الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالح الثلاثية ( الصين ، السودان ، التمرد )

كور متيوك انيار

2015 / 1 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


المصالح الثلاثية ( الصين ، السودان ، التمرد )

كور متيوك
سينعقد في الخرطوم يوم الاثنين الثاني عشر من الشهر الحالي إجتماعاً للجنة السداسية التي تضم كل من جنوب السودان والسودان والصين واثيوبيا والهيئة الحكومية للتنمية بجانب التمرد ، بمبادرة صينية في إطار سعيها لدفع مفاوضات التسوية ، واعطاء دفعة لقمة دول الايقاد في الثامن عشر باديس ابابا .
كثرت المبادرات الدولية والاقليمية الساعية لوقف الحرب والصراع الدائر في البلاد بين الحكومة والمتمردين ورغم الضغوط الذي يمارس على الاطراف ، لكن من الواضح أن الطرفين لم يقتنعا بعد بجدوى الاتفاق ، ومن الواضح إنهم يفضلان خيار الحرب والتي في تحققها سيترك طرف واحد في الساحة دون الاخر لذلك خيار الحرب جذاب جداً ومفضل ، اما في حال اتفاق السلام فالطرفين سيشاركان في الحكومة والفترة الانتقالية .
من الواضح أن الصين تولي عناية فائقة لمسالة الحرب في البلاد لان مصالحها تتضرر باستمرار الحرب وهذا ما يبرر وقوف الصين خلف المبادرة ، كما أن الولايات المتحدة ودول الترويكا ابدت اهتماماً اكبر من الاهتمامات الصينية وظلت بعيدة من المبادرات وستكون الاجتماع الاول من نوعها يقوم به الصين منذ تفجر الاوضاع قبل سنة ويمكن القول أن الصين قد تاخرت كثيراً لتتخذ قرارها .
الامر الاخر حول المبادرة الصينية هو عقدها في السودان بدلاً من الصين وليس هنالك مبرر لعقدها في السودان طاما أن الصين هي من تقف خلفها ، كان يفترض للصين ، إن تعقد الاجتماع في الصين وهي قادرة على ذلك ، وكان سيكون لها تاثيرها الواضح ، لكن عقدها في السودان يثير العديد من الاسئلة حول امكانية وقوف السودان خلف الخطوة الصينية ، خاصة وان مبادرات عديدة ومهمة عقدت في دول الاقليم ودول جوار البلاد في كل من يوغندا واثيوبيا وتنزانيا وكينيا ، وظلت الدور السوداني ضعيفاً ، ولا يذكر رغم أنها اكدت اكثر من مرة أنها من اكثر دول الاقليم تاهيلاً ومعرفة وقرباً من اطراف الصراع ، لكن الحكومة ظلت تتهم السودان مراراً احياناً بصورة مباشرة واحياناً بصورة غير مباشرة بدعم المتمردين وايوائهم ، واخرها ما جاء في حوار وزير الخارجية مع صحيفة الشرق الاوسط ، وربما هذا ما يقلل اي دور سوداني في حل قضية ابيي ومن الصعب على السودان ان تطرح مبادرة للحل في البلاد وتحظى بموافقة الحكومة دون ان تثير الشكوك وربما الصين تفعل ذلك بمبادرة سودانية .
هنالك العديد من المؤشرات تدعم الفرضية ، رغم أن العلاقات مع الحكومة والصين شهدت تطوراً مؤخراً بالمقارنة بما وصل اليه في العام 2012م غير أن السودان مازال يعتبر شريكاً تجارياً للصين ، وواحد من اكبر شركائها في القارة ، كما أن التمرد تحظى بدعم الحكومة السودانية ، وبما أن بعض المؤشرات تشير على احتمالية التوصل الى اتفاق للسلام ، فربما هذا استراتيجية سودانية لاحداث اختراق بين علاقات الصين والمتمردين ، ولقد سبق وكرر المتمردين الطلب من الصين بالضغط على الحكومة للعمل من اجل انهاء الحرب بما تتمتع بها من نفوذ بعد إن توقف اغلب شركاء الحكومة الاوربيين وامريكا ، وظلت الصين تدعم مشاريع الحكومة ؛ الصين تبحث عن استقرار في مناطق انتاج النفط لذلك لن تمانع من هذا الاختراق لتتحول للعب دور مزدوج بين الحكومة والمتمردين يحفظ لها الوقوف بالقرب من الطرفين في حال حدوث اي تغييرات .
للسودان مصلحة مباشرة من مثل هكذا مبادرات ، وفي حال التوصل الى اتفاق للسلام ستضمن أنها تستطيع تحقيق استراتيجياتها بشكل افضل بوجود المتمردين في الحكومة الانتقالية ، وبهذا المؤتمر ارادت كسر حالة العزلة التي احيطت بها باعتبارها متهمة كطرف اقليمي في الصراع ، لكن الاسباب التي جعلت السودان يرفض من قبل مبادرة الرئيس كير للتوسط بينهم والحركة الشعبية قطاع الشمال ستجعل الحكومة تتحفظ وتتخوف من اي مبادرة سودانية لحل الازمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب