الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما آنَ الاوان للتسامح والنسيان؟!!!

فاروق الجنابي

2015 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أما آنَ الاوان للتسامح والنسيان؟!!!

من دينَنا الحنيف، نعرف ان الله سبحانه وتعالى قد عفى عن آدم (ع) عندما عصى امر ربه جلّت قدرته،بل جعله خليفة له في الارض. ومن التاريخ نعلم ان اليهود أدعوا إنهم قتلوا نبي الله عيسى بن مريم(ع) ، ولكن المسيحين تسامحوا معهم ووقفوا الى جانبهم في احتلال دولة العرب ليجمع اليهود شملهم . ومن التاريخ الاسلامي نعرف ،ان ابا سفيان قد حارب محمد(ص) لسنين، وقتل من المسلمين الاوائل ما قتل قبل اسلامه،ولكن نبينا الاكرم ،وفي يوم الفتح ،غضّ النظر عن افعال ابوسفيان وجعل من بيته مكاناً آمناً للكفار في حينها(ومن دخل دار ابي سفيان فهو آمن)، وحبيبنا محمد(ص) كانت له غاية في ذلك ليثبت ان الاسلام هو دين التسامح ،ولا يقل درجة عن الاديان السماويه الاخرى تسامحاً .
كل الاديان ،حتى الغير سماويه منها،تؤمن بشئ اسمه (التسامح )،الا العرب والمسلمين فان التسامح عندهم ضعفاً وليس اخلاقاً .اقول قولي هذا وانا على يقين ان قسماً منكم سيقول انه كلام مقفى افلاطونياً ،وانه سرد اللامعقول من شخص اراد ان يسطر بعض الكلمات ليبين انه المنتقد الصريح لواقع غير موجود،وسأسامحكم على ذلك لانني مسلم متسامح، ولكن ليس بضعفٍ بل بِمبدئيةٍ ،و لنتحاسب ونرى (ماذا جرى ياهل ترى) و جعلني اسحب التاريخ من ذيله وافرش بعض القصص والاخبار امامكم الآن؟
ان قصص التسامح التي ذكرتها تجعلني اشمئز من تصرفات كثير من العراقيين فيما بينهم،لانهم ذهبوا الى الانتقام بعضهم من بعض بشتى الوسائل، ناسين الاسلام وما تعلموه،فكيف تفسر الانتقام المبرمج من الشعب للشعب بعد 2003؟ وما ذنب من عمل لصالح الوطن في زمن صدام؟ وما ذنب السني اذا تهجر، وما زال يتهجر من منطقة سكناه ، كما فعل صدام بشيعة العراق؟ وما ذنب الشيعي الذي هُجّر من دياره في مناطق يسكنها اغلبيه سنيه ؟ ومتى نتسامح ونقول لبعضنا انك من نور محمد فانت سندي في الدنيا والشاهد على تصرفاتي امام الله يوم الحساب؟
وقبلنا بما جرى وقلنا هكذا الثورات فيها الانتقام لِمَظْلَمَةٍ ،قد يكون المنتقم منه مظلوماً ،ونقول ان الاعراف عندنا في العراق هو ان كل طائفه تستلم الحكم تلعن(سلف سلفى) الطائفه الاخرى،ولكن بعد 12 عام من حكم المغول الجدد ترى هذه النعرات الطائفيه الغير اسلاميه تتفاقم وتفتح الافاق الى احتمالات حرب اهليه يقودها مليشيات من الطرفين.لقد بدأت هذه المليشيات بمواكبة عملها في ديالى تحت ستار الحشد الشعبي ،البرئ منهم ،ومحاربة ارهاب داعش. لا ارى في الافق القريب اي تسامح بين العراقيين، واما لجان المصالحه، فاقول عنها (ماكو هيج كليجه) ،لان من يحكمنا لا يريد هذه الكلمه السحريه (مصالحه) لانها بالنسبه له سيخسر العيش الرغيد في اعماق الفساد المنبوذ ،الذي لا يعرف صاحبه كسب المال بغيره.لقد ادى عدم التسامح والنسيان ،الى جعل السنه وضع ايديهم بيد الارهاب دون التفكير بعواقبه المريره التي تمر عليهم الآن،و الذي دفعهم الى ذلك ،هو حاكم ظالم يترقب الآن الفرص للعوده للحكم من برجه العالي.
هل تعتقد ان السجناء ستحل قضاياهم ؟ انا اقول كلا، لان في اصدار العفو العام سيثبت ان هناك مثلبةً ،يجب ان يحاسب عليها من اقترفها،واذا كان المذنب ما زال في الحكم الان، فاقرأ على العفو العام السلام!!!،اذن فرضنا على انفسنا ان لانتسامح ولا ننسى ماضٍ قضى بايجابياته، لاننا سنبقى نحاسب على سلبيات ذلك النظام بما اوتينا به من قوه، ونحاسب حسب مزاج الحاكم وشِلّتَه، لنثبت للعالم اننا شعب غير متسامح وإننا مسلميين، وويلكم من اعمالنا في التفجيرات وافتتاح اسواق النخاسه.
اذن التسامح ممنوع من التصرف به،ونسيان الماضي اجرام بحق حاضر الطائفيين المبني على النفاق والدجل والفائده الشخصيه. حتى مواعيد المناسبات الدينيه ليس فيها تسامح واتفاق ،لا من السني ولا من الشيعي، والامثال كثيره على ذلك .
تلتقي العوائل التي تنتمي الى طوائف مختلفه ،ويبدأ افرادها بالحديث عن كيف ان الشيعه والسنه كانوا يعيشون سويةً ويتصاهرون فيما بينهم،وتراهم يُعَبِّرونَ عن محبتهم فيما بينهم، وتفتح فاك على ما تسمع ،لأنك تعلم إن هؤلاء العوائل عندما يجتمعون مع عوائل من نفس المذهب ،ستراهم يلعنون الطائفه الاخرى ويصفوهم باقبح الاوصاف ،واذا جاء خاطب لبنت منهم ،اول سؤال يبادر ذهنهم (من اي طائفه حضرتك؟) ،التي حقيقةًلم تكن موجوده في العراق سابقاً ، لان الالتزام بها كان سيجعل اكثر البنات جالسات في بيوت اهلهن(عزباوات).
العجيب في الامر ان المرجعيات الدينيه،من كلا الطرفين وفي خطب الجمعه، تنوه عن الطائفيه واضرارها باسلوب متواضع،وكان بالاحرى عليكم اطلاق فتاوى تهز الشعور الاسلامي اتجاه الممارسات اللئيمه التي تسببها الطائفيه، فبالامكان اطلاق فتوه تقول مثلاً( كل من يمارس الطائفيه كافر) والكافر هو من لم يؤمن بالوحدانيه او النبوه او الشريعه او بثلاثتها. واعتقد ان مثل هذه الفتوه ستردع الطائفي الا اذا كان يريد البقاء على كفره، او بالامكان اصدار قانون يعاقب من يمارس الطائفيه كرادع لهكذا تصرفات، او الافضل من ذلك ان المجتمع ينذب الطائفيه بصدق وحسن نيه ،وليس مجاملةً ويخاف من زعل مرجعياته ،او انه سيواجه نار جهنم بعد موته اذا لم يبين انتمائه الطائفي بوضوح ويتمسك به.

قد يكون هناك بصيص امل مع حاكمنا الجديد في تطبيق مبادئ التسامح ونسيان الذي مضى،ولكن سوف لن يذهب بعيداً في برنامجه هذا لان جيش الفاسدين يجولون ويصولون حوله ،وسيلاقي طريقاً مسدوداً امامه في تحرير الابرياء وإنصاف المحرومين،هذا او سيتم اغتياله من طائفته، والتي القسم الاكبر منها،قلت قسماً منها، تريد منه ان تستمر النعره الطائفيه فبدونها سيخسرون. وان غداً لناظره قريب....... وللحديث صله ،والسلام
فاروق الجنابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا