الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رائف بدوي الرهينة

التهامي صفاح

2015 / 1 / 13
حقوق الانسان


لا يمكن للمرء إلا أن يندهش أو يقول كما الشيوخ "اللهم إن هذا باطل" حين يسمع نبأ إنزال عقوبة ثانية بجلد جسم الناشط السعودي رائف بدوي الذي كان قد صدرت في حقه عقوبة سابقة بالسجن إذا صحت هذه الأخبار أو جسم أي إنسان .
و نظرا للتعتيم الإعلامي كالعادة على الفظاعات و الجرائم التي ترتكب في حق جسم الإنسان فأنه لابد من تذكير من يحتاج لتذكير وتكرار ما قلناه سابقا لأن التكرار يعلم :
- أولا ،وفقا للمادة 18 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ، لا أحد من حقه أن يفرض أية أديان قديمة على الإنسان كائنا من كان أو أن يدعي تمثيله للخالق على الأرض . و لا أحد يجب أن يعتبر نفسه مرغما على إظهار أي رموز أو أقوال للتعبير عن الإنتماء لأي طائفة دينية قديمة تحت طائلة الخوف من عقاب أو الإقصاء من الجماعة.نحن في عصر المواطنة ..وليس في عصر رعاة القطعان..و من يرغم الآخرين على تبني أية أديان أو يرهبهم من اجلها فقد صار مجرما في حقهم و في حق الإنسانية جمعاء .لأن الأديان القديمة البشرية المنبع بالدليل والبرهان العلمي قد أصبحت في المنطقة سبب تطاحن و حروب وإقتتال بين البشر بشكل غير مسبوق ..و نكرر بأن الذي خلق الحياة لا يمكن أن يأمربتعاليم مكتوبة من طرف البشر بوضح حد لها و يحرض على إقتتال البشر.هذا مستحيل ..فالله ليس مجنونا ليدنو التناقض أو النقصان من عظمة شخصه الكامل مثل بعض المهابيل الأقزام القدماء نسبة لحجم الكون الذين كذبوا وكتبوا بأيديهم أو قالوا ونسبوا له ما يتعلق بالبشر من خصائص كالتعب و الإستراحة من العمل و الغضب والأوامر وغير ذلك رفأنسنوه حتى قالوا له أيد و أرجل و سيقان و غير ذلك .و لهذه الأسباب فإن الدين يجب أن يبقى حرا شخصيا يهم كل فرد وحده .و لا يجب الدعوة لأي تجمع ديني في أي مكان سواء كان معبدا يهوديا أو كنيسة أو مسجد وغيره و يقتصر فقط على البيوت لممارسة الطقوس حتى لا يكون الناس في متناول أي أهبل يقتلهم بالرصاص أويفجرهم بالعشرات أو المئات .لأنه لا ينفع تحميل المسؤولية لمن دعى الناس لتلك المعابد والكنائس وغيرها بعد فوات الأوان وتعرضهم للقتل ؟
- ثانيا بالنسبة للمؤمنين فعلم البيولوجيا العصري المتاح للجميع في الانترنيت قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك و بالحجج العلمية الحديثة الدامغة أن الجسم البشري متطور جدا بالنسبة لأجسام الكائنات الحية الأخرى وأن الأجهزة التي يتكون منها بدءا بالجزيئات فالخلايا فالأنسجة فالأعضاء هي غاية في التعقيد و الجمال .كما أن الميكانيزمات الضابطة لعمل هذه الأجهزة هي غاية في الذكاء و التطورو المنطقية .و بالنسبة لنا فهي تدل على الذكاء الأسمى للقدرة الإلهية العظمى .بل هي من أقوى الأدلة الكثيرة على وجود هذه القدرة الإلهية .و بالتالي فمعرفة هذه المعلومات العصرية بخصوص الجسم البشري التي كانت غائبة عن أولئك الذين كانوا يشرعون وسائل عقابية تؤذيه ، يجب في وقتنا الحالي أن تؤدي بالذين يدعون الإيمان بالله خصوصا اذا كانوا من الحكام ، لإحترام هذا الدليل الآخر( أي الجسم البشري) على وجود الله ليس إحتراما فقط للأشخاص و إنما إحتراما للقدرة الإلهية العظمى و خضوعا لإرادتها التي عرفناها عن طريق العقل هبة الله والعلم الحديث نتيجة العقل و الذكاء، مهما كانت التهم المنسوبة للأشخاص الذين يعنيهم العقاب ..أما تجاهل هذا الإحترام رغم معرفة هذه المعلومات اليوم فهذا يعني عدم إحترام لله ومشيئته العظمى التي إقتضت جعل جسم الإنسان هو الأرقي من حيث تكوينه من بين جميع أجساد الكائنات الحية الأخرى وجعله سيدا لها و جعل الإنسان الكائن الوحيد الذي يشترك مع الله في الوعي بالوجود خلال فترة من الزمن. وستكون له عواقب وخيمة على حكام آل سعود في القريب من الأيام لا محالة إذا إستمر نفس الحال في تجاهل هذه الإرادة الإلهية العظمى.
- أما بخصوص العقوبات فبصفة عامة:
- أولا كيفما كانت فلسفة العقوبات القانونية لابد لها أن تحترم القوانين الدولية لحقوق الإنسان و على رأسها الحق في الحياة .و أي عقوبات مفروضة لا يجب أن تؤدي لتدهور صحة الإنسان أو أن تكون نتيجتها البعيدة حرمانه من هذا الحق..
- ثانيا المفروض أن تؤدي العقوبات إلى إصلاح الفرد وذلك من خلال التوجه إلى فكره لجعله يراجع نفسه و يتراجع عن أفكاره الخاطئة التي أدت إلى قيامه بأعمال تعتبرها تلك العقوبات أفعالا خاطئة لإعادة تأهيله و إدماجه في المجتمع وليس إعاقته أو المس بوحدة جسمه أو بكرامته .

و لذلك فهي مدانة أشد ما تكون الإدانة كل العقوبات التي تمس الحق في الحياة أو الحق في حرية الفكر وحرية التعبير و حرية العقيدة والضمير أو التي تمس بوحدة الجسم البشري و سلامته و كرامته في كل العالم...إذ لا يوجد فرق في تنفيذها سواء في السعودية أوفي عملية الإغتيال التي وقعت في فرنسا على أيدي مجرمين فرنسيين يدعون الدفاع عن الدين وهم يضعون حدا لحياة أشخاص في بلدهم أو ما تقوم به داعش و غيرها في سوريا والعراق و اليمن من جز الرؤوس وقطع الأيادي و جلد الأجسام ورجمها و صلبها و غير ذلك مقلدين ما يقع في السعودية ..أين الرحمة للعالمين كما يدعى؟؟....

رائف بدوي المثال فقط والمحروم من حقوقه الدولية قد أصبح رهينة في السعودية يتم تعذيبها أمام العالم و دون خجل و في تجاهل تام للدعوات المرسلة من أجل إيقاف هذه المهزلة .وكذلك هم رهائن كل المواطنين السعوديين الذين لا يمكنهم مغادرة البلد لبلد آخر يحترم حقوق الانسان المستهدفين بهذه الرسالة الإرهابية التهديدية القاسية التي لن تثنيهم عن النقد أو تشغيل أدمغفتهم و فكرهم في البحث والفهم و تمحيص ما يسمى ثراثا دينيا قديما كتبه القدامى و لايوجد إسم أي واحد من الحكام الحاليين أو غيرهم كمؤلفين لتلك الكتب القديمة و التي تمت كتابتها في ظل غياب العلوم الحديثة التي بينت أهمية جسم الإنسلان المعتدى عليه ...
إن المعتدين على الجسم البشري لا يمكنهم تحقيق آمال العالم في القضاء على الإرهاب و التخريب رغم إدعائهم ذلك طالما هم عاجزون على إزالة أسباب وجوده من بلدانهم لإرهاب الآخرين مما يؤدي بالخائفبين للهجرة وفيما بعد لممارسة الإرهاب عبر أراضي الغير .
ولذلك فالمجتمع الدولي مدعو اليوم و كل المنظمات الحقوقية و السياسية إلى التحرك الجماعي و السريع من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاده بتحرير رهائن السعودية و رهائن كل ا لعصابات التي تعتدي على الجسم البشري في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و العالم و تقديم الدعم لها بشكل يحفظ كرامتها و يرفع معنوياتها .

عاش الإيمان بوجود الله الذي يحترم حقوق الانسان وحريته.
المجد والخلود لشهداء الكلمات و الأقلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم منح السلطة الفلسطينية


.. مشهد يوثق تكدس خيام النازحين في دير البلح بغزة




.. مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة يمزق الميثاق الأممي بأمريكا


.. بالأغلبية الساحقة.. 143 دولة تصوت بالأمم المتحدة تأييداً لعض




.. الرئيس الفلسطيني بعد التصويت بأحقية فلسطين بعضوية الأمم المت