الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا شارلي

طوني سماحة

2015 / 1 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


"أنا اليوم شارلي".

لست "شارلي" لأني قارئ للجريدة، أو لأني مؤمن برسالتها، أو لأني أؤيد سياستها. لا بل على العكس أنا "شارلي" لأني أؤمن بحرية الكلمة وحرية الفكر وحرية التعبير عن الرأي مهما كان الرأي مخالفا.
لست "شارلي" لأني أفرح بالشتائم التي تتصدر صفحاتها الأولى. لكني "شارلي" لأني أؤمن أن الرصاصة ليست الرد المناسب للشتائم.
لست "شارلي" لأني أستمتع بالرسوم التي طالت محمد أو المسيح او الفاتيكان أو الحاخامات اليهود وغيرهم. لكني "شارلي" لكي أكرس حقي بالتعبير عن رأيي بعيدا عن الارهاب والضغط والسلاح.
أنا اليوم "شارلي" لكي أقول أن الارهاب لن يسكت الكلمة.
أنا "شارلي" لكي أقول أني أؤمن بمجتمع يحارب بالكلمة وليس بالبندقية.
أنا "شارلي" لأني أؤمن بقوة الكلمة في مواجهة الكلمة، والفكر في مواجهة الفكر، والحجة في مواجهة الحجة.
أنا "شارلي" لأساهم ببناء مملكة المواطنة والمساواة على أنقاض مملكة الدين والتدين.
أنا "شارلي" لأني أؤمن ان القلم يستطيع ان يخوض حروبا تعجز عنها البندقية.
أنا "شارلي" لأني ضد الإرهاب والتطرف.
أنا "شارلي" لأني أؤمن بأن اختيار طريقي في الحياة هو حق لي وليس للدولة أو الدين أو المرشد.
أنا "شارلي" لكي أقول أنه من حق المؤمن أن يؤمن، ومن حق الملحد أن يلحد، ومن حق الكافر أن يكفر دون أن يكون السيف مسلطا على رأسه.
أنا "شارلي" لكي أقول أن الجنة التي تشترى بدماء الأبرياء ليست بجنة، وأن السماء التي تحتاج لبندقية كيما تدافع عنها ليست بسماء، وأن الإله الذي يستأجر مرتزقة كيما يجبر الناس على تثبيت شرعه ليس بإله.
أنا "شارلي" كيما أقول أنه إن كان لا بد لي من شرب الدم قبل الجلوس على ضفاف أنهار اللبن والعسل، فلن أشرب اللبن والعسل إطلاقا.
أنا "شارلي" كيما أقول أنه إن كان لا بد لي من زهق الارواح قبل معاشرة الحوريات، فأنا لن أعاشر الحوريات إطلاقا.
أنا "شارلي" كيما أقول أنه إن كان الدين فرضا عليّ، فأنا لن أكون مؤمنا أبدا.
أنا "شارلي" لكي أبشر بثقافة الكتاب وثقافة الحياة وثقافة المعرفة وثقافة الحرية على حساب ثقافة الجهل وثقافة الموت وثقافة السجن الفكري، وثقافة القمع.

بالأمس كانت "شارلي" جريدة مجهولة، تعاني من خطر الإفلاس المادي والفكري إلى أن أتى الإرهاب وجعل منها بطلا قوميا وعالميا تقف على الخطوط الأولى في مواجهة التطرف والإرهاب.

أيها الإرهابيون،
إن العالم الذي دفع الدم كيما يكرّس ثقافة الحرية لن يعطيكم هذه الحرية على طبق من فضة. لكنكم كلما أطلقتم النار على "شارلي" مجهول ومفلس سوف تصنعون منه بطلا لا يموت.
بالأمس كان الرسم الذي نشره "شارلي" منسيا ومحدود التأثير ولا قيمة له وأنتم بغبائكم وإرهابكم جعلتم منه قضية فكرية من الطراز الأول.
كان "شارلي" حبرا على ورق وأنتم جعلتم منه رأس حربة في مواجهة الظلام والتطرف.

أيها الإرهابيون،
أنا لم أكن "شارلي" ذات يوم. لكنني اليوم شارلي.
أنا "شارلي" لأني أؤمن بالحرية والمعرفة.
أنا "شارلي" لأني أؤمن بحق الآخر في أن يؤمن بما يريد.
أنا "شارلي" لأني إنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق الى طوني سماحة
ايدن حسين ( 2015 / 1 / 11 - 07:48 )

تحية طيبة
انت محق تماما يا اخي العزيز
فكما ان الحضارة لا تكون بالقتل و الارهاب
كذلك لا تكون الحضارة بالاستهزاء و السخرية من فكر الاخرين
و تقبل سلامي
..


2 - الى ايدن حسن
طوني سماحة ( 2015 / 1 / 11 - 15:20 )
شكرا اخي العزيز
تعليق راق يعبر عن سمو في الاخلاق
ليتنا نتعلم الاحترام والقبول للآخربغض النظر عن الفروقات، فيصبح الحوار ساحة لحروبنا بدل السلاح
ولك مني كل الاحترام

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة