الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو المسبب الحقيقي لفاجعة جسر الأئمة ؟

جاسم هداد

2005 / 9 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الواحد والثلاثين من آب حصلت كارثة مروعة على جسر الأئمة نتيجة التدافع العشوائي والهلع الذي اصاب الناس لسماعهم اشاعة بوجود انتحاريين , اودت بحياة اكثر من الف مواطن اغلبهم من كبار السن والنساء والأطفال , اضافة الى المئات من الجرحى , وبعد حصول الفاجعة , وقامت الفضائيات بنشر خبرها , ظلت الفضائية العراقية تنفي ذلك وتضعه في خانة المبالغات من قبل هذه الفضائيات , والذي زاد البلبلة تناقض تصريحات المسؤولين , فوزارة الداخلية تعلن عن استشهاد المئات , ووزير الصحة يعلن في مؤتمر صحفي عن اعداد الضحايا بالأرقام , يظهر على شاشة الفضائية العراقية اللواء الركن في الجيش العراقي , آمر اللواء المسؤول عن حماية الكاظمية , متبخترا وسط حمايته , والأبتسامة لا تفارق وجهه , نافيا وبشدة حدوث الفاجعة , ويظهر السيداحمد الجلبي نائب رئيس الوزراء ليعلن من موقع الحادث , انه لا وجود لحادث او ضحايا , ولم تمر ساعات الا ويتبين ان الحادثة كانت كارثة وفاجعة , ثم بدأ سباق التبادل بالأتهامات وتحميل المسؤولية , فالسيد رئيس الجمهورية حمل الأرهاب مسؤولية الكارثة التي وقعت على جسر الأئمة , والسيد عبدالزهرة السويعدي ممثل التيار الصدري في مدينة الثورة حمل قوات الأحتلال مسؤولية كل ما يحدث في العراق ,متهما وزير الداخلية بألأهمال في واجبه محملا اياه مسؤولية حادث جسر الأئمة, والسيد عبدالهادي الدراجي من التيار الصدري حمل الحكومة العراقية والقوات الأمريكية المسؤولية عن الحادث متهما وزارتي الدفاع والداخلية بالتقصير في واجباتهما , وتصاعدت وتيرة التراشق في رمي المسؤوليات الى مطالبة السيد وزير الصحة وهو من التيار الصدري وزيري الداخلية والدفاع بالأستقالة , ورد السيد وزير الدفاع بأن الجسر كان مغلقا , وتم فتحه بعد مطالبة واصرار العديد من الأحزاب ,بينما يلاحظ ان السيد وزير الداخلية وهو من المجلس الأعلى لجأ الى سلاح التبرير , فأشار الى ان هناك امثلة كثيرة على مثل هذا الحادث كالتدافع في موسم الحج , واضاف بأن العدد الكبير للضحايا بسبب عدم قدرة الكاظمية على استيعاب مليون ونصف زائر , وطالب السيد جلال الصغير وهو من المجلس الأعلى بمعرفة المسؤول عن المطالبة بفتح الجسر .

وفي وسط جو الأتهامات المتبادلة ,وتحديدا بين التيار الصدري والمجلس الأعلى , طالبت بعض الأصوات داخل الجمعية الوطنية , بتشكيل وزارة خاصة للزيارات , وقال احدهم ان في السعودية وزارة للحج وهي مرة في العام , بينما للشيعة خمس وعشرين زيارة في العام . ثم تم الأنتقال الى المطالبة بتشكيل لجان التحقيق , فالسيد حازم الأعرجي من التيار الصدري طالب الحكومة بأجراء التحقيق ومحاسبة المقصر لأن دماء الشيعةغالية على حد تعبيره , والسيد رئيس الجمهورية طالب بإجراء تحقيق , وشاركه في ذلك اعضاء في الجمعية الوطنية من المحسوبين على التيار الصدري ومطالبين في مساءلة وزيري الداخلية والدفاع , والسيد رئيس الوزراء اصدر توجيهاته بتشكيل لجنة قضائية عليا لبحث ملابسات كارثة الجسر .

وفي خضم كل هذا الضجيج والدخان والمراد منه التعتيم على الأسباب الحقيقية لفاجعة جسر الأئمة , والجميع حكومة وبرلمانيون ورجال دين , لا يمتلكون الجرأة , ولا يستطيعون قول الحق , والأشارة الى المسبب الحقيقي لهذه الجريمة , , فالأخبار المؤكدة من مدينة الثورة تؤكد ان التيار الصدري وقبل اسبوع من الزيارة كان يبذل جهودا استثنائية في تحشيد الناس لهذه الزيارة , وذلك من اجل استعراض قوته امام المجلس الأعلى , وهو الجهة أي التيار الصدري التي مارست ضغوطا على وزارة الدفاع من اجل فتح جسر الأئمة لتسهيل مرور الحشود التي قام بتحشيدها , حيث يستعر العراك من اجل السيطرة على المدن العراقية بين الطرفين بأستغلال كل الوسائل , وكما لوحظ ذلك بأستخدام العنف في النجف .
وانه من الوضوح والذي لا غبار عليه , ان من قام بتحشيد هذه المسيرات وهم قادة احزاب الأسلام السياسي الشيعي بشكل عام والتيار الصدري بشكل خاص , يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية , ويتطلب منهم تقديم الأعتذار لعوائل الضحايا وطلب الصفح منهم , بدلا من اهدائهم قطعة ارض لدفن موتاهم , او حفنة من الدنانير , وان يتعهدوا للشعب العراقي بالكف عن استغلال المناسبات الدينية لأغراضهم السياسية , والتباري في استعراض قوة النفوذ , والتنافس غير الشرعي فيما بينهم ,
وترك الناس تمارس طقوسها بحرية وعفوية بعيدا عن ديماغوغية السياسة والاعيبها , فهل يا ترى هم فاعلون , اشك في ذلك , فبدونها هم ينتهون , ولدكاكينهم يغلقون ,

والمؤلم ان القيادات الدينية لم تتخذ الأجراءات لمنع تكرار هذه المأساة , فالسيد عبدالمهدي الكربلائي خطيب الجمعة في كربلاء , رد على مثل هذه الدعوات بأن " هذا قدرنا نحن محبي آل محمد ان ندفع الثمن باهضا " واضاف " نرد على من قال يجب ان يفتي المراجع بتأجيل هذه الزيارات الى المراقد المقدسة , بأنها لابد ان تكون مليونية حتى لو قطعوا ايدينا وارجلنا " , ويبدو ان هذه الفئات من رجال الدين, فهي لا يمكن ان تواصل نفوذها الا وسط اشاعة الجهل والتخلف تحت غطاء ممارسة الشعائر الحسينية والتي بعيدة كل البعد عن شعائر الحسين " ع" والمبادئ التي استشهد في سبيلها .

ونتمنى ان تتحقق امنية الدكتور عبدالخالق حسين في ان يبدي " زعماء احزاب الأسلام السياسي الشيعي شيئا من العقلانية والحرص على ارواح الناس وعدم توظيف الشعائر المذهبية لخدمة اغراضهم السياسية , خاصة وهم يعلمون ان حشد هذه الجماهير المليونية في مكان واحد محصور سيوفر فرصة ذهبية للأرهابيين للأنقضاض على ضحاياهم من الشيعة وتحقيق مآربهم الأجرامية " .

وتبقى اسئلة الكاتب رزاق عبود التي طرحها في مقالته الموسومة " قادة الشيعة يتاجرون بالفجيعة " بحاجة الى اجوبة من قبل قادة احزاب الأسلام السياسي الشيعي , وحبذا لو تفضل السيد الناطق الرسمي بأسم رئيس حكومتهم بالأجابة ولو على بعضها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط