الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذاكرة .. في محافظة دهوك

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2015 / 1 / 13
الادب والفن


في ذلك اليوم الجميل من عام 1977 ترجلت من السيارة ولأول مرة اضع قدمي على ارض جميلة ، وهي محافظة دهوك .. حامل جنطتي وبعض من الكتب الادبية ، توجهت الى اقرب فندق في المدينة الصغيرة آنذاك ، وهو فندق نركز لصاحبه سيدا محمد ، رجل طيب القلب ، وعندما وضعت حاجياتي ، نزلت من الفندق الى احد المطاعم وهو مطعم (( دنيا )) وبعد عودتي جلست في مقهى البليارد المقابل لشرطة محافظة دهوك .. كانت البدايات عام 1977 محافظة دهوك محافظة صغيرة وجميلة آنذاك ، وفي شوارعها لم تكن معقدة ، عملت في بيت الشباب وفي نفس الوقت كنت اقوم بعملي الرياضي كمدرب ، بقيت في هذه المحافظة لعام 1981 الى فترة التحاقي بخدمة الاحتياط .. بعد تركي بيت الشباب بأمر من مديرها المدعو (اديب زروا )من اهالي محافظة دهوك ، هذا الرجل كان حاقدا" على كل الاكراد المنقولين الى المحافظة لاسباب سياسية لأنه كان يعتبر نفسه من ازلام النظام الدكتاتوري المقبور وعلى كل حال ، بعدها قضيت فترة في البيت الذي تم استأجاره مع مجموعة شباب من كركوك والسليمانية كنا في بيت واحد وجميعنا تم نقلنا لاسباب سياسية والبعض لرفضهم الانخراط في الجيش الشعبي ، وكان كاك حمه من السليمانية صاحب كراج ( اصحابة سبي ) وكذلك كاك ستار والحاكم حسن عبدالله وكاك بهزاد والمهندس كاك حمه ، وغيرهم الذين عشنا حياة الصداقة والاخوة كموظفين جئنا من محافظات اخرى ، وخلال تواجدي في المحافظة تعرفت على الاخوان حسن عبدالله وحسن ابو علو من اهالي محافظة دهوك ، الاول كان معلم والثاني التحق في صفوف قوات البيشمركة بعد تعارفي به لفترة سنة . وفي البداية قبل استقراري في المحافظة ، لم يوافقوا على بقائي في مركز المحافظة ، عندها تم نقلي الى العمادية حدود منطقة حدودية وتبعد ساعتين ونصف من مركز المحافظة ، وهي بشكل قلعة واطرافها قرى ومناطق جبلية ، وعند وصولي الى المنطقة كانت الساعة السابعة مساءا" ، ذهبت الى دائرتي المنقول اليها وهي مركز الشباب في الناحية ، قال لي حرس المركز ان المدير بلغه بأن لايسمح لي بالبقاء في الدائرة ، فقلت له الى اين اذهب وان الناحية لا يوجد فيها فنادق ولا بيوت للآيجار ، الا في المناطق خارج العمادية ، حيث فيها فنادق سياحية وان الموظف لايستطيع من صرف نفقات المبيت ، فعلى كل حال ، ذهبت الى اقرب مقهى طلبت من صاحب المقهى السيد رقيب ان يسمح لي بالبقاء ليلة واحدة للمبيت على احد مقاعد المقهى ، وقد احترمنى وطلب مني ان اتوجه معه الى بيته لاستضافتي لكني لم اقبل لانها ليلة واحدة ، وكان ذلك عام 1977 ، وبقيت في المقهى مع جنطتي ، وقد تمددت على احدى المسطبات وحصلت على بطانية من صاحب المقهى ، وفي حدود الساعة الواحدة ليلا" ، تفاجئت بقصف الناحية من قبل البيشمركة ، بقنابر الهاون ، ورد العسكر على منبع القصف ، عندها استيقضت حتى الصباح رغم توقف القصف ، ومع بزوغ الفجر ، رجعت الى مركز المحافظة وقابلت مدير دائرتي ، وطلبت بقائي في مركز المحافظة لعدم توفر المستلزمات هناك ، وفعلا" طلب مني رئيس الدائرة التوجه الى بيت الشباب ، المبيت ودوامي هناك . وبقيت في مركز المحافظة كنت في النهار اقوم بواجباتي في الدائرة وفي الساعة الحادية عشرة من كل يوم اذهب الى المكتبة العامة في دهوك في منطقة (كري باصي ) للمطالعة وممارسة الكتابة والمذكرات ، قرأت كثيرا" في تلك الفترة التي قضيتها في دهوك ، مثل الكتاب الاجانب امثال سارتر وسيموندبوفوار وكامي ودستوفسكي وارنست همنغواي وفلاسفة القدامى امثال سقراط وارسطو وابيقور والكثرين من امثالهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى