الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفوضى و الأضعاف و التفكيك مشروع إنسانى

موريس رمسيس

2015 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الإسلام فى ابسط صوره عبارة عن ممارسات طقسية و شعائرية و عِبادات تُقام من عامة المسلمين كـ - / الصلوات / الصيام / الحج / العمرة / الزكاة / - و التى تمثل ما يقرب (20%) من مجمل الإسلام السنى أو الشيعى اما باقية الـ (80%) فهى عبارة عن مزيج ثقافى لأعراف و عادات و تقاليد بدوية عربية قبلية متوارثة و يضاف إليها عقيدة الولاء و البراءة و دعوات القتل و الجهاد و الموثقة فى الآيات القرآنية و فى الاحاديث النبوية و سيستمر أغلب هذا المزيج الثقافى مع اصحابه الأصليين (البدو العرب) حتى تم التوقف عن ممارسة الطقوس و العبادات أو اختفى الله اكبر و محمد (ص) من المشهد عندهم

احتار العالم فى فهم ظاهرة الإرهاب الإسلامى و مازال يصطدم عند رؤيته القتل و الذبح و سبى النساء و الأطفال و بيعهن فى الأسواق و اغتصابهن باسم الله اكبر و رسوله (ص) على شاشات الفضائيات و على النت و لا يستطيع (العالم الحر) أن يصدق كون الدين الإسلامى يعتبر جوهر ومرجعية تلك الأعمال بل تلك تعتبر العمود الفقرى له و بدونها ينهار البناء الإسلامى بالكامل و يصبح مجرد ممارسات لطقوس و عبادات لا تؤذى احد و لا تقود إلى صراعات دموية مع الأخريين من المسلمين أو غير المسلمين

بسبب تقدم الثورة الإعلامية فقد تم مشاركة الكثيرين من داخل و خارج الإسلام فى كشف "صندوق الإسلام الأسود " و فضحه أمام العالم الحر من خلال شاشات الفضائيات و خلال النت و بقصد أو بدون قصد و ساهم شيوخ الأزهر الوهابيين من الإخوان و السلفيين قبل غيرهم فى كشف اسرار التراث الإسلامى الموروث و دون أدنى خجل تسابقوا فيما بينهم على كشف الأعمال التاريخية البربرية الإرهابية تحت مسميات التخويف و الترهيب لدفاع عن الإسلام و هى فى الحقيقة مبررات لنشر الإسلام بقوة السيف التزاما بفريضة الجهاد و عقيدة الولاء و البراءة
حطم شيوخ الإسلام جدار عالى من الصمت و المنع و التعتيم و التلميع الذى اقامته ادارات الدول الإسلامية الأمنية و على رأسهم مصر .. جدار أعلامى ثقافى ملئ بالأكاذيب و التضليل و التدليس و التزييف التاريخى و الدينى على عامة المسلمين المصريين و العرب و لم يكن فى الحسبان لديهم أو فى الخيال مجيء الثورة الالكترونية لذا سقط و أنهار اضخم جهاز ترويجى إعلامي تلفزيونى صحافى ثقافي سينمائي أزهري فى مصر و من خلاله فى الاربعة عقود الماضية تعرف المسلمون فى مصر و العالم على الـ (80%) من الإسلام التاريخى فتغير وجدان المسلمين إلى الإسلام الجديد الأتى من المنبع السلفى الوهابى المغطى كما ارادوه لهم اخوان الأزهر و سلفيه بعدما جددته لهم الحركة الوهابية فى السعودية تحت رعاية مالية و إدارية من قبل دويلات الخليج المصطنعة من قبل الغرب

عندما تركت الإسلام فى اوائل السبعينيات من القرن الماضى مررت بفترات من البحث و التشتت الفكرى و اللا دينية و الوجودية و مع الفلسفات الإلحادية ثم أنتهى بيا الأمر إلى الاعتقاد فى فلسفة الخلاص المسيحية لبشرية و اتخاذها كطريق و منهاج حياة و اعتبرتها فلسفة منطقية للوجود و ما بعد الوجود ثم تعرفت من خلالها على الوصايا العشر الأولية لبشرية فى ( الخروج 20 ) و ابهرنى تكملة الوصايا فى كلمات الموعظة الخالدة الشهيرة على الجبل فى (متى 5,6,7) التى تعتبر فى حد ذاتها المكون الأساس و العمود الفقرى للوجدان و للشخصية الغربية الثقافية و بغض النظر عن الأيمان أو الإلحاد بفكرة وجود الآلة الخالق من الأساس أو بفكرة نشؤ الكون و تكونه .. كما أننى لم اجد أى غرابة فى وجود مظاهر تلك الثقافة الوجدانية بين السطور فى الكتابات الفلسفية الإلحادية و بداية من القرن الثامن عشر و ما بعده حتى كتابات الفلاسفة المتأخرين امثال /ماركس /انجليز / هايدجر / سارتر / اللذين اجدهم قد فشلوا فى ايجاد البديل الفلسفى المنطقى لتلك القيم الأخلاقية الراقية لذا اجدهم لم يستطيعوا الرد على كيفية و نوعية و حتمية التطبيق لها على البشر و فشلوا فى وجود الأخر البديل الأخلاقى الذى يؤثر فى المشاعر و الأحاسيس و يبنى الوجدان و يستطيع تغذية المهية الإنسانية وجدانيا و نفسيا و روحيا و يجعلها لا تشعر بالغربة و القلق فى حاضرها و الرهبة من مستقبلها

أذكر تلك الخبرات بغرض استخلاص العبر ليس بغرض التبشير بمعتقد و من أجل إنارة شمعة فى نهاية النفق الاسلامى الذى يؤدى إلى حتمية الممارسات الإسلامية الإرهابية .. بعد تركى للإسلام إلى المسيحية لم أتفاجئ بتغير أخلاقى و ثقافى جذرى فى حياتى فقد كنت امتلك الكثير من القيم كالصدق و عدم الكذب فلا أحلف و لا أغش و لا اخدع .... الخ الكثير من القيم الجميلة و قد شاركنى فيها المصريون فقد كانت تلك القيم فى وقتها السمة الغالبة النسبية على ثقافة المجتمع المصرى ، تلك القيم الثقافية المجتمعية كانت تمثل (80%) من المكون الثقافى الإسلامى عند المصرى المسلم على الرغم من كونها خليط من الثقافة المصرية القديمة المتراكمة و الثقافة القبطية المسيحية و بعض الجاليات الغربية بالإضافة الى بعض الأشياء الايجابية الإسلامية لذا تم تسميت هذا الخليط بـ "الثقافة المصرية الناعمة " التى أبهرت العقول و القلوب لدى أبناء الدول الإسلامية الأخرى من خلال تجسدها فى الأفلام و المسرح و الغناء و قد ذاع صيت مؤسسة الأزهر بناء على ذلك بين المسلمين و بسبب تلك الثقافة الشعبية فقط لا غير و انطبق نفس الشيء على المكون الثقافى الإسلامى الـ (80%) لدى ابناء بلاد الشام لتواجد المسيحيين و اخذت دول شمال افريقيا اكثر من المخزون الثقافى الفرنسى

ماسورة مجارى (صرف صحى) سعودية خليجية بثقافة وهابية بدوية انكسرت و غَرقت كل بلاد المشرق و شمال افريقيا و اخذت أمواجها المتلاطمة تدمر كل شيء فى الطريق من خضرة و يابس و ثقافية إسلامية شعبية و شوهت عقل و قلب المسلم الذى كان لا يزال بحق إنسان و تم استبدال المكون الثقافى المتمثل فى الـ (80%) إلى الوهابية البدوية العربية
نعم ضاع كل شيء و انسكب اللبن و سقط الكوب و انكسر الزجاج و يستحيل ارجاع الكوب المنكسر أو إرجاع اللبن المسكوب و انهار كل المخزون الثقافى الإنسانى الوجدانى الحضارى المتراكم خلال مئات السنيين لدى البشر و ظهرت و انتشرت فتاوى غريبة من كائنات مسماه شيوخ الإسلام
لقد كان المخزون الحضارى الوجدانى المتوارث يكفى المسلم لتسيير حياته فى سلام (الإسلام الشعبى و الفتاوى الشعبية) دون الحاجة على فتاوى الشيوخ و أصبح بحق خمس الإسلام عبارة عن طقوس و عبادات و الأربعة أخماس الباقية جهاد و قتل و إرهاب لذا يحق القول ان الإسلام هو الإرهاب إلا قليلا و ان الإرهاب له لون واحد و دين واحد اسمه الإسلام

ما الحل اذا ؟ .. هل فى الإمكان العودة بالعالم الإسلامى ثقافيا مرة أخرى إلى الوراء لـ (60) عام تقريبا ؟ كم من الوقت يستغرق ذلك ؟

أرى من المستحيل (0%) العودة بالثقافة الإسلامية و مكونها الـ (80%) كما كانت عليه فى حدها الأدنى من مسالمة و تسامح مع غير المسلمين و مع أنفسهم كسنى/شيعى و كسنى/سنى ، فبعدما تم فتح الصندوق الأسود و تبعثر اوراقه و محتوياته فى فضاء النت أرى استحاله دعوة المسلم ثانية إلى ممارسة قيم إنسانية ليس لها وجود فى مرجعيته الدينية التراثية حتى لو تم القيام باستغلال بعض القصص الضعيفة المفبركة كـ / زبالة اليهودي / جنازة اليهودى / القطة العطشانة / العصفورة الجوعانة / .. الخ مثل حكايات الأطفال الوهمية فلا تكفى لتكوين وجدان مسالم و لا تكفى لبناء ثقافة و حضارة إنسانية كما لا تكفى لنزع البغض و الكراهية المسيطران على القلوب أو توقيف المتوارث و المكتسب منهما بين الأجيال القادمة كما ان تلك الحكاوى تتعارض فى نفس الوقت مع مئات القصص الأخرى الحقيقة و المتواجدة فى تراث مليء بكوارث دموية لا إنسانية .. قصص و حكاوى الصندوق الإسلام الأسود

أنا لا أرى فى الأفق أى إمكانية فى حل سحرى إنسانى سريع لهذه المعضلة الإنسانية كما لا أرى أى حل فى أى حوار أو تعاون أو تكامل أو اندماج مع ثقافات اخرى (المسيحية / البوذية / الهندوسية .... الخ ) أو حتى مع العلمانية اللا دينية الغربية فقد أصبح المسلم "لا إنسانى " يتعامل مع غير المسلمين كالثور الهائج الجريح مصدوم فى ماضيه و حاضرة و مستقبله غير مشرق امامه فلا يتقبل شيء أخر بديل مفضلا عوض عنه تدمير البشرية (إنسان و حضارة) كحل اسرع و أسهل يرضى بيه غروره و كبريائه الدينى الثقافى و أرى فقط حل فيما يشبه الفرملة فى استرجاع و اعلاء الموروث العرقى الثقافى و البعد نهائيا عن المنحى البدوى العربى المدمر لدول المسماه بالعربية

بعدما افشلنا مشروع تمكين الإخوان و قطر و الخلافة التركية على المسلمين و انكشاف الوجه الإرهابى القبيح لهم امام العالم على مسرح العمليات ، أصبح الغرب يبحث عن بديل لمشروعه الفاشل السابق الذى كان بالنسبة له أقل فى التكلفة و فى الخسائر و فى المخاطرة
أرى أسفا ان الحل الغربى القادم سيكون فى عمليات الأضعاف و الفوضى و التفكيك المفتعلة و الموجهه إلى جميع الدول الإسلامية و اللتى تمثل المشروع الإنسانى المقدم الوحيد على الساحة و القابل لتطبيق على الأرض ففى صميم جوهره إنقاذ لمسلم من المسلم و إنقاذ المسلم من نفسه و إنقاذ لكل البشرية من المسلم فى المقام الثانى و يعتبر هذا المشروع كعمل طوارئ إسعافي مستعجل لوقف التدهور الإنسانى الثقافى الإسلامى الذى أصبح يهدد البشرية و يعتبر مشروع عشوائى غير منضبط و غير مخطط بدقة مسبقا و الاعتماد على التحكم و التسيير له على الأرض و سوف يسمح من خلاله باختفاء دول من الخريطة و تقسيم دول أخرى و نشوء دول جديدة على الخريطة و استحواذ دول على دول أخرى

أعتقد جازما بعلم الأمام الأكبر للأزهر المسبق و علم بعض شيوخ لجنة البحوث الإسلامية و غيرهم بمشروع خلافة تركيا و الإخوان المسلمين على مسلمى العالم و مباركتهم له ، كما ارى انه من المستحيل موافقة اجهزة الغرب الأمنية على تمرير مشروع الشرق الكبير الفاشل دون ضمان موافقة مسبقة من بعض قادة شيوخ الأزهر المعروفين لديها .. مؤسسة الأزهر تعتبر بحق بيت الشيطان فى مملكة الشر و المورد البشرى الرئيسى للإرهابيين حول العالم و بعشرات الالاف سنويا من الخريجين و الخريجات فى جميع التخصصات ثم تقوم بإطلاقهم يغزو العالم

أرى الصراع القائم يجرى بين ايران و تركيا للاستحواذ على الدول المجاورة لهما و للهروب من حتمية عمليات التفكيك العرقى المذهبى المرتقبة إليهما و أرى بوادر قيام دولة كردية كبرى فى الأفق تمتد الى البحر المتوسط كبديل علمانى فى منطقة الشرق يتقبله الغرب
أرى مناطق حكم ذاتى تتكون للأقليات المسيحية و الأذيدية و غيرهما فى شمال العراق و فى منطقة كردستان العراق
أرى انتهاء حكم الملالى و ولاية الفقيه فى ايران هروبا من حتمية التفكيك و التقسيم العرقى و من أجل القبول الدولى لها و فى السماح بالمشاركة بوضع رجل بمنطقة الحجاز و المدينة المنورة بالذات
أرى اضطرار تركيا لاعتراف بمذابح الأرمن و اعادة الكنائس و الأديرة المغتصبة لديها لأصحابها و انفصال الأكراد عنها و انسحابها من شمال قبرص
أرى تعرض مصر لعملية اضعاف اقتصادى شديد و فوضى كبرى يقود إلى التفكيك لعدم مقدرتها على تفكيك أو انهاء مؤسسة الأزهر الدينية و التعليمة و مؤسسة الأوقاف لديها لذا سوف تتدخل اليد الخارجية بقوة اكثر للعمل على تفكيك تلك البؤر الإرهابية
أرى تفكيك المملكة السعودية بالكامل و بالتزامن مع تفكيك الأزهر فى مصر و مع تلاشى الدويلات البدوية الخليجية الأخرى صنيعة الغرب لكى يتم احكام وضع اليد ماليا و اداريا ( الأمم المتحدة) على ريع جميع أبار النفط و الغاز فى المنطقة و على ان تتولى الأمم المتحدة السماح بالصرف و السحب و التحويل للأموال لتتحكم فى عمليات تمويل التطرف و الإرهاب و لوقف التحكم فى باقية مسلمى دول العالم الإسلامى و الغرب ماليا و دينيا و ثقافيا مستقبلا
أرى انتهاء مملكة المغرب المحاربة الأولى للثقافة الأوربية بفروج نسائها المغربيات المهاجرات من خلال زيادة الإنجاب و تفريغ الأطفال إرهابى المستقبل فى اوربا و الغرب و باستغلال جميع الميزات القانونية و الإنسانية و الإعانات الاجتماعية و هكذا يفعل ابناء جميع الدول العربية و الإسلامية
أرى انتهاء مملكة الأردن وأرى بوادر تقسيمها اداريا بين العرب الأردنيين و العرب الفلسطينيين و يعتبر هذا المكان الوحيد لقيام دولة فلسطينية و ليس فى اراض اليهود التاريخية ( اورشاليم / يهودا / السامره )
أرى بوادر استئصال جميع التنظيمات الإسلامية بداية من الإخوان المسلمين الى أصغر منظمة سلفية أو خيرية إسلامية حول العالم و كما ملاحقة الشيوخ الغير منضبطين فى أى مكان حول العالم
أرى الصراعات الدموية على منطقة الحجاز بين جميع الطوائف و الأعراق لكن لن يُسمح لأى طرف طائفى أو دولة ما بالتحكم مستقبلا فى منطقة الحجاز و التحكم فى ممارسة المسلمين من طقوس الحج و العمرة و مواقيتها
أرى هناك حالة من الضعف العام حالة من "اللا دولة " فى كل دولة إسلامية على أمل مرور الوقت و تتكون ثقافة أخرى بديلة تتسم بالحد الأدنى من التسامح و المسالمة و الإنسانية و للحد من خطورة الإسلام على المسلمين و على غير المسلمين

محبة و سلامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة