الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتراف أستغواء الوان الهم الجمالي في مبحث جدارية شعرية غراء للشاعرة العراقية عليا محمد علي 1-2

شعوب الجبوري

2015 / 1 / 11
الادب والفن


هذه المقالة هي في عرض لمجموعة قصائد للشاعرة العراقية (عليا محمد علي) نشرت على موقع الحوار المتمدن بتواريخ متفاوتة، جريت بأستأذن من الشاعرة نفسها لغرض اجازة نشرها في حقل الدراسات المعرفية وأبحاث الذكاء الثقافي في المجال الادبي لحقل الشعر، التي نظمتها، وقد ضمنتها عن المعنى Du sens بقصيدة تم رصدها على اليوتيوب قصيدة بصوتها. الدراسة التي اجمعت على محاورها ضمن طاولة مستديرة النقاش لكل من (أ.د. شعوب، أ.د ابوذر، وأ.د الغزالي ود. اشبيليا باشراف أ.د جلال الجبوري) وتضمنت ماتحمله الجلسة او الدراسة محاور فيها ما يربط بين حملته القصائد من موضوعية في البنية الدلالية ومعالم الطقس الشعري الدال الذي تعيش فيه الشاعرة في كنف الإنسانية فيها. ثم للجلسة او الدراسة التي نحن بصددها الان سنتحدث باحد محاورها عن هذه البنية باعتبارها توليفا احتلاطيا ما بين المقولات السيمائية في مضمارها الفلسفي والمحتوى التنظيمي لهما، لكونهما تتمفصلا لمحيط النموذج البيئي بالدلالة على مستويي التعبير الشعري والمحتوى الفلسفي اللذين أرستهما الشاعرة في طورهما الكتابي المتفرد بتميزه لتصبح كل قصيدة ذا مستوى يشتمل على شكلها الترميزي ومعية مادتها التفلسفية في البناء. ومما لا شك فيه، اننا قد نحاول ان تصل لعوامل مشركة مع الشاعرة اي القصائد المنشورة والمحددة على الموقع المشار اليه اعلاه (يرجى الرجوع اليه عند الضرورة)، ليمكننا النظر إلى اللغة باعتبارها شكلا رمزيا ينظم من خلالها توارد مساحتين مختلفين في الاتجاه ومنفصلتين الافاق في شكليهما السميائيين الخاصين والخالصين في تحديد مكامن مكانة البنية الدلالية في دراستنا المعرفية لها عامة، وتحديد المعالم التصوراتية لها بأنها ذات لغات مبنية بتُجَلِّي الشكل الفلسفي وجوهره المتشاكس في مخيالية ماديته معا. وعليه ،ما قد نتداركهنحن في خضم هذا التفاعل هو تناول المعنى بالدراسة للقصيدة، وما سيرافقه من التحليل، الذي سيتم استعمال ادوات خلاله من استخدام لغة أخرى مشتركة لبعض اللغات التي يصعب علينا ترجمتها الى العربية، كلغة محايدة للتحديث عن الرؤى وعن اصل الشيء او النص نفسه بطريقة أخرى اكثر للمغايرة النقدية الحابسه، كي يتم اخذ اعتبارات الدلالة تلازما بين مستويين للسننة أو سنسنة المختلفين في القرأءة والنقد، مما قد يفرض ما يححده اللازم المعتمد بقواعد وقوف المسار عليه من معرفية تمكننا من التسنين أي الانتقال من سنن المحاور بانتقال منتظم من محور إلى آخر، وتنظيمهما وفق انسجام الوصف وبساطته. وهذا الانتقال في الدراسة بميل اتجها مهما كان توجهه إما عمودي أو أفقي. يعتبر بحسب الدراسة، هو تحويل بمخاض التعبير إلى محتوى في قراءة الجدارية بمحاولة لتفسير الانتقال اللوني من المرجع الفلسفي للوحة ومشهده الرمزي إلى مستوى البنية الدلالية، وهنا تكم اهمية الدراسة في الشد والجذب يمثل أهم القضايا الأساسية في السميائيات التي سنتاولها بحسب المحاور (لمزيد من الاطلاع على نصوص الشاعرة والمعلومات يرجى مراجعة الروابط، المذيالة عند نهاية المقال). التالية بحسب الباحثين وموضوعاتهم ادناه:
1. أ.د شعوب ( البنية الدلالية في قصيدة: رايات معتذرة، وقصيدة: لست ادري)
2. أ.د ابوذر (الملموس واللاملموس الدلالي في السياق السيمائي لقصيدة: ليت لي الوقت، وقصيدة: بكل ارادتي )
3. أ.د الغزالي ( المدلول الايحائي السيمائي في قصيدة: مد وجزر، وقصيدة: بحور شوق، وقصيدة: غيمة عطر)
4. د. اشبيليا ( النص الشعري في تحليل الخطاب السيمائي في قصيدة: نداءات قتلى، قصيدة: لاجل الحب)

ما أظهرته المحاور مع الروابط للقصائد أعلاه أنما هي تبحر في علاقة القصيدة للشاعرة عليا محمد علي من أنضاج للفكرة السيمائية في الكتابة أشارات تاريخية مثلت عبور لمراحل أعادة ( النوازع الذاتية والتي هي نفسها تعيد التمفصل الخاص في شحن أنشطةالمغامرة السيمائية ) (L aventure sémiologique) بملاحقة مرحلة مدها البنيوي الأشكالي الاخلاقي (moralité ) . واذا كانت تلك تعكس مثل هذا الاستخدام أجرائياً لتحديد فترة زمنية ما في (صيرورة) فكر ما فان هذا ما سيوجهنا الى تحديد نموذج الخصائص البنائية المميزة لكل توجه او تحرك داخل منظومة بناء هذه القصائد بعمق دلالي في السياق السيمائي (والمدلول الأيحائي للنص الشعري في تحليل الخطاب سيمائيا) إن ما يشد اهتمامنا في هذه الدراسة هو استنباط وأستقراء بعض المفاهيم التي كونتها الشاعرة في مأسسة التمرحل المخصص للمتدارك النظمي في بنية الصورة الشعرية مأسسة تكمن في حال استنباطها من الاسلوب المسبق لآلية إعداد عدة الكتابة في مخزونها الموسوم على صفحاتها او غرفتها البيضاء(La Chambre claire) للكتابة وما يتعلق الأمربالاشارات (des signes). وما تطرحة الفروع البحثية في العناوين انما هي ما ننوي أن نبينه كيف أن السيمياء في شد التركز بالكتابة حين تحرم من انسيابيتها الشعرية فتنشأ مكونات مايطلق عليها بـ"فينومينولوجيا عابثة" (phénoménologie désinvolte)، اي ان الشاعرة بهيامها الساحر في (التخيل) قد أخذت ترسم شحنات فلسفية شرقية بإعادة قراءتها للذات ولجسد ايقونة حالمة في رسم الصورة الشعرية بالاشارات، والتي سنحاول التطرق اليها من خلال عينات من الابيات الشعرية لقصائدها والتي اتناولها بحسب التوزيع للمباحث اعلاه في كل من قصيدة "رايات معتذرة" وقصيدة "لست ادري"، إذ يجعلني ان ألج بما يمكنني من فهم ذاكرة غرفتها البيضاء، في مدوناتها الشعرية، إلا على ضوء المدخل للقصيدتين المشار إليهما، كي يكون بابا لفتحها على المحاور الاخرى للدراسة.

وما اشرنا اليه كعنوان للمحور الاول وهو ما قد تتضمنه العبارة بالبنية الدلالية، لتغطية الاطار العام لمنظومة العوالم الدلالية نحو الحقيقية أو الجائز الوصول اليه لذات الطبيعة الاشاراتية للقصيدة وفردية الشاعرة كمكونات في ترسيم الشكل الايقاني او بمعنى التقرب الى طبيعة ثقافات الرموزية أو تشخيص حضورها المعزز. وعليه تبدو معرفتنا بالتوقف عند القصيدة لـ"رايات معتذرة" ما انها الا ذات كوامن تدلل على ابنيتها الدلالية، الماثلة والمتضمنة في صروف العوالم الدلالية، أو انها بمثابة بناء ماقبل اللسانية، لما تعكسه من مجريات في مجال ما سابق فاعله، وهنا مسألة غير ملائمة لربما فيما تعني "رايات معتذرة". فالمعنى يبدو تشير به الشاعرة كمعطى مباشر؛ وهذا يكفي ان تنبش النبض الانساني بذاتها، كي يعيش العنوان للقصيدة ويتصرف داخل عالم شعري دال. ولا تثار الشاعرة بمسألة وضع الدلالة البنيوي، إلا مقترنة بمشروع وصفها المعرفي. وقد يفرض قبول عالم الدلالة، افتراضية بنيويته، بالمتن تسند الشاعرة خضابها الشعري، بوجود بنية دلالية وتحشد تنظم عالِم المعنى للقصيدة، و أن هذه البنية المفترضة بعبثية الفينومينولوجيا، من أجل تقصي العالم الدلالي الشعري، باستضافة استكشافه. وما سيتراتب عليه عن هذا من نتائج مخاضية عاملة بالتماثلية، والذي يتحشد عليه ما سيكون علىه بمثابة عالِم الدلالة الشعري، وما تبني عليه تحكمات نظمية بالمداد، لتمكن القصيدة، من شروحية بناء قدرات نماذج الكفاءة المرنه في الصورية، التي تمكن ذاتها لمطابقة البنية التاريخية في حتمية بحث الوجود أو ما قد يترتب عليه ان يكون بإمكانها "القصيدة" أن تعكس العوالم الدلالية المعينة في "... (معتذرة) وماقبلها من "رايات..."-نظرية معرفية تمكننا من تقدير الاستكفائية، في نماذج الـ"رايات متعذرة"، وتقديرهاحق قدرها.

قصيدة " رايات متعذرة" للشاعرة عليا محمد علي، إنها مبحث عن فلسفة تقصي المعنى البنيوي والذات في القصيدة، قد تمثل مرتكزا حيويا للاندفاع نحو قراءة إلاشارات والنوازع، فلا بد وأن نتساءل حول هذا التشاطر في النوع الشعري لهذه الكتابة اولا. ولنقل انها اسفار مهيمنة، وإنها اشبه بمراجعات احتفالية تقام للخريف المقدس " في سفر رحلة الذاكرة"، انها تحرر من الأشكال المألوفة التي يؤسر لها وجد احد، بل انها تخفي قسمات ومظاهر أخرى تظهر وتتأثر، تخلق الاستيهام واضداده، فتمسخ حامل الراية. وتمكننا أن نسافر بالمفارقات(العنيدة)حتى اطراف حدودها القصية، لتجعلنا نتجلى بخصام ورضا في قبول القول إن الراية تزيل قناع الرضا بأعتذاراتها. لانها تترك لنا ان نسكن تصور تفاصيل ذاك الاعتذار بمسؤولية تنابع الحياة اليومية خارج أقنعة الرايات المزيفة ! إنها تجعل من وقفتنا ازاء تلك الرايات مربطا تماثليا بأعماق كائننا الاخلاقي المختلف، وبشرطه الوجودي المنتفض في وعينا الاجتماعي المتشابك، لذا فعلائق مقومات تلك الابنية مشيدة كمرشد وفق أسس شخصانية وهوية، وايضا يتضح بالضِّعف لعلاقات هشة كادت تقوى كما في:
أنتظارِّي طَالَ لتَغفّو !
أخالُني , أليّك أجيء سَرابّاً
حُلماً , طيّفاً , بَرقّاً
حَنينّاً ..
..لاعجب أن نجد (...أنتظاري...) تماثل الذات كحاضر بعمق الاخر المختلف، (ويوالد صنعة الملامسة التي يغلب عليها الشغب، حيث يشكل بعبارة ( طال لتغفو...) نجد هنا الاحيانية-الزمانية بـ(الام في لتغفو...) التي تجعلها كوسيلة لضمان العيش والاستمرار في الحياة، ودرء أخطار اللامبرر في التزلف والمسافة في الخيال الذي تستعمله الشاعرة في مؤخرة الاحتمال، للتمويه على اصطياد الخيال في الاحتمال أثناء الحلم-المقدس بالملموس، كما أن عنصر الأنتظار أساسي في الطقوس والاحتفالات المقدسة لهذا الشغب بذاتها (اليك أجيء سرابا...)، وهي تتفرج على صيروتها التي تحولت باللقاء (حلما، طيفا، برقا..) في مساحة من الصمت في (..حنينا)، مما تماثله كالهارب في مسرحية شخوصها الى الاقنعة والاقبية الساردة ظلها كسرابا/حلما/طيفا/برقا.حنيناً ما قد لم تتداركه وهي تعرف بأنها تحمل الآلم والهم الجمالي في اعترافها، لتنعت في قلبها الالوان بمملكة الدفء لبحثها عما مايحمله القلب، كما في:
أحملُ أعترافيّ على كفّي.
رسالة قلبّي الى قَلبّك
مما اتضح ان (رايات معتذرة) أداة لتجسيد المقدس قبل أن يصبح وسيلة جمالية ولعل هذا الوضع المزدوج هو الذي يفسر الالتباس الحاصل حول مفهوم الهاجس بالتعب/للراية اوحتى للتعذر الممتنع حيث تدل طقوسه والأحتفاء بها في (أحمل أعترافي في كفي...) من تدحرج الأعتذار من الذهن الى الكف الذي مثلته بالتدفق نحو القلب، او الجسد الملموس على السواء في رسالة تهتف ( رسالة قلبي الى قلبك) كما يصبح مرادفا لحامله أو للشخصية التي يجسدها أوالنوع الذي يمثله (..الى قلبك..)، في حين يرمز لفظ "الاعتراف" في مسرح الذاكرة الى اليدين في حمل النص ويؤكد على حضور حالة الوجد، ووجود حالة من الترجي والألتماس وبدون النطق بالكلمات، ويظهر هنا نوع من العناق الروحي فيه جزئية من الهذيان لان الاعتذار لا يُحمل بالكف بل يُنطق باللسان أو بالأيماء أو بالنظرة فنصبح هنا أمام طهارة" وليس أمام "فناء عدم". بل إن الذات نفسها هي التي تعثذر باعتبارها واجهة مرتبطة أساسا، حيث أتخذت الشاعرة بها أشكالا ضمنية كالثواب الموجه بالصمت، والطحن الروحي بالعين التي تعتذر دون كلمات، حين تلون طلاءها الأبيض الياسمين..، القمر، باعترافات واستغاثات تفلت دون سيطرة وتصبح مرآة للأعتذار فتفقأ رأسها المموه بالقلق أو القناع الوجودي الذي تركز على عضلات وجهها وهي تعبر فيه عن مقاصدها فيما خلقته الأقنعة المتعددة والمتنوعة، كما جاءت به بمعرفة الاخر "المعلوم-المجهول"، "المألوف/ المتدارك - المختلف/المخالف" في:
أعرِفُ أنّي أتعَبتّك
أعرفُ أنّي جَرحتُ الياسمينْ
مَزجّتُ المُرّ , غَيرَ قاصِدة بِِشهدّك ..
قسوّتْ ! نَعم قَسوّتْ!
نَعم قَسوّتْ! لقد شكل اعترافها موضوعا مبحثيا مختلف بإطار إثنولوجي وسوسيولوجي، كما حاولت أثارتها له في( أعرفُ أنّي أتعبتك ) حيث جعلت من معرفته لذاتها قصاصا بمعاقبة المقاربات والمفارقات، من زاوية التجويد النفسي، بمراجعتها عبر البحث عن العلاقة بين الصنو البدائي والجنس في المفاضلات، مما تمنحنا باعترافاتها "تحمل الراية" التي تستلزم الإحاطة بموضوع، اقناع النظر لـ"عنوان القصيدة" في بعديه المقدس والمتخيل، وربطه "..المتعذرة"، بالتالي المعطوف هنا، أخذ بطقوس واحتفالات من جهة "أعرف أني جرحت الياسمين..."، وهذا التمسرح كفن باللون "الابيض للياسمين" حينما تمرغت بها الشهقات في "مزجت المر، غير قاصدةٍ من جهة ثانية. حيث إن التقدير الذي حظيت به أن درجة الاقناع "هو الضمير" في الاحادية التي لاتجد مبرر لما تريد تفسيره إلا في العلاقة التي تربطها بالمقدس، حيث تجاوز كونه أداة مثالية، ويتطلب بالتالي الى تنفيذ طقوس خاصة أثناء صنعها كما أشارت إلى ذلك بــ(...بشهدك) كأنما أعادت تصب جم اعترافها بالمشبهات وهي تغلي بمشاعرها في "الشهد" أو ملامسة أرضيته. ومما يتجلى هذا الطابع المقدس في كون بعض الآلهة القديمة قد تُجسد عن طريق الاقناع في الاعتراف، وفي الايمان بوجوده بوحدة وجود روحها التي أستكانت في أعترافات مسترسلة بـ(قسوت...نعم قسوت!.)، بالتالي، هنا جاءت تتواجد بوجودها معه ومصارحة مصائرهم الفردية والجماعية، لذا فإن عدم اعترافها، قد يؤدي بشعورها إلى نوع من الركض الى الهاوية، كما يتجلى أيضا في كونها تعبر وتعتروف أن القوة الإلهية لهذا الاعتراف مجسدة في الاقناع لما طاف بها التدارك ببوصلة الازمنة والواقع. لقد أعترفت بالمواقف القديمة على نوعين من الوعي الاعتراف: الوعي الطقسي ووعي التمرد ونتائجهما. ارتبط الأول بالاحتفالات للصورة الشعرية، التي كأنها تقوم بالاعتراف للضمير-الاله، في حين شكل الثاني إستفسارات ومراجعة الذاكرة كمرايا تلاحق في نصوص مسرحيات مررت تجاربها بشخوص تراجيدية وكوميدية، وإن كان هذا التمييز كتحصيل حاصل أفضى الى امكانية قابلة لإعادة النظر، بأحكام أن التعاشق الروحي، انحذرت به الشاعرة عليا محمد علي من طقوس ماضوية سوسيولوجية. ومكنها من التأكيد على أن مسألة الاعتراف هو مجرد اسلوب ذاتوي-طقسي في ذاكرتها-المرايا القديمة ليست سوى جزء من مسألة أكثر تراودية في عمومية تجسيد الذات بأنسنتها. فالشكل المفعم تمثل بومضات من سجالات في معاصرتها لظواهر الاحداث والوعي المستنبط من التجربة، مما ترك في الذاكرة صورة مؤنسنة، متمثلة في طقسنة المجسد الإجتماعي عبر الخصائص الأكثر إبهارا في استغواء الجسد الإنساني في الهم الجمالي المشوب بقوة صراخ الالوان... لكن بموازاة ذلك، فإن الالوان لبعض لمساتها المترفة ترك بصمة في خصوصية التجربة، مما اصلح وجهها بالتعبير رمزيا عن مظاهر أخرى للماضوية الفوق طبيعية في المشهد اللوني،.وتمثل ذاك بالظاهرة المكانية، في خروقات العمق بخوارق الاعتراف في ثلاثة نماذج أساسية هي: الدلالة، المدلول، والمدلول عليه.. فالشاعرة عليا محمد علي أيقظت قوة مجسدة في قدرة تناضح التجربة في الوعي الفوقي كما هو ادناه في "...وأبقظت جنون عتاب في أشجار سعدك.." تخلق بهذه الصورة ملاحقة معبرة عنه كالمسخ الأسطوري، ووهي عائدة للذاكرة كالنموذج التشكيلي لهذه القوة والفروقات عبر شكل مزدوج في قوة شخصية أنوثتها كأنما تقافزت الصحوة من غشوة حلم، ويبرز هنا نوع من التوحش في الخطاب الشعري حين كسرت صمتها بصرخة "... وأني كسرت المرايا" مما أعاد النظر بكل الاعترافات، وبرزت هنا، كرامتها في مساحة كسرت بها المرايا كتعبير عن تهشم باطني فائق لكن مجرد ما تنامت اللحظة في الاسباب، بين لها صوت اخر في "..لكن.." الذي ارعد داخلها بصوت أستدراكي : لكن ما لمست وعدك وهنا عادت الشاعرة الى نبض أخر مغاير، فهي صوت لم يتجسد بعد ولا يعبر عن الهزيمة الروحية كما قد يُفهم مما جعلها في عنفوان هادرمتخضبة ضمن طقسها وفي نقطة هامة للاعتراف بمظهر الاقتناع من حيث تم التعبير عن مواقف راهنة مختلفة ومتناقضة كالتحفظ الأنثوي والقلق والمعاناة الروحية العفيفة التي لا يمكن التمرد عليها أما الشاعرة فقد أعتبرت الاعتذار المقنع بامتياز في "رايات متعذرة". من الخصائص الأساسية التي تؤكدها القصيدة بالأركيولوجية الأدبية البنيوية، حيثما اتضحت جليا، في تمثلها.

باريس- 11.01.2015
الى الملتقى في حلقة 2








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد أيهاب عنان السنجاري
شعوب الجبوري ( 2015 / 1 / 12 - 01:16 )
شكرا لك سيدي...بكل سرور، كن بخير


2 - السيد علي مبارك
شعوب الجبوري ( 2015 / 1 / 12 - 01:18 )
شكرا لك سيدي...، بكل السرور، كن بخير


3 - السيد راضي علي ابو جاويد
شعوب الجبوري ( 2015 / 1 / 23 - 06:33 )
شكرا لك سيدي...، بكل السرور، كن بخير

اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس