الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتبه... المكارثية تُبْعَث في مصر...

هالة محمود محمود

2015 / 1 / 12
حقوق الانسان


في فترات اضمحلال المجتمعات تبدأ الأنظمة في وضع استراتيجيات وآليات ترهب بها أعداءها ومعارضيها في الداخل وكذلك اختلاق العديد من القضايا الوهمية للفت أنظار الشعب إليها لتبتعد بهم عن سياساتها المنحرفة والخاطئة، وذلك النهج متبع بكثرة في المجتمعات التي تحكمها الانظمة الشمولية وتكتسب تلك القضايا اهميتها وانتشارها وتروج شعبيا وجماهيريا من خلال حملة المباخر ومنظمي حلقات الزار والمعني بهم في الأساس الأدوات الإعلامية والمؤسسات المفترض أنها ثقافية وذلك لغرس أولويات تلك الأنظمة في قناعات الشعب ولعل النظام المباركي أكثر من استخدم تلك السياسة للفت أنظار الشعب عن العديد من القضايا المصيرية ولعل افتعال العديد من الحوادث الارهابية وأبرزها حادث كنيسة القديسين لخير مثال للفت انظار الشعب عن تزوير انتخابات مجلس الشعب وعن القوانين التي كانت ترسخ للتوريث وترسخ لديكتاتورية النظام وتهيئة الشعب لأي قرارات تحد من الحريات والمضي قدما في تدعيم رجال الأعمال والزواج الكاثوليكى بين المال والسلطة.
وتتبلور من خلال تلك السياسات تدعيم مفاهيم التخوين والتفريق بين فئات الشعب واللجوء إلى سياسة السيناتور الاميركي جون مكارثي والتي انتشرت إبان بدايات الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ومن خلالها كان مكارثي يتهم بعض معارضيه بانة موال للاتحاد السوفيتي أو ما سمي حينها بالإرهاب الأحمر. ولعل النظام الحالي، وهو امتداد للنظام السابق رغم محاولات النفي والتي تظهر علي استحياء من حين لآخر من احد رموز النظام، يحاول بكل الطرق تطبيق سياسة مكارثي وبدلا من إرهاب معارضيه بتهم الإرهاب الأحمر أصبحت تهمة الانتماء للإخوان أو لأي منظمة متطرفة تهمة جاهزة بكل الأدلة مستندة إلى جهاز بوليسي قادر علي واد الحقائق وإظهار الباطل يقدم كل ما لديها لأجهزة قضائية جاهزة لإصدار الأحكام طبقا لقوانين مفصلة والتهم جاهزة من انضمام إلى منظمات محظورة أو التظاهر بدون الحصول علي إذن أو إتلاف مؤسسات عامة أو حمل سلاح بدون ترخيص إلى تهمة إهانة القضاء أو التعليق على أحكامه مع أن القضاء وأحكامه قوانين وضعية ليس لها حكم المقدسات يصدرها بشر وليس قديسون لهم الحصانة السماوية.
كما أصبح التخوين هو جزاء من يخالف في الرأي أو من يحاول أن يقول الحقيقة وأصبح الهاجس الأمني هو الفزاعة التي يروج لها الإعلام لأنه يعلم أنه الاهتمام الاول لدي المواطن لأنه إذا ما تحقق تصبح العملية الاقتصادية اكثر حراك وتنمية وهذا ما يتطلع الية جميع فئات الشعب وبناء علي هذا تتم عملية التخوين ولها ظهير شعبي وتصبح الديمقراطية هي رفاهية في نظر العامة لا نستطيع تحمل تبعاتها أو دفع فواتيرها في ظل الظروف الراهنة وهذا ما يراهن عليه النظام، ويسعى كذلك لأن يؤمن الشعب بان الديمقراطية هي الاداة التي يستخدمها اعداء الوطن لهدمة.
إن المسئولية الآن تقع على عاتق المثقفين والشرفاء في هذا الوطن ليقوموا بدورهم التاريخي في تنوير الجموع بأن الديمقراطية هي طريق الخلاص من كل مستبد ليحكم الشعب نفسة يعلم ما له من حقوق وما عليه من واجبات في ظرف عصيب يستلزم وقوف جميع المثقفين والمخلصين في خندق واحد ليبراليا كان سلفيا أو علمانيا أو إخوانيا أو يساريا لهزيمة أعداء الحرية ولتكن الثقافة ونشر الوعي السياسي بين جموع الشعب هي الوسيلة لبلوغ تلك الغاية النبيلة فشعب مصر العظيم بما له من تاريخ وحضارة ومقومات بشرية وطبيعية وبكل قوته الناعمة يستحق مكانة اعظم مما عليها والمجد كل المجد لشرفاء الوطن الذين يحاولون الوقوف ضد التيار الجارف ليس معهم أسلحة إلا ايمانهم بحب هذا الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية