الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق التركمان في كردستان العراق وحقوق الكرد في تركيا

هشام عقراوي

2002 / 12 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                                                                            

قبل أن يتكلم الانسان يجب أن يفكر بمصداقية كلامة وإلا سوف لن يكون حديثة سوى سفسطة. التأريخ و الواقع هما أصل الحقيقة وهما اللذان يجب أن يؤخذا كمصدر للكتابة و الاستناد وليس الاماني الجوفاء التي تصطدم بصخرة العدالة. فالواقعية هي التي تحقق الاماني الحقيقية وأفلام الخيال العلمي ستبقى موضوعا لجذب المشاهدين وبعد إنتهاء الفلم يرجع المشاهدون الى رشدهم ويعرفون أنه لم يكن سوى قصة خيالية لكاتب و مخرج  يريدان الغنى و الشهرة.
ولكي أكون واقعيا يجب أن أنظر أولا الى نفسي وأحللها لكي أتأكد من عدالتي وغدر المقابل. فالقاتل ليس لدية الحق بإنتقاد السارق لأن القتل جريمة أكبر من السرقة. والسارق من غير المعقول أن ينتقد السوي وهكذا. و إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي أحدا بالحجارة.
الكل يعرفون بأن التركمان أتوا الى كردستان و العراق من أسيا الوسطى ومنغوليا وحسب مصادر التركمان نفسهم فإنهم أتوا كغزات الى بلاد الرافدين قبل حوالي ألف سنة فقط وليس أكثر وعندما أتوا الى المنطقة حاربوا الكرد و العرب المسلمين وبعد إندحارهم ذهبوا الى المناطق الجبلية لحماية أنفسهم من المسلمين الكرد والعرب. القسم الاكبر منهم إنهزم الى الاناضول و الباقين تستروا في المناطق الجبلية الى أن إقتنعوا بأنهم لايستطيعون البقاء في المنطقة من دون أن يدخلوا الاسلام. فأسلموا وعاملهم المسلمون الكرد و العرب كأخوة لهم وإستطاعوا بعدها النزول الى السهول و المدن وأسسوا أمارات لهم في المنطقة و بعدها طبعا الدولة العثمانية.
فالمناطق التي يعيشون فيها الان هي ليست لهم فهم محتلون للارض الكردسنانية إذا نطرنا إليهم بمنظار الاحقية في الارض. ولكن الكرد لكرمهم وأخلاقهم العالية لم يطالبو يوما واحدا منهم الرحيل و العودة و عاملوهم كإخوة لهم . وفي العشرة سنوات الاخيرة و بعد تحرير جزء من كردستان العراق وفي ظل الادارة الكردية فإنهم يتمتعون بتفس الحقوق التي يتمتع بعا الكرد.
لديهم مدارسهم الخاصة و يدرسون بلغتهم. لديهم أحزابهم السياسية و يمارسون نشاطاتهم السياسية و الثقافية. مع أن الميليشيات ممنوعة فأنهم الوحيدون الذين لديهم قواتهم الخاصة. لديهم إذاعاتهم وقنواتهم التلفزيونية. لديهم الحق بالمشاركة في البرلمان و الحكومة حسب الاصوات. لديهم إتصالاتهم مع تركيا و الدول الاخرى ودون قيود. لديهم كامل الحرية بالعيش في أية بقعة يريدونها. الكرد لم يتدخلوا  في أي إحصاء وإذا جرى أي إحصاء في ظل الادارة الكردية فسوف لم و لن تمارس أية ضغوط و الكل سوف يكونون أحرارا بتسجيل أنفسهم و قومياتهم. عندما دخلت المنظمات "الانسانية" التركية  كردستان العراق بحجة تقديم المساعدات الانسانية لسكان المنطقة بالتعاون مع بعض الاحزاب التركمانية فإنها كانت تجبر الكرد بتسجيل أنفسهم كتركمان وإلا كانوا لا يعطون أية مساعدة إنسانية للكرد و كذلك كانوا يجبرون الذين يريدون السفر عن طريق تركيا بكتابة أنفسهم كتركمان وإلا لم يكونوا يمنحوا تأشيرة الدخول (الفيزة). والان يستخدمون هذه القوائم للادعاء بنسبهم. فمن الذي زور الحقائق وإستغل الجوع و الكوارث لتحقيق أغراض عنصرية؟ والان و بعد البدء ببرنامج النفط مقابل العذاء وغلق فرص المغاردة عن طريق تركيا لم يعد المواطنون بحاجة الىهؤلاء أو للإدعاء بأنهم تركمان. فرجع الكردي كرديا مرة أخرى و بقى التركماني الاصلي تركمانيا.
 بعض الاحزاب  التركمانية كانت تطالب الكرد بعدم تسميتهم بأقلية في حين في مؤتمر لندن رضوا بذلك. بعض الاحزاب التركمانية راضبة بممارسات و أحوال التركمان تحت بطش النظام و لكنهم يرفضون و يستنكرون الحرية التي يتمتعون بها في ظل الادارة الكردية. البعض منهم لديهم عقدة من الكرد و هذه الطبيعة ليست عراقية. فالمعارضة العراقية تشيد بالحريات الموجودة في كردستان و لكن هؤلاء ولائهم ليس للعراق ويستمدون سياستهم حسب مصالح دول أقليمية معروفة للجميع. التركمان الاصليون هم مع الادارة الكردية ولديهم علاقات متينة مع الاحزاب الكردية.
الذين يرون أن التركمان مضطهدون في كردستان العراق فاليروا الكرد في تركيا. أية حقوق يتمتعون بها؟ اللغة ممنوعة.  الاحزاب السياسية ممنوعة. الاذاعات و التلفزيونات ممنوعة و حتى منها المتواجدة في خارج تركيا يحاولون إسكاتها. السجون مماوءة بالكرد. الهوية القومية ممنوعة. فالكرد الذين هم سكنة المنطقة الحقيقيون وليسوا مهاجرين لا يتمتعون يأبسط الحقوق، بينما الوافدون لديهم كل الحقوق ومع هذا يقولون بأن الكرد فاشيون. لنعتبر الكرد في تركيا أتراك الجبال كما يدعون. أهكذا يعامل التركي أخاة التركي الجبلي؟ أهكذا يعامل الانسان أخاة في القومية و العقيدة؟
نحن في كردستان العراق لا نقول أن التركمان هم أكراد السهول أو الجبال بل نعترف و نقر بتركمانيتهم ونعترف بحقوقهم و عندما تستقر الاوضاع في العراق وكردستان إن شاء الله سترى هذه القلة من التركمان كيف كانوا مخطئين.
وإذا ما تمتع الكرد في تركيا و العراق بنفس الحقوق التي يتمتع يها التركمان في كردستان العراق لما كانت هناك قضية أو مشكلة في المنطقة إسمها القضية الكردية.
أذا كانت السياسة لعبة العصر والاعلام الناطق الرسمي بأسم السياسة فأن الكرد وفي مقدمتهم رأيسهم وقادتهم لديهم من الخبرة السياسية كي يميزوا بين المخلصين والطالحين وبين صحفي عميل وأخر مخلص لمهنتة و الرسالة التي يحملها . و السياسي البارع يجاوب حسب مضمون السؤال و هدف سائلها وبالطريقة المثلى لايصال المعنى إلى سائلها والجهات التي تقف وراء السائل. الكرد يعرفون ما لهم و ما عليهم. و يناضلون من أجل حقوق كل العراقيين بما فيهم التركمان. وإذا حذا الكل حذو الكرد لكان الكل في العراق الان في نعيم و رخاء. ياحبذا يعرف الكل حقوقهم وواجباتهم و النعمة التي هم فيها بفضل الادارة الكردية. والذي لا يعرف فاليقارن نفسة بأكراد تركبا والعراقيين الذبن ما زالوا تحت رحمة النظام.
 
 
  









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى