الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمليتي باريس مسرحية و ماذا بعد

لزرق الحاج علي

2015 / 1 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


- حدثت عمليتين في العاصمة الفرنسية باريس فأثارت الرأي العام العالمي بما فيه الرأي العام في دولنا العربية و منه رواد مواقع التواصل الاجتماعية، إلا أن ما يثير الاستغراب هو التعامل بعاطفية شديدة في قراءة هتين العمليتين من طرف الرأي العام العربي فبين داعشي مؤيد للقتل و بين مدافع عن الحرية التعبير ضاع التعامل الجدي مع ما يحيط بالموضوع و تم التركيز على الموضوع بحد ذاته بتحليل ذاتي في أغلب الأحيان، و صار صوت التحليل غائبا و تأجج صراخ العواطف، إلا أن صوت العقل روح التدقيق ضلا حاضرين و هو ما عبر عنه الكثيرون من الغرب و من غيرهم بأن هتين العمليتين مجرد مسرحية جائت في توقيت محدد و تهدف فرنسا و حلفائها من ورائهما مكاسب كبيرة على الصعيد الإقليمي و العالمي و خصوصا في الوضع السوري و ما يسمونه محاربة داعش بعدما أحست أن الأحداث قد تجاوزتها و أن الكعكة النفطية ليس لها فيها نصيب.
- لقد ظهرت عدة أشرطة فيديو لمصورين هواة لحظة العملية الأولى على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة و لكن هته العملية و هذا التصوير يطرحان عدة أسئلة أذكر منها:
أولا: كيف يصدف أن يكون كل هذا العدد من الأشخاص جاهزين للتصوير في تلك اللحظة بالذات.
ثانيا: كيف يمكن لشخصين أن يتجولا حاملين لسلاحي كلاشنكوف في وسط العاصمة باريس؟ دون أن يثيرا أي شكوك من طرف الأجهزة الأمنية الفرنسية التي تصنف من أكثر قوى الأمن احترافية في العالم، كما كيف يمكن لفرنسا أن تؤمن مسيرة يحضرها كل العديد من الرؤساء و الملوك و الممثلين بالإضافة لأكثر من مليون شخص و لا يمكن أن تكتشف سيارة مشبوهة تتحرك مسلحين داخلها.
ثالثا: الحالة النفسية للمصورين الهواة الذين لم يبدوا عليهم الجزع رغم أن الوضع يهدد حياتهم بشكل مباشر.
رابعا: كيفية قتل الشرطي الفرنسي بعدما كان مصابا إذ أن البنية الجسدية للمنفذ لا تسمح لأن يطلق النار و هو في حالة حركة و بيد واحدة.
خامسا: يخيل لمن يرى شريط الفيديو كأن المنفذين كانا على موعد قتل مع الصحفيين الذين كانوا بالانتظار.
سادسا : عملية الانسحاب كانت سهلة جدا كأن العملية في أحد المناطق الخالية بمالي أو النيجر و ليس بقلب العاصمة باريس.
سابعا: عملية إيقاف المنفذين كان يمكن أن تكون دون اللجوء إلى قتلهم و لكن للشرطة غرض في إخفاء الحقيقة لكي لا يخرج الإرهابيان علن صمتهم حتى داخل أسوار السجن.
ثامنا : بعد أقل من ساعة أي بعد 56 دقيقة بالضبط حظر فرنسوا هولاند لعين المكان غير آبه لإمكانية أن يكون المنفذين قد زرعا عبوة ناسفة أو أن هناك قناص في السطوح ينتظر فرصة كهذه للنيل منه.
تاسعا: أحد الصحفيين كان يرتدي حزاما مضادا للرصاص، كأن الصحفيين مزودون بهته المعدات في مكاتبهم أم أن هذا الصحفي كان يعلم بأن العملية سوف تتم.
- إن عملية احتجاز الرهائن في متجر يهودي بالعاصمة الباريسية التي قامت بها فتاة من أصل جزائري مع شاب أسود إفريقي الأصل يدعى كوليبالي هي النقطة التي أفاضت الكأس و فضحت بأن كل هته العمليات لم تكن سوى سيناريو سيء الإخراج من طرف السلطات الفرنسية تبغي من ورائها تحقيق أهداف و ربما تسمح لها بإعادة تمركزها داخل مناطق النفوذ و الحروب في العالم كلاعب أساسي كما استفادت أمريكا من عمليات 11 سبتمر بوصف نفسها رأس حربة محاربة الإرهاب الذي صنعته هي بنفسها. فيظهر الفيديو الذي صور لعملية احتجاز الرهائن بوضوح ما يلي:
أولا: من فتح الباب للقوات الخاصة الفرنسية ؟
ثانيا: الشاب كوليبالي يظهر مكبلا فمن كبله ؟ و لما الحاجة لإطلاق النار على رجل مكبل؟
ثالثا: كم هائل من الرصاص أطلق على الرجل و هو داخل المتجر و لم يسقط و لم يظهر عليه أنه يتعرض لإطلاق نار عليه مباشرة بل يسير بشكل عادي، فيسقط بعد خروجه مباشرة من المتجر ليتواصل إطلاق النار عليه و لم يظهر أنه يتلقى أي رصاص لأن إطلاق الرصاص على جثة هامدة يظهر عليها و هو ما لم يحدث.
- لقد حاولت في هته الملاحظات أن ألمح إلى أن هناك الكثير من اللبس و الثغرات التي يجب ملئها لمعرفة الحقيقة و لكن كما يقال إذا عرف السبب بطل العجب، ففرنسا التي تحس بأنها الأحداث قد تجاوزتها تحاول أن تثير موضوع الإرهاب و أنها من ضحاياه و بتالي يصبح التدخل في شؤون الدول العربية أمرا يفرضه أمنها القومي، إلا أنه كان يمكن اكتشاف اللعبة لو صمت صوت التهويل و إثارة الحساسيات و نطق العقل و تم الربط بين ما حدث و موقع فرنسا في ساحة الحرب على ما يسمى بالإرهاب.
- تعتبر مسيرة باريس دليلا كشف الغطاء عن حقيقة ما حدث و يتضح ذلك من جانبين:
أولا: من حيث الحضور، قد كان في الصف الأول أكبر الداعمين للإرهاب و على رأسهم الصهيوني نتن ياهو و غيره من زعماء الدول المتآمرين لتدمير سوريا و تفتيت قوى الممانعة و المقاومة، فداعش التي ترتكب كل هته الفضائع هي صنيعة أمريكية صهيونية هي و مثيلاتها من جبهة النصرة و غيرها من التنظيمات الإرهابية التي تعيث فساد و تقتيلا في الشعب السوري و العراقي و باقي الأقطار العربية، و هنا يحق لنا أن نسمي ما حدث أن حراميها يدعي أنه حاميها
ثانيا: الترتيبات الأمنية التي كانت لتنظيم المسيرة يحضرها شخصيات مهمة و استطاعت فرنسا حمايتهم و تأمينهم في حين أنها لم تقدر تأمين و اكتشاف مسلحان يتجولان بسلاحهما في قلب العاصمة وينفذان عملية إطلاق نار بطريقة احترافية ثم ينسحبان بهدوء.
- لقد أصبح العالم أمام أمرين لا ثالث لهما فيا إما يدين الإرهاب بكل أنواعه إبتداءا بما يفعله العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة مرورا بفضائع داعش و مثيلاتها و إنتهاءا بكل بؤرة للتطرف من جهة و أجندات تفتيت للعالم العربي و تحويله إلى مجموعة كنتونات طائفية و عرقية يا إما أن يصمت لأن الحرية كل متكامل و لا يجب التعامل مع الأمر بانتقائية ونفاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش