الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة نقدية مفتوحة.. إلى قناة -الميادين-

عبد عنبتاوي

2015 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة نقدية مفتوحة.. إلى قناة "الميادين"

• لا تقعوا في أخطاء "السابقين" لأن فيكم رائحة المستقبل!؟


حضرة السيد غسان بن جدو المحترم
رئيس مجلس إدارة قناة "الميادين"- البُوصَلَة
حضرات المحرّرين والمسؤولين في "الميادين" المحترمين،

تحيَّة عَطِرَة وبعد،

الموضوع: رسالة نقدية مفتوحة من صديق صَدوق..!؟
(تحديدًا نحو برنامج: أ .ل .م)

بدون تمهيد وبلا مُقدِّمات مُطَوَّلَة، وإنْ بَدَتْ هذه الرسالة طويلة بعض الشيء، لكن لها ضروراتها ودوافعها وغاياتها، بإعتقادي، لاسيّما أنها صادِرَة من صديق مُتواري عن الأنظار والإعلام، بقرارٍ إراديّ ذاتيّ نابِع عن إشمِئْزاز وازْدِراء، ومُوَجَّهة نحو وسيلة إعلام رائدة ونادِرة، مُمَيَّزة ومُتميِّزة، من حيث مهنيتها غير المحايِدَة، ومن حيث برامجها ومواقفها ورؤيتها والثقافة التي تَبثّها، حتى غَدَتْ "الميادين"، وبحق، بوصَلة وطنية تقدمية مُقاوِمة، نجحت أن تنمو وتتقدَّم بسرعة قياسية، وبمنأى عن أموال البترودولار، بل في مواجهة تلك "الأموال" وما تحمله من دَلالاتٍ وإتجاهات، وفي زَمنٍ ندرت فيه القِيَم النبيلة، وشَحَّ في ظِلاله " الإنسان النبيل" واضْمَحَلَّتْ ثقافة "النبلاء"..!؟
وبعد،
وبعيدًا عن التقييم وعن الإفراط في المديح والإطراء، حتى لا يُفهَم ذلك رِياءً أو تملُّقًا، وبمعزلٍ عن التفاصيل والحيثيات، على أهميتها أحيانًا، لكن قناة "الميادين" ذاتها وقعتْ، في بعض الأحايين، بَهفَواتٍ لا تَليق بها ولا بقامتها وقيمتها..!؟ وقد بدا ذلك جليًا في بعض البرامج الإخبارية، وفي المُغالاة باستضافة بعض "الخليجيين"، تحت شعار الرأي الآخر او "المهنية"، حتى في بعض الاستضافات العربية والفلسطينية، لمثقفين (!؟) وسياسيين، يُغَرِّدون ويُكَوْكِبون (؟!) على شاشات بعض القنوات الفضائية الصَّحراوِيَّة، أمريكية الهَوى وإسرائيلية الوِجْهَة..!؟
في حين أن مواقف معظم "هؤلاء"، والذين حصلوا على منبر إضافي نوعي في "الميادين"، الى جانب سطحية ثقافتهم وضَحالتها وارتهانها وتَبَعِيَّتها، فهي مواقف لا تستحِق الاحترام ولا الظهور الإعلامي، مهما كانت التبريرات، مهنية كانت أو أُخرى، لا سيّما في "الميادين".. لانهم عمليا قد اصطفّوا ضد المقاومة وثقافتها، ومواقفهم مما يجري في سوريا، رغم جَلاء الحقائق وتكشُّف أسراراها، المكشوفة أصْلاً، هي مواقف تُثير الإشمئزاز وتبعث الى النفور، الى جانب انتهازيتها، على أقل تقدير، وبالتالي هي مواقف لا تستحق أن تُمْنَح مَنبرًا أو شرعية، ولا حتى في إطار الجدل والاختلافات الشرعية الطبيعية، لان غالبية تلك المواقف والشخصيات، مهما كانت عربية المواقف او فلسطينية الجذور (!!)، إنما نبتتْ وترعرعت وانتشرت في كنف ورِعاية المَزارع الخليجية، و"شقيقاتها" الأمريكية والاسرائيلية والميكرونيزية..!؟
وقد نتعرَّض هنا، من جانب آخر وبإيجاز، الى برنامج "أجراس المشرِق"، الذي يتعامل مع الوجود العربي المسيحي الطبيعي والشرعي في الشرق، بذهنية لاهوتية مُفْرِطة، وإن كان ذلك بحسن نِيَّة ولأهدافٍ نبيلة.. فالوجود المسيحي في المشرق العربي هو وجود وطني وقومي وتاريخي وحضاري اصيل واصلي، قبل أي شيء آخر، وحَصْر هذا الوجود بالبُعد الديني والعَدَديّ، ومجرد الحديث عن ما يُسمى "أقليات"، إنما يُسيء لذلك الوجود على المستوى الاستراتيجي وعلى المستوى الثقافي وبالتالي الاجتماعي والسياسي، ونكون بذلك، دون أن نقصد، نُؤكّد بل نُرسِّخ، كما يحاول "الآخر" أن يُصوِّر، أننا مجرد مجموعات طوائف ومَذاهب لم تتبلور وترتقِ الى مُستوى الشعوب او الأمم الحيَّة، وفي هذا كثيرٌ مما يُقال، ويجب أن يُقال..!؟
والأنكى من هذا وذاك، بل الأدهى، والآشدّ غَرابة، على المستوى الفكري ومن ثَمَّ الإعلامي، هو ما يجري في برنامج "أ- ل- م" الذي يعدّه ويقدمّه الاستاذ يحيا أبو زكريا، والذي بلغ ذروة الإخلال الفكري والإعلامي، في حلقته "انتشار الإلحاد في العالم العربي"، والتي عُرِضت بتاريخ 27.11.2014، وأعدتُ "قراءَتها" (وليس فقط مُشاهدتها) مرة أُخرى..
وإن كنتُ، الآن وهنا، لستُ بصدد التقييم العام، من وجهة نظري، الفكرية والإعلامية، لمواضيع هذا البرنامج وحلقاته المتعدِّدة، من حيث المضمون والشكل، ومن حيث المواضيع والأداء، ومن حيث دوافع وأهداف هذا البرنامج، والذي قد أتفق مع بعض جوانبها الآنيّة والسياسية، إلاَّ أنه برنامج يَنْضَح بالتناقضات، التاريخية والفكرية، الى جانب كونه برنامجًا ثيولوجيا دوغمائِيًّا، يفتقِر الى العِلمية، بالرغم من احترامي وتقديري لثقافة الاستاذ ابو زكريا، وتفهُّمي لمَراميه ومَقاصده.. فيحِق لهذا البرنامج أنْ "يجتَهِد" مُحاوِلاً تصوير الدين عمومًا، والدين الاسلامي خصوصًا، بالإعتماد على الإنتقائية والنصوص المُجْتَزَءَة، وكأنه دين علم ودنيا وعدل وحياة، ما يجافي الحقيقة العلمية التاريخية والموضوعية، دون أن نَدَّعي أننا نحْتكِر الحقيقة او حتى نملكها، بل ما زلنا في طَوْر البحث نحوها، وقد لا نصلها يَقينًا..!؟
ولكن، أن يجري في الحلقة المذكورة أعلاه، تناوُل "الإلحاد" وإنتشاره النسبي والمحدود (للأسف)، في العالم عمومًا وفي المجتمعات العربية تحديدًا، بهذا التشويه والتسطيح، فهو أمرٌ لا يمكن احتماله، لا إعلاميًا ولا فكريًا..!؟
فتناول مثل هذا الموضوع المُرَكَّب والحَسَّاس، يتطلب، مهنياً وعلى أقل تقدير، دعوة ومُشاركة مُلْحِد حقيقي، قادِر وقدير، لمواجهة المواقف الأُخرى، ومِثْل هؤلاء موجودين بيننا وفي أوطاننا، وإن كانوا بقلَّةٍ نوعيّةٍ تميّزهم، دون أن تُحْصَر الحلقة في ثلاثة إسلاميين، برز منهم، من الاردن، مَنْ يُبشِّر بالخِلافة الإسلامية الحقيقية الداعشية، بكلِّ صَفَاقةٍ وتغييب للعقل المُفكِّر، مُقابل إقصاء "أصحاب الموضوع" !؟.. ثُمَّ، ماذا تعني تلك المقدِّمَة، غير العِلمية وغير الموضوعية، لمقدِّم البرنامج، ابو زكريا، في تعريف معنى "الإلحاد" وحقيقته وتاريخيَّته وتوصيفه، كحالة شبابيَّة وكَرَدّ فِعْل على مواقف وممارسات وجرائم "بعض الإسلاميين"، وتصويرها وكأنها حَالة إنفعالية غاضِبَة لبعض الشباب..؟؟!!
وهل نَزَعات ابن رُشد وابن خلدون وأبو العَلاء المَعرّي ودَفَقات سبينوزا وفيورباخ وداروين وشوبنهاور وماركس ونيتشه، ومَنْ قبلهم ومَنْ بعدهم، مُجرَّد حالة إنفعالية شبابية سطحية..؟؟ّ!! وما سَيروَرة النقاش، في الحلقة المذكورة، والتي أوْدَت بالعقل المفكِّر الى أدنى مُستوى مِنَ الإحتمال والتحمُّل..؟ّ! فهنالك خَيارات أُخرى، لا تختلف فقط مع الدين بل تُناقضها، تضع أمامنا مَشاريع بديلة لحياة وطنية وكونية وإنسانية، وفي محورها مَشروع "الإلحاد الوطني" كخيار وبديل مُختلِف، يُشَكِّل خَلاصًا فرديًا وجَماعيًا، من جَهْلِنا ومن فقرنا، مِنْ عُبوديتنا ومِنْ بُؤْسِنا، من طائفيّتنا ومَذهبيّتنا وإنتماءاتنا المَوْرُوثة وهُوِيّاتنا المُشوَّهة، فالإلحاد هنا مَشروع كامل مُتكامِل لمن يريدون ويستحقون الحياة والحرية والعَدَالة الطبيعية والحقيقية، بل هو الخَلاص الوحيد الممكِن والمحتمَل، مِنْ وِجْهة نظري، وهو أيضاً مشروع في مواجهة الإستعمار والإحتلال بكل أشكاله ومَشاريعه، إضافة الى أنَّ "الإلحاد"، بمفهومِهِ الشامل، هو المشروع القادِر على حِمَاية حتى المتديِّنين من أنفسِهِم ومن "بعضِهِم"، بَعيدًا عن الإكراه كما هو حال الدين، وعلى عدم إقْصاء "الآخرين"..
وبإيجازٍ شديد، فإن "الميادين" يكفيها ما اتخذته وتتّخذه من مواقف ومهنية شُجاعة وغير مُحَايِدَة، لكن لا ينبغي عليها احتكار الوِجْهَة الفكرية، كخيارٍ وبديلٍ للخروج من المَأْزق المُسْتَديم، لان البديل، باعتقادي، في مكانٍ آخر.. فلا تقعوا في أخطاء السّابِقين، لان فيكم رائحة المستقبل.. فثمَّة مَنْ يفكّر ويعتقد ويحيا خارج زنازين القبيلة الموروثة، ومن خارج قوالب العقيدة المنقولة، لا المعقولة، ويستعرِضون مشروعهم كأَحْرارٍ أحياء لا كعبيدٍ أموات..!!

آمل تفهّمكم وتجاوبكم
وكلكم عُقول مُصْغِيَة..

مع تحيات
عبد عنبتاوي – الجليل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليتهم يقرؤونها
سناء نعيم ( 2015 / 1 / 14 - 04:46 )
اتمنى ان يقرأ السيد يحي ابو زكريا مقالك حتى يكف عن اسلوب التدليس الذي يمارسه بترديده دوما لمقولة الاسلام الحضاري وهي مقولة تسهم في ابقاء العقل المسلم مخدرا بتراث جميل لا وجود الا في العقل الواهم.
برنامجه اصبح عبارة عن ثرثرة فارغة المحتوى كلام مرسل ومبدبج بعبارات منتقاة بعناية يعزف عليها بقصد التاثير على المشاهد الذي يستحسن قصائد المدح وخاصة اذا مست الموروث الديني.
للاسف برنامج السيد يحي برنامج يهدم اكثر مما يبني ولم تستفد منه الامة الا في عبارة حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثواكم لكنها استفادة سلبية لن تفيد ه الامة الامزيدا من التخلف والتعصب.تحياتي

اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم