الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكرار لخلق الاستحمار

عادل رضا

2005 / 9 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



أن علي الانسان , أن يتحرك في الواقع الذي يعيش فيه بحس النباهة و الوعي و البصيرة , بدافع من التكليف الشرعي , المستند علي فكر ديني ثوري و أنقلابي ساعي الي نشر العدالة بين البشر علي مستوي العالم....كل العالم.

و الانطلاق من مواقع القوة , من بين مواقع الضعف ضمن خطة , يكون الدافع للتطبيق لها(أي الخطة) هو ألاداء للتكليف الشرعي من جهة , و الارتباط بالمنبع الالهي الاساس , و هو الله , من جهة أخري .

أن تلك الاشياء هي ما تصنع السعادة الحقيقية للانسان من ناحية, و من ناحية أخري هي ما تعطي للحياة الدنيوية معني و وزن و قيمة.

و لاشك أن العديد من الناس و الافراد يعيشون واقعا معيشيا مأساويا علي المستوي الحياتي و المعيشي , و لكن نراهم يتحركون بالتكليف الشرعي و في خط العدالة الالهية بما لا يرفع و لا يساهم بتعديل المستوي المعيشي و الحياتي , لهم و لأسرهم , بل علي العكس تري الحرمان منتشر علي المستوي الاستهلاكي السلعي(اذا صح التعبير) , و لكن تجد السعادة و السرور و العودة الي تطبيق التكليف الشرعي مرة بعد أخري بدون ملل أو كلل , حتي الاستشهاد , و هذا الامر الاخير لم يستطيع الاستكبار العالمي و لا الاجهزة المرتبطة به , شرحه و لا تفسيره لأنفسهم كأجهزة مخابراتية و تنظيمات دولية , أو حتي عندما يتدخل الاعلام الخارجي بالشرح و التحليل لمواقف سياسية , يجد فيها التضحية و الفداء بالنفس و الروح و بالمستوي المعيشي الشخصي من أجل الدين الحقيقي في الحركة في خط المبدأ و الهدف و الكرامة ,نجد العجز عن التحليل و السذاجة في الطرح و التفاهة في الحوارات.

طبعا لماذا لا يستطيع الغرب و أزلامه تحليل تلك الامور؟

أن ذلك موضوع سنناقشه في موقع أخر , و لكن لنعود الي موضوعنا , لنقول:

أن هذه المقدمة السابقة هي مدخل لما نريد التنبيه عليه بقوة , ضمن حركة تكليفنا الشرعي في نصرة المظلوم علي الظالم , نحن هنا نريد الاشارة , ألي الاعلام الاستكباراتي و توابعه من الاعلام المساند, هذا الاعلام المنحرف الذي يتحرك في خط خدمة الخطط الاستكبارية ذات الاهداف الشريرة.

أننا نجد أن العديد من وسائل الاعلام الاستكبارية و من يتبعها من أعلام عربي و أقليمي مساند , يتحركون كلهم بلا أستثناء في خط التقسيم الطائفي و الديني و العنصري للمجاميع الشعبية الموجودة علي أرض السواد , عند حديثهم و تطرقهم في تلك الوسائل الاعلامية عن ما يجري في العراق الجريح من تطورات و أحداث يومية متتابعة.

قد يقول البعض:

أن هذه التقسيمات تمثل واقعا موجودا علي الارض , وأن ذكر هذه التقسيمات بالاعلام العالمي و الاقليمي هو من الامور الطبيعية و العادية لما تمثله من حقيقة موجودة علي أرض العراق الجريح.

و لكن ما تقوم به وسائل الاعلام القذرة, لا يتحرك في خط ما هو ما هو طبيعي من حيث الكلام عن التقسيمات بما تمثله من خصوصيات طبيعية موجودة .

أن ما يجري في وسائل الاعلام الاستكبارية القذرة و توابعها العميلة , هو محاولات مستميتة متواصلة لا تهدأ و لا تمل عن العمل و السعي نحو خلق أنفصال في اللاوعي , عن طريق غير مباشر , من خلال تكرار الحديث عن تمثيل فلان للسنة العرب , أو تيار أخر للاكراد , و عن زعامة فرد للشيعة.....الي الخ من الاطروحات و التحاليل و الاسئلة التقسيمية.

أن هذا الكلام و تكراره علي مستوي الاعلام بشكل متواصل , يراد منه تفعيل هذه الصورة الانقسامية في اللاوعي لدي الانسان العراقي , لتحقيق أنفصال نفسي و أجتماعي غير معلن في داخل ذاته .

و من جهة أخري عندما نلاحظ أن المذيعيين و مقدمي البرامج يتحركون بالاسئلة و الحوارات علي أسس التقسييم العرقي و الديني و الطائفي , مهما أصر الضيف في اللقاء علي أستهجان مثل هذه التقسيمات , فنحن نري أن من هو في مواقع الاعلام الاستكباري , يظلون متمسكين بأسئلة و أطروحات تحتوي مثل هذه التقسيمات.

أن الهدف الاساس هو صناعة حالة من التقسيم و الانفصال الغير معلن في اللاوعي في داخل شخصية الانسان العراقي الموجود في حاضرنا .

أن العراقيين القدماء (اذا صح التعبير) مسلمين سنة و مسلمين شيعة أو مسيحين و حتي الملحدين , و من أي طائفة و ملة و عرق , علي سبيل المثال لا الحصر:

عندما كانوا يتوجهون بالزيارات الجامعية الي النجف , لمقابلة الشهيد الصدر الاول محمد باقر الصدر , و الامام روح الله الخميني , أن هذه المجاميع التي كانت تتحرك كوفود طلابية من مختلف مناطق العراق الجريح و من جميع ملل و طوائف و أعراق أرض السواد.

أن هؤلاء كانوا يتحركون ضمن هذه الوفود كحركة طبيعية و من دون أحساس داخلي بالانفصال و البعد عن الطرف الاخر.

كان هناك نوع من الوحدة النفسية و الاجتماعية بين هذه المكونات , ضمن نطاق هذه الوفود (علي سبيل المثال لا الحصر) , و حتي حالات الانتماء لقيادات عالمية كالامام روح الله الخميني و الشهيد محمد باقر الصدر , كانت تتم من بشكل تلقائي من دون التفكير و لو للحظة بالاختلاف الديني و العرقي و المذهبي , و الانكباب علي قراءة المنتوجات الفكرية لمحمد باقر الصدر كانت تتم علي هذا الشكل أيضا, من دون وجود أي حالة من الحاجز النفسي و الاجتماعي في اللاوعي.

أن هذا الامر كان ما يميز العراقيين عن باقي شعوب المنطقة , بشكل لا تستوعبه الكثير من الشعوب الموجودة حول أرض السواد , التي تعيش حالة من الطائفية البهائمية الشبائقية القذرة و المنحطة , مما يدل علي حالة من الجهل المعرفي المعلوماتي , و أنعدام الوعي والبصيرة و غياب الادراك موجودة عند هذه الشعوب.

شعوب تبكي ظالميها و ديكتاتورياتها بهستيرية العاشق الولهان!!!!! و تحارب من يحاول أخراجها من ربقة العبودية و الظلم!!!!!!!!!؟؟؟؟؟بأستماتة ليس لها نظير في موقف غريب لم يعرفه التأريخ ألا عند هذه الشعوب.

أن هذه الشعوب هي شعوب تم أستحمارها بواسطة الاستكبار العالمي و بفعل عوامل أجتماعية و نفسية موجودة فيها أيضا و هي تحتاج ألي دواء النباهة لكي تقتل الاستحمار الموجود فيها.

و طبعا لا حاجة للتذكير أن هناك مجاميع من النخبة العربية(أذا صح التعبير) لا تعيش هذه الشبقية الطائفية القذرة , لنكون منصفين في تحليلنا , و لكي لا يتقول البعض علينا بأننا نعيش الانفعال في التحليل , و لكن نقول:

أن علي من يدعي أبتعاده عن هذه الشبقية الطائفية القذرة و التلذذ الحيواني الحقير و المنحط بقتل مجاميع من المسلمين فقط للاختلاف المذهبي , نحن نقول:

أن علي هذه النخبة العربية التي تزعم أبتعادها عن هذه الوساخة الطائفية أن تتحرك نحو العقليات الطائفية الكارهة للاخر بالنقد الصريح و التحليل و محاولة أحداث الوعي والبصيرة في رؤوس مثل هذه العقليات , و ألا فأننا نتهمها بطائفية اللاوعي و أزداوجية الشخصية و النفاق.

أذن أن ما كان يميز العراقيين القدماء(اذا صح التعبير) هو هذا التواصل الطبيعي مع الاخر و الالتقاء البعيد عن عقدة هنا و غربة نفسية هناك و محاولة الغاء من وراء الكواليس هنالك.

أن هناك في الوقت الحالي محاولات حثيثة من الاعلام الاستكباري المجرم لتغيير هذه التمّيز العراقي الاصيل السابق ذكره , الي حالة من الانفصال والغربة و العقدة من الاخر العراقي علي أرض السواد و حتي بين طيور الهجرة الساعية الي العودة , أي أن يكون العراقي الجريح ضد العراقي الجريح الاخر.

أن هناك محاولة لخلق حالة أستحمارية بين شعب العراق الجريح , حيث ينفصل مظلوم عن مظلوم أخر باللاوعي .

حيث يتم خلق حالة أنفصال نفسي بين جائع و جائع أخر في أرض السواد .

بين من لا يملك القرار و السيطرة ضد أخر لا يملك القرار و السيطرة أيضا.

أنها حرب فرق تسد.

أنها حرب المستضعفين ضد المستضعفين , يتحرك فيها الاعلام الاستكباري المجرم الساعي الي تنفيذ أهداف و خطط.

و نحن أذ نطلب من الاخوة و الاخوات ممن يظهرون في وسائل الاعلام و ممن يكتبون في الصحف و علي مواقع الانترنت , نحن نطلب منهم التحلي بالوعي و البصيرة و قراءة الممحي من السطور ( اذا صح التعبير) , نحن نطلب منهم أن لا يكونوا مطية و ألية لتنفيذ ما يخطط للعراق الجريح , و أن لا ينجروا الي حوارات و خطابات تستخدم فيها التقسيمات الطائفية و العنصرية , أن المطلوب هو عدم الانجرار و عدم الوقوع في فخ الاستحمار الاستكباري.

أن الاعلام الاستكباري لن يتوقف عن أصدار مثل هذه التقسيمات ضمن خطابه الاعلامي, و لن يتوقف , لان هذا الاعلام يتحرك ضمن خطة مسبقة يتحرك فيها علي أرض الواقع في خط التنفيذ , لذلك يجب علي المخلصين و المؤمنين أن يتحركوا بخطة مضادة , أن علي المؤمنين الثوريين أن ينطلقوا الي العالم....كل العالم , بخطاب الوعي و البصيرة و خطاب ما وراء السطور , لكشف الممحي من السطور , و فضح ما يخطط من وراء الستار ضد العراق الجريح.

أن خطاب النباهة هو المطلوب ضمن هذه المرحلة(وكل مرحلة بطبيعة الحال) لكشف و لقتل خطاب الاستحمار الاستكباري.

أن الانطلاق من مواقع القوة لكل فرد , هو أمر مطلوب أيضا , أن علي المؤمنين أن لا يستخفوا بأي حركة أعلامية كانت أو تنظيمية يستطيعون الانخراط فيها للحركة ضد الخطط الاستكبارية الاجرامية.

فلتكن لنا خططنا المضادة لخططهم , فلنتحرك كما يتحركون من مواقع القوة الموجودة فينا , أن الله مع المستضعفين , و الله أكبر من أية قوة مادية مهما كانت كبيرة , فأذا نصرنا الله فهو ناصرنا.

أن التكرار الاعلام الاستكباري لقضايا التقسيمات الطائفية و العرقية هو لخلق الاستحمار بين العراقيين , فهل سيعي العراقيون المؤامرة؟
هل سيخضعون للاستحمار الاستكباري ؟
أم أنهم سيظلون شعب النباهة و الوعي كما كان العراقيين القدماء(اذا صح التعبير)؟

الدكتور عادل رضا
[email protected]

www.mumehhidon.net






















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في