الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا،الفاجعة الكبرى و الفهم الاكبر لسوء الحكامة

محمد البكوري

2015 / 1 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


تنوعت القراءات و تشعبت التحليلات ) فيها الامني و الديني و السياسي و الحقوقي و التربوي و الاستراتيجي...( فيما يخص فاجعة شارلي ايبدو . ويبقى المنظور المتعدد المستويات هو المنظور الكفيل بادراكنا العميق لحجم الفاجعة و تداعياتها. وعموما، فاننا نرى ان الحقيقة الاكثر بداهة ،التي يمكن ان نستشفها من وقوع هذه الفاجعة المؤلمة تدور في فلك مسالتين جوهريتين او نمطين من انماط الحكامة ) الحكامة الامنية و حكامة المخاطر(.فاذا كنا نرى ان الحكامة هي براديغم حيوي و دينامي للتدبير الواعي لبنيات اي نظام من الانظمة او اية مؤسسة من المؤسسسات ،ومن ثم تبلورها كالية نموذجية للتدبير، او انها جملة متراصة من الاواليات وكل موحد من المبادئ المتوسل بها للوصول الى تدبير ذو كفاية وفعالية ، شفاف وتشاركي ، رشيد و معقلن، مندمج ومسؤول، استشرافي و استراتيجي. بصيغة واحدة تدبير حكاماتي. واذا كنا نعتقد ان الحكامة الامنية هي مختلف التدابير و الاجراءات الوقائية و الزجرية المعمول بها للحد او التخفيف من الجرائم الممكن وقوعها او المحتمل حدوثها )بدءا من المخالفات البسيطة كحادثة سير ووصولا الى الجرائم الخطيرة كالارهاب (.واذا كنا ننظر الى حكامة المخاطر، باعتبارها احدى السبل و الاواليات المفكر بها بعمق وتبصرلبلورة اسس و اركان التدبير الجيد للمخاطر و التعامل المحكم معها . انطلاقا من كل هذه التصورات الابستيمية يمكن طرح السؤال التالي: كيف تتبلور اوجه القصور و مكامن الضعف في هذين النمطين من الحكامة) الحكامة الامنية و حكامة المخاطر(، و عبرها تو اجد نموذج الحكامة السيئة، المختلة ،الهشة من خلال القراءة الاولية لاعماق هذه الفاجعة؟.على هذا الاساس، يمكن القول ان من ابرز القراءات المستخلصة بخصوص فاجعة "شارلي ايبدو" ،نجد كون الهجوم عرى عن قصور بين على مستوى نمطي حكامة المخاطر و الحكامة الامنية وعدم ارتكانهما على اسس صلدة و ركائز صلبة ،وهو المعطى الذي يمكن الوقوف عليه من خلال مستويات الفهم التالية : -اولا: الفهم المعولم والاستراتيجي للفاجعة : حيث انه في ظل سياقات ارهاصية نشات ظاهرة العولمة كصيرورة من صيرورات التطور البشري ، الغير المسبوق و المتلاحق الابعاد .وهي الظاهرة التي صاحبتها و جايلتها جملة من التحديات، جعلتها تعرف رجات وهزات، هددتها و مازالت تهددها في العمق ،وذلك من منطلق ان المخاطر اضحت من ابرز عناوينها: امنيا ،اقتصاديا، اجتماعيا ،ثقافيا، بيئيا... هكذا تحول المجتمع الانساني برمته من الامن النسبي الى مجتمع المخاطر، والذي يعد نتاجا خالصا للصدمات القوية ،الكابحة لتطوره السلس. حيث اخذ المجتمع الدولي باسره، يتسم بصفات الهشاشة والضعف ويتبلور كمجتمع مهدد في العمق ،تحدق به المخاطر من كل صوب وحدب، وتصيره بالتالي مجتمعا رخوا ،قابلا للاختراق في كل وقت و حين. ان فهم الفاجعة من هذه الناحية ،يجد اساسه ،في كون فرنسا كانت تنظر الى نفسها، وبشكل دائم ،الى كونها في مناى عن اي تهديد ارهابي قد يهدد كيانها الامني ، وهو التهديد الذي اصبح يكتسي الطابع المعولم بنفس القدر الذي تكتسيه ظاهرة الارهاب في حد ذاتها .فليس هناك اي مجتمع قد يدعي انه غير معرض لهذا النمط الفتاك من الخطر)الولايات المتحدة الامريكية، اسبانيا، بريطانيا، المغرب...( اذ اضحى الارهاب ظاهرة معولمة ،لاتعترف بالحدود و لا بالثقافات ،ويمكن ان تهز ارجاء اي دولة من دول المعمور .و الادهى من ذلك ان فرنسا حولت استراتيجيتها على مستوى احتواء الخطر المحدق بها ،بشكل فيه الكثير من الدوغمائية و الاستعلاء ، الى التهديدات الارهابية التي يمكن ان تمس رعاياها و مواطنيها المتواجدين بالخارج)تحذيروزارة الخارجية الفرنسية في هذا الصدد، والذي نصح الفرنسيين بعدم السفر الى بعض الدول، ومنها المغرب(في اطار يتسم بنوع من الاستخفاف وغياب بعد النظر، وهي السمات التي تم رصدها على مستوى الخطا الفادح المرتكب بخصوص شبه فقدان لحليف استراتيجي في مكافحة الارهاب )في اطار الازمة الديبلوماسية الناشئة بين الرباط و باريس -نتيجة ما عرف في الصحافة الفرنسية "بحادثة نويي" ،والمتمثلة في استدعاء مدير مراقبة التراب الوطني المغربي الى العدالة الفرنسية، وحوادث اخرى ، ساهمت في تصدع العلاقات بين البلدين ، من قبيل ،التصريح المستفز للسفير الفرنسي بالامم المتحدة جيرارارو ،و الذي وصف المغرب ب" العشيقة"،و كذا حادثة تفتيش وزير الخارجية المغربي باحد مطارات العاصمة الفرنسية ، ثم حادث الاعتداء اللفظي على ضابط عسكري مغربي كبير-وهي الازمة التي كان من ابرز نتائجها تعليق التعاون القضائي بين البلدين و التراجع على مستوى التنسيق الامني و الاستخباراتي ).ان المغرب اصبح رقما مهما ،يعول عليه لايقاف النزيف الدموي لهذه الافة، خاصة على المستوى الاستخباراتي و المعلوماتي .علما ان بلادنا اكتوت بنار هذه الافة، الشيء الذي جعلها تتبنى خطوات رائدة على مستوى حكامتها الامنية ، بما فيها مستوى امتلاكها لادوات استباقية في مواجهة اي خطر ارهابي محتمل ،وهو ما تم الاعتراف به من طرف العديد من الدول كاسبانيا ،التي ما فتئت تؤكد على متانة علاقات التنسيق و التعاون مع المغرب في هذا الصدد. -ثانيا : الفهم الوقائي للفاجعة : حسب تعريف "ISO








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي