الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب يتجرع الكأس الذي أعده لغيره

طاهر مسلم البكاء

2015 / 1 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


انهم يعتبرونها شطارة او غلبة القوي او سياسة ، يرددون ان هناك مصالح ومصالح فقط ولتذهب القيم والمثل الى الجحيم .
بعد تصارع ومعارك الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي انهارت فيها دول عظمى كبريطانيا وفرنسا وبروز دول جديدة كأمريكا والأتحاد السوفيتي ، شاهد الجميع عظم خسائر الحرب حيث ملايين القتلى وخراب دول بأكملها وانتشار الفقر والمرض والجهل والتخلف ، بدءوا يضعون اتفاقيات ويجدون انظمة يحاولون من خلالها منع المواجهة المباشرة بين دولهم ،وشيئا ً فشيئا ًاتفقوا ان تكون حروبهم باردة وان يحلوا خصومتهم في اراضي الغير من الدول الأخرى ،غير دولهم ،وكانت المنطقة العربية والشرق الأوسط الساحة التي يحلو لهم اللعب عليها بسبب :
- تخلف دول المنطقة وعدادها مجاملة العالم الثالث .
- عظم الغنائم التي يسيل لها اللعاب ، بعد كل مغامرة تسيل فيها دماء ابناءها وتكون خسائرها فادحة ولكنها بالنسبة للاعبين الكبار تكون مغانم كبيرة يحصدون فيها من ثروات المنطقة ما شاءوا .
وهكذا تنوعت المصائد والمكائد ، من الدسائس والفتن وإثارة الحروب الكبرى الى بروز انواع خطرة من صور الأرهاب التي ابتدأت بالأنتحاريين والمفخخات ولن تنتهي بالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها ،وكان للدول المتسيدة الساحة الدولية دور كبير في اذكائها في وسط صراعها لنيل المغانم .
داعش مولود غربي بمال خليجي :
لايمكن لعاقل في هذا العالم ان يصدق ان المعارضة السورية ،فيما لو ثبت وجودها ، قادرة بدون دعم دولي كبير ان تقوم بكل ما قامت به الجماعات التي كانت تفرخ بعضها البعض الآخر بدعم مالي وعسكري وتقني لتتجرأ على اجتياح جيشان من جيوش البلاد العربية يعدان من خيرة جيوش المنطقة هما السوري والعراقي .
ان هذا في عالم الخيال لولا الدعم الكبير الغربي والأمريكي والمال الخليجي ،ولسنا نحن من نقول هذا فالدلائل على ذلك لاتدعو الى الشك :
1- الوثائق الأمريكية المسربة عن طريق الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن ،والتي تذكر ان وكالة الأمن القومي الامريكية, وبالتعاون مع نظيرتيها البريطانية "M16" و"معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة" الموساد مهدت لظهور تنظيم دولة العراق والشام " داعش "
ونشر موقع "ذي إنترسيبت" The Intercept، تسريبات عن سنودن تؤكد تعاون أجهزة مخابرات ثلاث دول “الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل " لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها ب"عش الدبابير".
وأظهرت الوثائق المسربة من وكالة الأمن القومي أن الأخيرة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف ب"عش الدبابير " لحماية الكيان الإسرائيلي تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو منافس له.
وبحسب وثائق سنودن، فإن الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية يكمن في خلق عدو قريب من حدودها لكن سلاحه موجه نحو الدول الإسلامية الرافضة لوجوده .
وكشفت تسريبات "ذي إنترسيبت" أن البغدادي خضع لدورة مكثفة استمرت عام كامل خضع فيها لتدريب عسكري على أيدي عناصر في الموساد الإسرائيلي بالإضافة لتلقيه دورات في فن الخطابة ودروس في علم اللاهوت.
وهذا يظهر الدول الخليجية عبارة عن ممول مالي لتنفيذ تلك الأفكار ،بعد خلط الدول المنفذه الأوراق واثارة النعرات الطائفية والمذهبية .وانها سوف تندم على ما قامت به لأنه سيشملها ايضا ً وبالأمس حملت الأنباء مقتل ثلاثة من عناصر الحدود السعوديين على الحدود مع العراق .
2- سماح الدول الغربية للعناصر الملتحقة بهذه الجماعات بسهولة الوصول الى ساحات القتال والعودة اليها وكأنهم كانوا يخوضون جهادا ً مقدسا ًللدفاع عنها ،وهذا مايبرز يوميا ً في الأعلام الرسمي لهذه الدول .
3- قبول تركيا بأن تكون منفذا ً وطريقا ًميسرا ً لهذه الجماعات بين بلدانها الأصلية والحدود السورية ،مع ما لحق بها من أذى من جراء ذلك ،وشكاوى مسؤوليها من ضرر هذه المجاميع على الداخل التركي .
4- ان هذه الجماعات المتطرفة التي تدعي الأسلام زورا ً وبهتانا ً تحارب من اول ظهور لها وحتى الآن بمواجهة الدول العربية والأسلامية وهي تدير ظهرها للكيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية ،وهذا دليل قوي على ولائها للجهات التي استولدتها وتعهدتها بالرعاية والنمو وهي مستمرة في ذلك .
5- فشل الحلف الأمريكي الغربي الذي تقوده امريكا ضد داعش وانكشافه بجلاء للعراقيين والسوريين ولجميع المطلعين على حبائل السياسة الدولية ، وهو ينشد اهدافه الخاصة في العراق وليس محاربة داعش .
6- ان ما تقوم به دول شيوخ الخليج من بذل للمال العربي في تدمير دول العرب هو بفعل التأثير الأمريكي الغربي على هذه الأنظمة الرجعية التي تعود بأفكارها الى القرون الوسطى وهي ابعد ماتكون عما يرفع اليوم من شعارات الديمقراطية والحداثة .
والخلاصة ان الدول الأوربية ، مع شديد الأسف ، تتناسى كل المبادئ والقيم والأعراف الدولية وهي تهرول بسياق امريكا والصهيونية العالمية في دك صروح الأرهاب العالمي وتقوية اسسه معتمدة على ما تعتقده من قوة ذاتية ومن ضعف وتخلف لدى الآخرين الذين يتجرعون مرارة الأرهاب لآجل ان يبقوا بالأشكال والأوضاع التي تدر على السادة في عالم اليوم ثروات المنطقة بأبخس الأثمان ،فبالأمس كانت مسرحية اسامة بن لادن الذي استأسد بفعل الرعاية الأمريكية الغربية عندما كان هدفها اسقاط السوفيت في افغانستان ولكن هذه الدول ابدا ً لاتعترف انها من سبب ولادة القاعدة وامثالها وبالتالي فأن ضرب القاعدة لنييورك في احداث 11 سبتمبر ، يجب ان تكون عقوبتها تدميرافغانستان والعراق ،وهي اليوم لاتعترف انها من أمد المتطرفين والأرهابيين بوسيع الحرية والرعاية لخلق تنظيمات ارهابية تفتك بالبشر وتأكل الأكباد وتغتصب النساء وتدمر كل ماتمر به في طريقها ولكن عندما يحصل ان بعض هذه العناصر يوسع نطاق حريته فيقوم بما هو غير مسموح به في البلاد الأوربية نفسها ،عندها فقط تقوم القيامة وينتبه الغربيون الى ان بين صفوفهم ارهابيون !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تحمل الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لفرنسا؟| #ا


.. روسيا.. اشتعال النيران في مستودعات نفط بعد هجمات بمسيرات أوك




.. حزب الله يستهدف مبنى عسكري إسرائيلي بالجليل الغربي| #الظهيرة


.. وزير الداخلية الإيراني: الشعب الإيراني اختار مسعود بزشكيان ا




.. واصف عريقات: الجيش الإسرائيلي ينقصه المعنويات والروح القتالي