الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة الحل السياسي في سوريا

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2015 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان الإيمان بعدالة القضية السورية ، يرتبط بالإيمان في الحل السياسي ، فعلينا أولا تحديد شكل وطبيعة وخيارات هذا الحل ، وأن نعيد طرح السؤال مرات متعددة ، هل يقبل الخصم الذي يمعن في القتل والإجرام بالحل السياسي ؟
حلفاء نظام الأسد يتولون الإجابة عنه في جميع المحافل الدولية ، أنهم مع الحل السياسي الذي يحقق " تطلعات" الشعب السوري ، مع حصر تلك التطلعات بالإبقاء على قاعدة النظام بل وهرميته أيضا . فحديثهم عن الحل السياسي محاولة للتغطية عن جرائم النظام ، فاليد التي تقتل هي نفسها اليد التي تمتد للسلام ، وأي سلام ؟.
بالمقابل تلقفت المعارضة التقليدية فكرة الحل السياسي بكثير من التخبط والتعثر ، بل وبكثير من الخجل أمام الموقف الدولي الذي يدعوها للحل السياسي، دون أن يحدد سمات هذا الحل وشكله النهائي .
حتى الآن لم تستطع القوى الدولية (روسيا – أميركا) الداعية للحل السياسي تحديد شكله ومضمونه، وإلزام جميع الأطراف بموجباته ، رغم المبادارات السياسية التي رعتها الأمم المتحدة والجامعة العربية ، لكنها بقيت مبادرات تدور في الفضاء السياسي لوسائل الإعلام ، وهو ما خلق حالة من الفوضى السياسية ، فكل طرف بات يتحدث عن الحل السياسي كنوع من المزايدة ضد الطرف الآخر، سواء النظام وحلفائه ، أو المعارضة والأطراف الأقليمية الداعمة لها .
قد يستغرب البعض ، إذا قلنا إن رؤية نظام الأسد للحل السياسي أصبحت منجزة ، بعكس رؤية فئات المعارضة، التي لم تستطع حتى الآن الاتفاق على رؤية سياسية واضحة المعالم على شكل ومضمون الحل ، بل إن الكثير من فئات المعارضة بتنا اليوم نسمع عن اقترابها وملامستها لرؤية النظام للحل ، باعتبار أن رؤية النظام للحل هي رؤية روسية ممهورة برؤية الحليف الإيراني .
يظل السؤال معلقا ، هل رؤية نظام الأسد للحل بما أنها في الأصل رؤية الراعي الروسي ، هي نفسها رؤية الشعب السوري نحو الحرية والتغيير السياسي ؟ وهل تسليم بعض فئات المعارضة التلقيدية بالرؤية الروسية هو نهاية المطاف ، كما تحاول روسيا أن تصور ذلك ، عبر دعوتها لشخصيات محددة في المعارضة ودعوتها باقي أقطاب المعارضة للتسليم بتلك الرؤية ، أو لنقل بعبارة أدق بالوصفة الروسية للحل ، مع ضمان مشاركة سياسية واسعة في السلطة مع النظام ، وإهمال رؤية الشعب السورية وتجاوزها بشكل كامل ، وكأن القضية السورية هي بين المعارضة والنظام فقط ، أما الشعب وقواه الحية فلا دور لها في الوصفة الروسية ، وربما لا وجود لها على الإطلاق.
أمام هذا التخلي الواضح عن رؤية الشعب السوري للحل السياسي وطموحاته وتطلعاته المشروعة ، سواء من المعارضة التقليدية أو من حلفاء النظام على حد سواء ، ستفشل جميع الحلول والوصفات الجاهزة كما أثبتت التجارب ، ومهما كان حجم الضغوط السياسية كبيرا .
تجدر الإشارة ، أنه لا أحد، سواء في المعارضة أو النظام ، استطاع أن يلامس رؤية الشعب السوري للحل وأن يفهمها فمها صحيحا على أساس المصلحة الوطنية لا على أساس المصلحة الشخصية أو الحزبية ، لأن جميع الأطراف ظلت على مدار السنوات والشهور الماضية بعيدة عن التواصل مع القوى المجتمعية الحية للشعب السوري ، ومد الجسور بين مكوناته الرئيسية.
فمثل هكذا تواصل إن تم برعاية دولية وإقليمية ، يشكل رصيدا مهما ، لدعم خيارات الحل السياسي ، القائم على أساس الرؤية الوطنية لكل مكونات الشعب السوري ، وليس المفروض ضمن التوافقات الدولية برؤية منحازة لطرف دون غيره ، فأي حل مفروض ، سيفشل فشلا ذريعا وسيكون بمثابة بارود جديد يضاف على لهيب الحرب المستعرة .
عندما يتأكد حلفاء النظام أن وصفتهم للحل السياسي وصفة غير متوازنة ، وعندما يتأكد أصدقاء الشعب السوري الذين غاب دورهم اليوم عن دعم أي حل سياسي ، أن لا رؤية يمكن اعتمادها أساسا لأي حل ، سوى رؤية الشعب السوري المستمدة من قواه الحية ، بعد أن تكون سقطت جميع الخيارات الأخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع