم الفائدة الاقتصادية التي تحصل عليها من خلال هذا الممر الملاحي العالمي، والذي يعتمد عليه جزء كبير من حركة التجارة الدولية بين الشرق والغرب.
ولعل الخطر على باب المندب ليس من الجانب الاسيوي فقط بل من الجانب الافريقى ايضا ومؤخرا تجددت مخاطر سقوط باب المندب في أيدي عصابات من القراصنة، فعلى رغم غياب هذه الظاهرة، فإنها عاودت الظهور في عام 2008، إذ تفيد دراسات البحرية الفرنسية بأن ظاهرة القرصنة تفشت في المنطقة بإجمالي 133 هجوما، منها 39 هجوما ناجحا منذ بداية العام 2008، مقابل 70 هجوما منها 31 ناجحا خلال الثلاث السنوات السابقة.

أما الإحصاءات وفقا للمكتب البحري الدولي، وهي لا تختلف كثيرا، فتفيد بتعرض 92 مركبا على الأقل لهجمات القراصنة، منها 36 هجوما ناجحا في المحيط الهندي وخليج عدن منذ بداية 2008م، وأحصى المكتب 11 هجوما في المنطقة في الفترة من 10-16 نوفمبر 2008م.
16ألف سفينة تجارية تعبر كل سنة في مضيق باب المندب، بين خليج عدن والبحر الأحمر، معرضة لتهديد القراصنة، فضلا عن استهداف نحو 30% من النفط الخام العالمي الذي يستخدم هذا المسار البحري، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين لشركات الشحن، بل حولت بعض الشركات الناقلة سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو الأمر الذي يتوقع مع استمراره، التأثير في دخل وحركة الملاحة في قناة السويس.

وبعد سقوط صنعاء فى يد الحوثيين، زحفت قواتهم على مدينة الحديدة، غرب البلاد مباشرة وترجع أهمية الحديدة الإستراتيجية لكونها الشريان الحيوي للعاصمة، والميناء الذي يمد نحو 70% من سكان اليمن باحتياجاتهم التموينية.

إن السيطرة على الحديدة تعد هدفا إستراتيجيا للجماعة، إذ يضمن لها ذلك منفذا على البحر، حيث يعتبر الإقليم ذا أهمية إستراتيجية لعمليات تهريب الأسلحة، فضلا عن التحكم فى الميناء الأهم للعاصمة صنعاء. كما تعد الحديدة معبرا مهما على طريق الوصول إلى مضيق باب المندب ذى الأهمية الدولية.
من جهة اخرى، يعتقد البعض أن السيطرة على مضيق باب المندب البوابة الجنوبية لقناة السويس تأتي بإيعاز إيراني كورقة تلعب بها طهران حتى ايران بسيطرتها على طرق امدادات النفط وحركة التجارة بين الغرب والشرق من أجل تعزيز موقفها على طاولة المفاوضات الغربية اﻹ-;-يرانية ليتسنى لها طرح شروطها من موقع قوة وحتى تتفادى تقديم التنازلات بشأن برنامجها النووي.
والسيطرة غير المعلنة للحوثيين في الوقت الحالي على الحديدة تأتي من رغبتهم في السعي ﻹ-;-حكام قبضتهم على اليمن، وهم في هذا الوقت لا يريدون تهديد الدول المجاورة لمنع أي تدخل خارجي يعرقل تحركاتهم باليمن. ويعتقد البعض أن سيطرة الحوثيين على محافظة الحديدة التي تضم اكبر الموانئ في اليمن الهدف منها ضمان خط إمدادات للسلاح والدعم اﻹ-;-يراني حتى يستطيع مواصلة السيطرة على اليمن.
وبعد كل هذا الخطر لا يكفى ما اعلنته البحرية المصرية على لسان الفريق اسامة الجندى من ان اى خطر على باب المندب والبحر الاحمر سيتم التعامل معه وفقا للموقف، ولكن المطلوب وقبل ان نفتح باب الحديث عن اليمن وما فيها والصراع الدائر على ارضها ...
علينا ان نجهز فورا وعلى فى مناورة بحرية عربية عربية يشارك فيها اطراف دولية مثل روسيا وفرنسا واليونان ، على ان يأخذ فى الاعتبار ان تكون هذه المناورة ذات اهداف طويلة واستراتيجية وان تمتد وقتا من الزمن وان تنفذ على مراحل بحيث نستطيع ان نضع المجرى الملاحى فترة لا تقل عن عام او عامين لحين الانتهاء من ازمة اليمن ومعها او قبلها ازمة الصومال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف