الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك [ الحلقة الحادية والثلاثون ] جماعة الجهاد

محمود جابر

2015 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


جماعـة الجهــاد:

يدعى البعض أن جماعة الجهاد في مصر تستند إلى جماعة " شباب محمد "وبالتالي إلى" الفنية العسكرية" و"صالح سرية"، فإن عصام القمري أحد أعضاء " الفنية " يقول أن جذور " الجهاد" يعود إلى وجود تنظيـم حارب في حرب أكتوبر 1973، وهم كانوا نواة لخلية الجهاد داخل الجيش.

ولدينا ثلاث اعترافات جديدة لثلاثة قادة من قيادات الجهاد الاسلامى وهم.. صالح سرية قائد وعميد الكلية الفنية العسكرية، عبود الزمر قائد الجناح العسكرى فى حادث المنصة، أيمن الظواهري مؤسس تنظيم طلائع الفتح.
الاعترافات الثلاثة للقادة الثلاثة تؤكد أن الحقيقة التي يتجاهلها البعض عن علم أو بدون علم أن تنظيم الجهاد ظهر إلى الوجود فى مرحلته الأولى عام 1958 على يد شاب مصري يدعى (نبيل البرعى) وكان يبلغ من العمر وقتها 22 عاما ولم يكن البرعى أحد عناصر الإخوان أو منشقا عن صفوفها ولم يكن أيضا على أي درجة من درجات الاتصال بالتنظيمات الخارجية مثل حزب التحرير الإسلامي وخلافه.

بدأ نبيل البرعى رحلته مع فكر تنظيم الجهاد فى منتصف الخمسينيات عندما عثر على كتاب ابن تيمية على سور الأزبكية وآثار الكتاب انتباه نبيل البرعى لهذا العالم الذي حارب التتار ومات فى سجن القلعة بسبب توجهاته السياسية- مات ابن تيمية في سجن القلعة بعد أن حكم عليه بالسجن نتيجة آرائه العقائدية التي حكم عليها علماء عصره بأنه ضال مضل وزائغ عن الإسلام، فقام نبيل البرعى يجمع كل مؤلفاته خاصة الفتاوى الخاصة بالجهاد والتي كان ابن تيمية كتبها فى إطار محاربة ومقاومة التتار والصليبيين-علي حد زعمه-.
وبعدها تحولت رسالة نبيل البرعى فى الحياة إلى إعادة بعث أفكار أبى تيمية الجهادية باعتباره المخلص للأمة وبعد عدة لقاءات بين المستشار على أبو جريشة (الإخوانى) والذي كان وكيلا للنائب العام- فرد عادى ليس جزء من جماعة الإخوان يلتقي بقيادي إخواني يعمل بعمل وظيفي مرموق وينضم لجماعة محظورة قانونا ومع كل هذا يقولون أنه ليس من الإخوان- اقتنع البرعى بأن أفكار الإخوان لا تتفق مع الواقع فى عهد الرئيس عبد الناصر وأعلن بعدها بين المجموعة الملتفة حوله أن التربية الإسلامية تأتى من خلال الجهاد وليس كما يقول الإخوان أن الجهاد يأتي بعد التربية الإسلامية واقتنع بهذه الأفكار مجموعة من الشباب والذين تحولوا بمرور الوقت إلى رموز وأركان تنظيم الجهاد عام 1958 أبرزهم (إسماعيل طنطاوى) والمهندس (عبدالعزيز الشرقاوى) اللذان شكلا أول خلية جهادية نشطة بالقاهرة عام 1960.
ثم بدأت هذه الخلية يزداد عددها ودورها بعد القبض على (سيد قطب) ومجموعة عام 1965 وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة القناعة بضرورة الجهاد و انعكس فى صورة جمع السلاح وبدء ممارسة التدريبات العسكرية فى منطقة المقطم.

ومع بداية عام 1968 انضم للتنظيم أسماء جديدة بعضها أصبح لامعاً الآن مثل (أيمن الظواهري) الذي كان طالبا فى كلية الطب وقت انضمامه و(حسن الهلاوى) الذي أصبح قائد التنظيم بمحافظة الجيزة وكذلك علوي محمد كما قام (إسماعيل طنطاوى) بقيادة خلية خاصة فى القاهرة وكان فى هذا الوقت طالبا فى المعهد الأزهري واستمر تزايد أعضاء التنظيم والتدريب السري حتى عام 1973.

أثناء حرب أكتوبر وبعد وقوع الثغرة قرر فصيل من فصائل التنظيم بقيادة علوى محمد أن يتوجه إلى منطقة الدفرسوار لقتال اليهود بعد أن انتشرت أنباء الثغرة واستطاع (علوى) محمد أن يرتب عملية نقل المجموعة وتطوع بعضهم بشكل رسمي حتى يتمكن من الحصول على أية معلومات عن تنظيم الجهاد وعلى الدور الذي يلعبه الفصيل الذي شارك فى الحرب.

وخلال فترة وجود (علوى) محمد ومجموعته فى منطقة المعارك استطاع التعرف على مجموعة من العسكريين فى مقدمتهم (عصام القمرى) والذي ألقى القبض عليه فى أكتوبر 1981 بعد الاغتيال وحكم عليه بالأشغال الشاقة، وكان (القمرى) وقت لقاءه ومجموعة الجهاد عام 1973 ضابطا برتبة ملازم وقد أبلى القمرى بلاء حسنا فى المعارك خاصة فى الدفرسوار حيث استطاع تدمير ومطاردة 15 دبابة إسرائيلية بمجموعته المكونة من 6 دبابات فقط ونال (القمرى) بعد الحرب وساما عسكريا بسبب جهوده.
إلا أن القمرى كان قد انضم بالفعل إلى تنظيم الجهاد فى هذا الوقت المبكر عام 1973 وقام بتسهيل مشاركة بعض أفراده أثناء المعارك فى حدود صلاحياته المحدودة بوصفه ملازماً وربما يكون هذا الانضمام هو أول تغلغل للتنظيم داخل الجيش. حيث بدأ القمرى ومنذ عام 1973 فى تلقى تعليمات التنظيم بإنشاء أول خلية عسكرية وبدأ فى تسهيل عمليات الإمداد بالذخائر والأسلحة والمشاركة فى التدريب ومن هنا كانت مشاركة تنظيم الجهاد وفى صورة بعض الخلايا فى حرب 1973 فاتحة خير للتنظيم الذي حقق مكاسب كبيرة بضم عصام القمري.

خلال نفس الفترة وهى بداية السبعينيات حدث وأن ظهر عسكري آخر كان له شأن كبير فى حشد الأفكار الجهادية وهو الدكتور صالح سرية (فلسطيني) والذي كان قد وصل إلى مصر فى هذا التوقيت ليتعاون فى البداية مع بعض العناصر الإخوانية ثم يقوم بتأسيس تنظيم الكلية الفنية العسكرية والذي أصبح ثاني تنظيم جهادي فى مصر بعد تنظيم الجهاد 1958 والذي أسسه (نبيل البرعي).
وفى نهاية السبعينات ظهر وسط جماعة الجهاد أسماء عديدة منهم سالم الرحال (فلسطيني ) ومحمد عبد السلام فرج وعمر عبد الرحمن وعصام القمرى وعبود الزمر وخالد الإسلامبولى واحمد سلامة مبروك، بيد أن الشيء الوحيد المتفق عليه هو أن حاملي فكرة الجهاد والاغتيال شخصين فلسطينيين أردنيين لم يلتقيا هما "صالح سرية" و"سالم الرحال"!!!




الحلقة السابقة :


http://www.ahewar.org/m.asp?i=2665








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب