الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب فقير وثروات هائلة

طاهر مسلم البكاء

2015 / 1 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


صحيح ان الظروف التي مر بها العراق هي ظروف قاسية وخاصة الفترة الممتدة منذ العام 1980 وحتى اليوم ،حيث استمرار الحروب الكبيرة وتعرض البلاد الى حصار قاس ٍ لاتزال آثارة فاعلة حتى الوقت الحالي ، وقد تعرضت البلاد الى تدمير كامل وصل اسس البنى التحتية ولأكثر من مرة ، غير ان امكانية استعادة البلاد عافيتها والنهوض مجددا ً كانت موجودة في كل مرة بسبب :
- ما يتصف به العراقيين من قدرة على تحمل الظروف الصعبة واعادة البناء .
- توفر القدرات والكفاءات العراقية وبمختلف الأختصاصات .
- توفر الثروات الهائلة التي تشتملها الأرض العراقية في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والسياحة والثروات الطبيعية والمعدنية .
ولاعجب ان وصف العراق بجنة عدن ، سواء قديما ً او حديثا ً ولكن ما الذي يحدث اليوم على ارض الواقع فيؤدي الى هذا الواقع المزري والمأساوي وعلى مختلف الصعد حيث :
- تحتل عصابات غير مكشوفة المصدر اراضي شاسعة من البلاد ،في وقت كان الجيش العراقي قبل احداث الكويت يعد من عداد الجيوش المتقدمة في العالم عدة وعدد .
- يعيش اغلب مواطنيه اليوم تحت مستوى خط الفقر رغم الثروات الهائلة التي تكتنزها ارضه .
- هاجر ويهاجر الملايين من ابناءه وخاصة الكفاءات ، تاركين الوطن بسبب الظروف الصعبة التي تواجهها البلاد .
انعدام التخطيط وغياب الكفاءات :
يعتمد اغلب بلدان العرب النفطية وخاصة العراق على النفط في نفقات الميزانية العامة للبلاد ،ومع ان ايرادات النفط هي ايرادات جيدة تعتمد على القدرة الأنتاجية للبلد من الحقول المتوفرة غير ان من الخطأ الأعتماد الكلي عليها للعديد من الأسباب الموضوعية ،التي انتبهت لها أغلب الدول النفطية وبدأت معالجات أختلفت وفق أجتهاداتها المختلفة وما اشار عليها خبراء الأقتصاد في هذا المجال ،غير ان العراق لايزال غير مهتما ً في هذا الجانب و موغلا ً بالأعتماد الكلي على النفط .
ولو أستثنينا موضوع ان النفط مادة محددة بعمر ووقت نضوب ،فأن هناك مخاطر أخرى لاتقل أهمية ً عن ذلك سنتناول البارز منها وسنأخذ العراق مثالا :
- خدمت الظروف العراق في السنوات الماضية ،غير ان هذا لايعني انه استثمر هذه الظروف بصورة حسنة ، فقد ارتفع الأنتاج النفطي بشكل متصاعد منذ العام 2003 ففي وقت كان لايتجاوز 1.4 مليون برميل في اليوم فقد أصبح في العام 2011 يبلغ 2.1 مليون برميل يوميا ً ،وليس هذا فحسب بل ان ذلك التصاعد في الكم رافقه تصاعد في سعر البرميل ففي وقت كان سعر برميل نفط البصرة يبلغ 23.32 دولار فأنه قفز قفزات كبيرة حتى بلغ 106.17 دولار عام 2011 ،وهذا أعطى مرونة واسعة للتوسع بالميزانية الى ارقام كبيرة فمن 6.1 مليار دولار أصبحت عام 2013 ميزانية ضخمة زادت على 118 مليار دولار ،لو استغلت بالصورة المثلى لكانت قد اوجدت فروق كبيرة وظاهرة على بناء واعمار العراق وعلى رفاهية شعبه .
ولكن هل تبقى الظروف والمتغييرات الدولية تخدم العراق على هذه الشاكلة الى الأبد ،طبعا ً من غير المنطقي ان نقول هذا وقد يزداد الأنتاج بأضافة حقول جديدة ولكن قد ينخفض سعر البرميل حيث أنه امر غير ثابت .

- الأمر المهم الآخر هو توقع أكتشاف بدائل طاقة جديدة تنافس النفط ،وهذا ما ينفق عليه اليوم كثيرا ً في البحوث والدراسات الحديثة وذلك لما لهذا الهدف من حافز أقتصادي وبيئي كبير ، وقد ظهرت بالفعل بدائل صديقة للبيئة ودخلت الخدمة في عدد من الدول المتقدمة ولكنها لاتزال بأطوار بعيدة عن منافسة النفط ، ولكننا شاهدنا ان العلم قد ذلل الكثير من الصعوبات وتغلب عليها وأنه قد يصل الى هذا الهدف بوقت ليس بعيد ، وأن على الدول النفطية ومنها العراق التحسب جيدا ً الى اليوم الذي لايعود للنفط القيمة التي هو عليها الأن ،وهذا يتأتى من أستغلال الثروات والفرص المتوفرة حاليا ً في بناء ما دمر من البلد وفي تأسيس صناعة حديثة يمكن ان يرتكز عليها البلد مستقبلا ً ، وعدم الأستمرار بالأعتماد على الغير في كل شئ حتى في لقمة العيش ،ويتصور البعض ان زيادة العائدات النفطية ستكون كافية لسد أحتياجات العراق المستقبلية وهذا خطأ واضح ،فلو أخذنا توقعات وكالة الطاقة الدولية التي تقول ان العراق سوف يكون قادرا ً على تصدير 4.4 مليون برميل يوميا ً عام 2020 ، وهذا طبعا ً عند توفر الظروف الطبيعية والأستقرار الأمني ، فأن هذه الزيادة لن تكون بذات أهمية كون نفوس العراق ستزداد أيضا ً الى أكثر من 40 مليون نسمة .
و يتضح من هنا أن العراق اذا أراد التقدم والبناء وأسعاد شعبه فعليه أستغلال الثروة النفطية في أستنهاظ مسرع لكل موارده الكبرى المجمدة اليوم كالثروة الزراعية والحيوانية وأيجاد صناعة متطورة تفي بأحتياجات البلاد المتزايدة والأهتمام بالثروات الطبيعية الأخرى التي تزخر بها أرض العراق ، وأحياء السياحة والأهتمام بالشواخص المهمة في تاريخ العراق حيث لاتزال مئات المواقع الأثرية مطمورة تحت الأرض بحاجة الى تنقيب وأظهار ، أن هذه النهضة لو حدثت سوف تعيد العراق الى السير نحو الأمام في طريق التطور وستنهي كل ما هو مؤلم ومزيف في الواقع العراقي ،وان هذا لن يتأتى اذا استمرت الظروف الحالية على ماهي عليه من حيث التهميش الكامل للكفاءات مما يظطرها الى ترك البلاد ، وترك التخطيط العلمي وعدم مكافحة الفساد والترهل الوظيفي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تحمل الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لفرنسا؟| #ا


.. روسيا.. اشتعال النيران في مستودعات نفط بعد هجمات بمسيرات أوك




.. حزب الله يستهدف مبنى عسكري إسرائيلي بالجليل الغربي| #الظهيرة


.. وزير الداخلية الإيراني: الشعب الإيراني اختار مسعود بزشكيان ا




.. واصف عريقات: الجيش الإسرائيلي ينقصه المعنويات والروح القتالي